كواليس ظاهرة البصق ضد المسيحيين بالقدس.. الفاتيكان يتدخل وتورط عضو كنيست
عادت ظاهرة البصق ضد المسيحيين التي يقوم بها يهود متدينون تجاه المصلين المسيحيين في القدس إلى الواجهة، وازدادت بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، وتكثفت خلال الأعياد اليهودية الأخيرة حتى اضطرت حاضرة الفاتيكان للتدخل ومخاطبة إسرائيل، ومطالبتها بالتصدي لذلك.
عودة ظاهرة البصق على المسيحيين
وعلى الرغم من أن ظاهرة البصق ضد المسيحيين عادة قديمة، وتكاد تكون تقليداً يتبعه غلاة المتطرفين، فإن مقاطع فيديو نُشرت، الاثنين، أظهرت مجموعة من المتدينين اليهود في البلدة القديمة في القدس يبصقون على مجموعة من المسيحيين الذين كانوا قد خرجوا من الكنيسة يحملون صليباً كبيراً في مسيرة التقت بمسيرة اليهود؛ ما أثار غضباً واستياءً واسعين بين المسيحيين.
وقال منسق منتدى الكنائس في الأراضي المقدسة، وديع أبو نصار، إن حاخامات يهوداً ضالعون في التحريض للقيام بمثل هذه الأعمال المقيتة مثل ظاهرة البصق ضد المسيحيين، محذراً من أن ظاهرة البصق التي أخذت في الاتساعِ مؤخراً قد تتطور إلى ضرب، ومن ثم إلى جريمة قتل.
وكان يُفترض أن يلتقي أبو نصار بقيادة الشرطة الإسرائيلية، الثلاثاء، للبحث في هذا الموضوع.
وقال لإذاعة «كان» الإسرائيلية، إن «المسيحيين لا يطلبون مِنّة من أحد، بل يطالبون بما يجب القيام به لاجتثاث هذه الظاهرة».
تم تصوير يهود حريديم، من ضمنهم أطفال، يوم الاثنين وهم يبصقون تجاه مصلين مسيحيين في البلدة القديمة بالقدس، وسط تصاعد الحوادث التي تستهدف الكهنة والحجاج في المدينة.
وقد قوبل الإعتداء وظاهرة البصق ضد المسيحيين بإدانات واسعة من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين آخرين، بما في ذلك سياسيون من المجتمع الحريدي، الذين رفضوا فكرة أن البصق هو تقليد يهودي أو ضرورة دينية.
في مقطع فيديو نشره مراسل صحيفة “هآرتس” على الإنترنت، تظهر مجموعة من المسيحيين خلال خروجهم من كنيسة وهم يحملون صليبا خشبيا ويسيرون بجوار مجموعة من اليهود المتدينين الذين ساروا في الاتجاه الآخر. عندها قام عدد من اليهود بظاهرة البصق ضد المسيحيين على الأرض في اتجاه المسيحيين أثناء مرورهم.
بينما كشف موقع “14 الآن ” الإسرائيلي، أن أحد الأشخاص الذين قاموا ظاهرة البصق ضد المسيحيين في القدس هو عضو الكنيست سيمحا روتمان، ضمن خمسة مشتبه بهم للاشتباه في قيامهم بإيذاء المسيحيين، والذي حدث خلال الاحتفال التقليدي بـ "جولة البوابات" في القدس.
من هو عضو الكتيست الذي قام بعملية البصق؟
ينتمي روثمان إلى حزب “عوتسما يهوديت” أو “القوة اليهودية” وهو حزب يميني متطرف إسرائيلي يتزعمه إيتامار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، والمعروف بمواقفه ضد العرب والمسلمين، وقيادته للمواكب التي تقوم باقتحام المسجد الأقصى، وحتى عام 2015 كانت تعرف باسم الجبهة اليهودية الوطنية واعتبارًا من عام 2022 تم الاحتفاظ بهذا الاسم كاسم رسمي لها.
ويعد سمحا دان روثمان هو عضو كنيست عن حزب “القوة اليهودية” ورئيس لجنة الدستور والقانون والعدالة في الكنيست وهو محامٍ وناشط عام وإعلامي إسرائيلي، وهو أحد مؤسسي حركة الحكم والديمقراطية ومستشارها القانوني حتى انتخابه للكنيست الرابعة والعشرين عام 2021، وهو يهودي متشدد درس في مدرسة هسدير الدينية كيرم في يافنه وفي مدرسة توراة حاييم الدينية.
في عام 2013، بعد حوالي عام من افتتاح مكتبة، أسس روثمان حركة الحكم والديمقراطية مع يهودا عمارني وكان أيضًا مستشارًا قانونيًا لها حتى عام 2021، وفي إطار عمله في الحركة، عمل في مجال الاستشارة القانونية للمسؤولين الإسرائيليين والهيئات العامة.
دور روثمان ضد الأسرى الفلسطينيين
كان روثمان عضوًا في المحكمة التأديبية لنقابة المحامين، في مايو 2020، مثّل وزير العدل أمير أوحانا في التماس إلى المحكمة العليا لمناقشة تمديد ولاية القائم بأعمال النائب العام للدولة دان إلداد.
كان للمحامي المتشدد دور بارز ضد الفلسطينيين والعرب، حيث عمل لمدة عام تقريبًا في ما تسميه إسرائيل “ضحايا الإرهاب” وهو موجه بالأساس ضد العرب والأسرى الفلسطينيين مع المحامي زئيف داسبرج، وشارك في كتابة الالتماس ضد إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في صفقة شاليط.
رد فعل روثمان بعد أخبار اعتقاله
وهاجم عضو الكنيست روثمان عبر حسابه على منصة إكس “تويتر” سابقًا الحاخام الذي شارك في المسيرة التي شهدت عملية البصق، والتي قادها شقيقه الحاخام ناتان روثمان، كما هاجم بشدة مراسل "N12" الذي نقل الحدث.
ونفى عضو الكنيست قيامه بالبصق قائلًا:"طوال المسير، وسرت هناك لمدة ساعتين، رأيت رجال ونساء عرب مسيحيين، يرتدون ملابس محتشمة وغير محتشمة، ويمرون بين الحشود، ولم يمسسهم أحد، ولم يتحرش بهم أحد".