مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

حدث في مثل هذا اليوم.. الجيش المصري يُحرر "سيناء" من الاحتلال الإسرائيلي

نشر
الأمصار

يتزامن تاريخ اليوم 6  أكتوبر "تشرين الأول"، مع العديد من الأحداث البارزة، التي احتلت موقعًا لا يُنسى من صفحات التاريخ الإنساني، ولعل أبرز الأحداث التي اقترنت مع ذلك التاريخ، عبور القوات المسلحة المصرية مانع قناة السويس، وتحرير "سيناء" من الاحتلال الإسرائيلي.

استطاعت "مصر" قلب موازين القوى العالمية في إحدى جولات الصراع العربي الإسرائيلي، يوم انتصار العرب الذي شاركوا فيه وعاشوا ساعاته من المحيط إلى الخليج، إنها حرب أكتوبر 1973، واتخذ النصر في 6 أكتوبر 1973 مُسميات كثيرة على لسان المصريين ولكن ظل "يوم العبور" واحدًا من أهمها معنى ومبنى، وصفًا وتجسيدًا، ودقة واتساعا وشمولًا، وأصبح من الواضح أن معنى "العبور" فتح للمصريين قوس التوقعات وقدم احتمالات كثيرة، وأماني بأن ينسحب ذلك العبور على كل المشكلات والأزمات التي تُحيط بنا ونعيشها ونهدف إلى تجاوزها، وأن نستلهمها في كل المجالات والتطلعات.

شرارة الانتصار جاءت مع حركة "الجيش المصري"، عابرًا قناة السويس وساعات 6 من القتال افتقد القوات الإسرائيلية توازنها، وبالتوازي كانت حركة الجيش العربي السوري في تناغم أذهل عالمًا كان قد تصور أن العرب بعد نكسة يونيو 1967، لا يمتلكون القدرة على الفعل المؤثر.

"العراق" كان صاحب حضورًا في الميدان، حيث شاركت الطائرات العراقية في الضربة الأولى يوم السادس من أكتوبر وهاجمت العدو في مجموعات قتالية، وفي اليوم الثاني من المعارك أعلنت بغداد رسميا مشاركتها في الحرب، بينما أرسلت جنود احتياطًا إلى الجبهة السورية.

دول المغرب العربي كانت صاحبة موقف مشهود هي الأخرى في صناعة نصر أكتوبر، فوضعت الجزائر إمكانيات بلادها تحت تصرف القيادة المصرية وشاركت بقوات في البر والجو، وأيضا على الجبهة السورية.

وجاءت مشاركة ليبيا الجارة الأقرب لمصر وقدمت عمليا ما يؤكد مبدأها بأن العلاقة مع القاهرة تجاوزت حدود الأرض، ودعمت الجيش المصري بدبابات وناقلات جند، فضلا عن المستشفيات الميدانية والطواقم الطبية.

الدول العربية الخليجية سجلت هي الأخرى موقفا للتاريخ، فجاءت الشقيقة الإمارات وكانت عبارة الشيخ زايد بن سلطان هي الأقوى: "النفط ليس أغلى من الدم العربي وقدم ما في خزانته بلاده دعما لمصر وسوريا"، وكذلك جاءت المملكة العربية السعودية بالقرار الحازم والحاسم وأعلنت منع النفط عن كافة الدول الداعمة لإسرائيل.

أما نصف مصر الآخر في وادي النيل السودان فقد أرسلت لواءات مشاة وكتائب وحدات خاصة شاركت مع القوات المصرية في الميدان، للعمل على توحيد واضح وصريح للصف العربي، هي قائمة شرف لم يغب عنها عربي واحد إن لم يكن بوجوده في الميدان بقرار استراتيجي صائب ساهم في تسطير تلك الملحمة البطولية في نصر حرب أكتوبر المجيدة.

الضربة الجوية

في تمام الساعة 1400 من يوم 6 أكتوبر 1973 نفذت 220 طائرة حربية مصرية ضربة جوية على الأهداف الإسرائيلية شرقي القناة (كان أقصى عمق ممكن للطائرات المصرية خط المضائق في منتصف سيناء، وعليه غطت الضربة الجوية النصف الغربي من سيناء عدا هجوم واحد قصف مطارا جنوب العريش).

عبرت الطائرات على ارتفاعات منخفضة للغاية (حوالي 30 م) لتفادي الرادارات الإسرائيلية، وقد استهدفت المطارات ومراكز القيادة ومحطات الرادار والإعاقة الإلكترونية وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصافي النفط ومخازن الذخيرة.

جاء في تقرير قائد القوى الجوية عقب الهجوم أن الضربة حققت 95 % من أهدافها الموضوعة، وخسرت أحد عشر طيارا شهيدا منهم ستة طيارين في الغارة على مطار الطور قرب شرم الشيخ ويعود ذلك لفقدان عنصر المفاجأة بسبب ملاقاتهم أربع طائرات فانتوم كانت تقوم بدورية اعتيادية فوق شرم الشيخ فجرت معركة غير متكافئة بسبب التفوق النوعي لطائرة الفانتوم وقتئذ.

التمهيد المدفعي

بعد عبور الطائرات المصرية بخمس دقائق بدأت المدفعية المصرية قصف التحصينات والأهداف الإسرائيلية الواقعة شرق القناة بشكل مكثف تحضيرا لعبور المشاة، فيما تسللت عناصر سلاح المهندسين والصاعقة إلى الشاطئ الشرقي للقناة لإغلاق الأنابيب التي تنقل السائل المشتعل إلى سطح المياه وفي تمام الساعة 14:20 توقفت المدفعية ذات خط المرور العالي عن قصف النسق الأمامي لخط بارليف ونقلت نيرانها إلى العمق حيث مواقع النسق الثاني، وقامت المدفعية ذات خط المرور المسطح بالضرب المباشر على مواقع خط بارليف لتأمين عبور المشاة من نيرانها.

العبور

في تمام الساعة 18:30 كان ألفا ضابط وثلاثين ألف جندي من خمس فرق مشاة قد عبروا القناة، واحتفظوا بخمسة رؤوس جسور واستمر سلاح المهندسين في فتح الثغرات في الساتر الترابي لإتمام مرور الدبابات والمركبات البرية، وذلك فيما عدا لواء برمائي مكون من عشرين دبابة برمائية وثمانين مركبة برمائية عبر البحيرات المرة في قطاع الجيش الثالث وبدأ يتعامل مع القوات الإسرائيلية.

في تمام الساعة 20:30 اكتمل بناء أول جسر ثقيل، وفي تمام الساعة 22:30 اكتمل بناء سبع جسور أخرى وبدأت الدبابات والأسلحة الثقيلة تتدفق نحو الشرق مستخدمةً الجسور السبع وإحدى وثلاثين معدية.

عقب بدء الهجوم حققت القوات المسلحة المصرية والسورية أهدافها من شن الحرب على إسرائيل، وكانت هناك إنجازات ملموسة في الأيام الأولى للمعارك، فعبرت القوات المصرية قناة السويس بنجاح وحطمت حصون خط بارليف وتوغلت 20 كم شرقا داخل سيناء، فيما تمكنت القوات السورية من التوغل إلى عمق هضبة الجولان وصولا إلى سهل الحولة وبحيرة طبريا.

أما في نهاية الحرب فقد تمكن الجيش الإسرائيلي من تحقيق بعض الإنجازات، فعلى الجبهة المصرية تمكن من فتح ثغرة الدفرسوار وعبر للضفة الغربية للقناة وضرب الحصار على الجيش الثالث الميداني ومدينة السويس ولكنه فشل في تحقيق أي مكاسب استراتيجية سواء باحتلال مدينتي الإسماعيلية أو السويس أو تدمير الجيش الثالث أو إجبار القوات المصرية على الانسحاب إلى الضفة الغربية مرة أخرى، أما على الجبهة السورية فتمكن من رد القوات السورية عن هضبة الجولان واحتلالها مرة أخرى.

وتدخلت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي لتعويض خسائر الأطراف المتحاربة، فمدت الولايات المتحدة جسرا جويا لإسرائيل بلغ إجمالي ما نقل عبره 27895 طنا، في حين مد الاتحاد السوفيتي جسرا جويا لكل من مصر وسوريا بلغ إجمالي ما نقل عبره 15000 طن إضافة إلى نحو 63,000 طن من الأسلحة عن طريق البحر وصلت قبل وقف إطلاق النار، نقل أكثرها إلى سوريا.

وانتهت الحرب رسميا مع نهاية يوم 24 أكتوبر من خلال اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الجانبين العربي والإسرائيلي، ولكنه لم يدخل حيز التنفيذ على الجبهة المصرية فعليا حتى 28 أكتوبر.

على الجبهة المصرية حقق الجيش المصري هدفه من الحرب بعبور قناة السويس وتدمير خط بارليف واتخاذ أوضاع دفاعية، وعلى الرغم من حصار الجيش المصري الثالث شرق القناة، فقد وقفت القوات الإسرائيلية كذلك عاجزة عن السيطرة على مدينتي السويس والإسماعيلية غرب القناة.

تلا ذلك مباحثات الكيلو 101 واتفاقيتي فض اشتباك، ثم جرى لاحقا بعد سنوات توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في 26 مارس 1979، واسترداد مصر لسيادتها الكاملة على سيناء وقناة السويس في 25 أبريل 1982، ما عدا طابا التي تم تحريرها عن طريق التحكيم الدولي في 19 مارس 1989.

أما على الجبهة السورية، فقد وسع الجيش الإسرائيلي الأراضي التي يحتلها وتمدد حوالي 500 كم2 وراء حدود عام 1967 فيما عرف باسم جيب سعسع، وتلا ذلك حصول حرب استنزاف بين الجانبين السوري والإسرائيلي استمرت 82 يوما في العام التالي، وانتهت باتفاقية فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل والتي نصت على انسحاب إسرائيل من الأراضي التي سيطرت عليها في حرب أكتوبر، ومن مدينة القنيطرة، بالإضافة لإقامة حزام أمني منزوع السلاح على طول خط الحدود الفاصل بين الجانب السوري والأراضي التي تحتلها إسرائيل.

مُقدمات الحرب

في 28 سبتمبر 1970 توفي الرئيس جمال عبد الناصر، وانتخب نائبه أنور السادات رئيسا لمصر في 15 أكتوبر 1970 عقد السادات النية على دخول الحرب وأعلن ذلك في عدة مناسبات منها إعلانه في 22 يونيو 1971 أن عام 1971 هو عام الحسم، وكلامه أمام المجلس الأعلى للقوات المسلحة في 24 أكتوبر 1972 الذي أوضح فيه وجوب تجهيز القوات المسلحة لدخول الحرب.

في عام 1973 قرر الرئيسان المصري أنور السادات والسوري حافظ الأسد اللجوء إلى الحرب لاسترداد الأرض التي خسرتها الدولتان في حرب 1967، فقرر مجلس اتحاد الجمهوريات العربية في 10 يناير 1973 تعيين الفريق أول أحمد إسماعيل علي قائدا عاما للقوات الاتحادية، وخلال يومي 22 و23 أغسطس 1973 اجتمع القادة العسكريون السوريون برئاسة مصطفى طلاس وزير الدفاع مع القادة العسكريين المصريين برئاسة أحمد إسماعيل علي في الإسكندرية سرا ليشكلوا معا المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية والسورية المكون من 13 قائد، وذلك للبت في الموضوعات العسكرية المشتركة والاتفاق النهائي على موعد الحرب، واتفق في هذا الاجتماع على بدء الحرب في أكتوبر 1973، وخلال اجتماع السادات مع الأسد في دمشق يومي 28 و29 أغسطس اتفقا على أن يكون يوم 6 أكتوبر 1973 هو يوم بدء الحرب.

التخطيط

حينما تولى السادات منصب الرئاسة عام 1970 لم تكن القيادة العسكرية المصرية تمتلك خططا عسكريةً لمهاجمة القوات الإسرائيلية، والتي تحتل شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة منذ حرب 1967 وكل ما كانت تمتلكه هو خطة دفاعية أطلق عليها اسم "الخطة 200"، بجانب خطة تعرضية تسمى "جرانيت" والتي تشمل تنفيذ بعض الغارات على مواقع القوات الإسرائيلية في سيناء إلا أنها لم تكن بالمستوى الذي يسمح بتسميتها خطةً هجومية.

بدأ الإعداد للخطط الهجومية المصرية عقب تولي الفريق سعد الشاذلي منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة في 16 مايو 1971 والذي بدأ مهام عمله بدراسة الإمكانيات الفعلية للقوات المسلحة المصرية ومقارنتها بالمعلومات المتاحة عن قدرات الجيش الإسرائيلي وذلك بهدف التوصل إلى خطةٍ هجومية واقعية تتوافق مع الإمكانيات المتاحة للقوات المصرية في ذلك الوقت.

وخلص الشاذلي من دراسته -وطبقا للإمكانيات المتاحة- بأن المعركة يجب أن تكون محدودة وأن يكون هدفها عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف ثم اتخاذ أوضاعٍ دفاعية على مسافة تتراوح ما بين 10 و12 كم شرق القناة، وأن تبقى القوات في تلك الأوضاع الجديدة إلى أن يتم تجهيزها وتدريبها للقيام بالمرحلة التالية من تحرير الأرض.

عرض الشاذلي فكرته على وزير الحربية الفريق الأول محمد صادق، إلا أنه عارضها بحجة أنها ستبقي ما يزيد عن 60,000 كم² من أراضي سيناء بالإضافة إلى قطاع غزة تحت الاحتلال الإسرائيلي فضلا عن أنها ستوجد وضعا عسكريا أصعب من وضع الجبهة الحالي الذي يحتمي خلف قناة السويس باعتبارها مانعا مائيا جيدا، وكان يرغب في التخطيط لعملية عسكرية هجومية تهدف إلى تدمير جميع القوات الإسرائيلية في سيناء لتحريرها هي وقطاع غزة في عملية واحدة ومستمرة.

في نهاية المطاف وبعد نقاشات وجلسات مطولة جرى التوصل إلى حل وسط تمثل في إعداد خطتين الأولى هي "العملية/الخطة 41" التي تهدف إلى الاستيلاء على المضائق الجبلية في سيناء وقد أُعدت بالتعاون مع المستشارين السوڤييت بهدف إطلاعهم على احتياجات القوات المسلحة لتنفيذ الخطة، والثانية هي "خطة المآذن العالية" وتهدف إلى عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف واحتلاله واتخاذ أوضاعٍ دفاعية واستنزاف إمكانيات الجيش الإسرائيلي إلى حين القيام بالمرحلة التالية من المعركة، وجرى إعداد تلك الخطة في سرية تامة بعيدا عن أعين المستشارين السوڤييت.

وخلال عام 1972 أدخلت تعديلات على "العملية/الخطة 41" وتغير اسمها إلى "جرانيت 2" ولكن بقي جوهرها كما هو وركزت القوات المسلحة المصرية على تنفيذ "خطة المآذن العالية" التي كانت تناسب إمكاناتها في ذلك الوقت، وتغير اسم الخطة في سبتمبر 1973 إلى "الخطة بدر" بعد أن تحدد موعد الهجوم ليكون السادس من أكتوبر من العام نفسه وبناء على هذه الخطة صدر "التوجيه 41" عن رئاسة الأركان المصرية الذي نظم عملية العبور.

اختيار موعد الحرب

في 22 يوليو 1972 طلب الرئيس السادات سحب المستشارين العسكريين السوڤييت من مصر، وقرر أن الحرب ستجري بما هو متوفر من السلاح والمعدات وضمن طاقتها التي تسمح بها. منذ تكليف السادات للقوات المسلحة بالاستعداد للحرب في مؤتمر الجيزة يوم 24 أكتوبر 1972 عملت هيئة عمليات القوات المسلحة برئاسة اللواء عبد الغني الجمسي على تحديد أنسب التوقيتات للهجوم، وذلك بناء على عدة عوامل منها الموقف العسكري الإسرائيلي، وحالة القوات المصرية، والمواصفات الفنية للقناة من ناحية حالة المد والجزر وسرعة التيار واتجاهه والأحوال الجوية، وذلك بهدف تحقيق أفضل الظروف للقوات المصرية وأسوأها للقوات الإسرائيلية، مع مراعاة أن يناسب التاريخ الجبهة السورية أيضا (يبدأ الثلج والجليد في نوفمبر على مرتفعات الجولان فتوجب ألا تتأخر الحرب عن أكتوبر).

بناء على العديد من الدراسات حددت شهور مايو أو أغسطس أو سبتمبر-أكتوبر كأنسب الشهور للهجوم، وكان أفضلها شهر أكتوبر 1973 لعدة أسباب منها لكونه أفضل الشهورِ بالنسبة لحالة المناخ على كلا الجبهتين المصرية والسورية، كما أن الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية ستجرى يوم 28 منه وسينشغل الشعب والجيش بالحملات الانتخابية (باعتبار جميع المدنيين القادرين على حمل السلاح هم عناصر احتياط في الجيش في إسرائيل)، وبعد دراسة العطلات الرسمية في إسرائيل حيث تكون قواتها المسلحة في أدنى استعداداتها وجد أن يوم السبت -عيد الغفران أو كيبور- 6 أكتوبر 1973 م / 10 رمضان 1393 هـ هو الأنسب لأنه اليوم الوحيد في السنة الذي تتوقف فيه الإذاعة والتلفزة عن البث، مما سيتطلب من إسرائيل وقتا أطول لاستدعاء الاحتياطي الذي يمثل القاعدة العريضة لقواتها المسلحة.

واختيرت الساعة 14:00 (1400 وفق العرف العسكري) بعد الظهر لانطلاق الهجوم حيث تكون الشمس جهة الغرب خلف ظهور المصريين وتغشى عيون الإسرائيليين مما يتيح رؤيةً جيدة جدا للمهاجمين على عكس المدافعين، وتقرر هذا في الاجتماع المشترك السري بين القيادتين العسكريتين المصرية والسورية برئاسة وزيري الدفاع في 22 أغسطس في قيادة القوات البحرية في الإسكندرية.