مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

في الصميم

علي الزبيدي يكتب: هل يبقى الشعب العربي يطوي المتيه؟

نشر
الأمصار

سؤال الح علي منذ ان بدأت عملية طوفان الاقصى وتكشفت كل اوراق الانظمة العربية ومواقفها الحقيقية  التي اختلفت ب١٨٠ درجة عن مواقفها الاعلامية وكذلك بعد ام تكاتف معسكر الباطل متمثلا بامريكا وبريطانيا والاتحاد الاوربي ليكون الداعم الاول للكيان المحتل في فلسطين  وكيف تحركت حاملات الطائرات الامريكية والبوارج البريطانية وكيف قامت فرنسا باصدار قرارات  السجن لكل من يؤيد غزة وحماس والقضية الفلسطينية وانبطاح الموقف الرسمي العربي وهزالته  لان جامعة الدول العربية التي لم تستطع ان جمع وزراء خارجية الدول العربية الا في اليوم السادس من العدوان الصهيوني على غزة لا خير فيها  واجتماع يخرج ببيان محبط لا  خير فيه . 
وما تواتر من اخبار ان بعض الاقطار العربية  قد وعدت   بتقديم  التسهيلات  للطيران الامريكي اذا ما قررت امريكا التدخل المباشر في حرب ابادة غزة كلها تعطي المؤشر  أن الموقف الرسمي العربي لا يرتقي الى الموقف الشعبي وان الحكام العرب يخشون ان يتطور الموقف الشعبي الى التمرد والثورة عليهم لكونهم فرطوا بالحق العربي في فلسطين وساهموا بتمادي الكيان الصهيوني في الايغال في تدمير وقتل الشيوخ والنساء والاطفال في غزة  فلم يكن الموقف الرسمي العربي بالمستوى الذي يوقف عدوان المحتل الصهيوني ولم يسعى  الموقف الرسمي العربي  لإستخدام ادواته المتاحة  للضغط على امريكا وبريطانيا ودول الاتحاد الاوربي  من خلال التهديد بايقاف  ضخ النفط العربي الى هذه الدول التي اصبحت شريكة فعلية في جريمة الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني او التهديد بقطع العلاقات الدبلوماسية .
مع الاسف  الشديد  كان النظام الرسمي العربي متفرجا على حفلة تدمير غزة  وشعبها الصامد وانا اكتب هذا المقال في مساء امس السبت اتوقع في اي لحظة ان يبدأ الهجوم البري الذي اعد له  الصهاينة وامريكا وحلفاؤها العدة لانهاء القضية وتهجير الشعب الفلسطيني الى خارج ارضه ووطنه  بعد ان دمرت الصواريخ الصهيونية  البنى التحتية لقطاع غزة وقطعت الماء والكهرباء والوقود وحتى الاسعافات الطبية لم تسلم من نيران صواريخ تل ابيب  .
اليوم وبعد ٧٥ عاما من إنشاء الكيان اللقيط ما زال حكامنا العرب يبحثون عن ارق العبارات في مخاطبة القتلة والمجرمين الصهاينة  واذا كانت هناك محطات ومثابات للامة العربية خلال العقود الماضية فان ذلك لم يحدث لولا وجود زعامات عربية كانت تؤمن حقيقة بحتمية الانتصار على المحتل الصهيوني ووجوب تحرير كامل التراب الفلسطيني من المحتل أما اليوم  واقولها صراحة لا  زعامات عربية  تستطيع أن  تفرض  ارادتها باسم الشعب العربي والقرارات الدولية وتنهي مأساة الشعب الفلسطيني . 
فهل يبقى الشعب العربي يعيش مأساته الدائمة في غياب العمل العربي الموحد ويظل يطوي المتيه وراء الحاكمين؟
المجد لشهداء الامة العربية وستبقى فلسطين حرة عربية.