مسئول أممي: الحرب أدخلت السودان في أحد أسوأ الأوضاع الإنسانية
أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة "مارتن جريفيث"، أن الحرب أدخلت السودان في أحد أسوأ كوابيس الأوضاع الإنسانية في التاريخ الحديث، بمناسبة مرور 6 شهور على إندلاع الحرب ،مشيرا إلى استمرار سفك الدماء والعنف والتقارير المروعة عن حالات العنف التي لا تتوقف وتزايد الاشتباكات على أسس عرقية وخاصة في دارفور.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، حذر "جريفيث" من أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر. وشدد على ضرورة أن تفي أطراف النزاع بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي.
وقال إن "الوقت قد حان لوفاء الأطراف بالالتزامات التي تعهدت بها في مدينة جدة لحماية المدنيين والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، ولكي تجدد التزامها بالحوار على أعلى المستويات لإنهاء هذا النزاع إلى الأبد " .
وشدد على أن الوقت قد حان أيضا للمانحين لزيادة دعمهم، قائلا: "لا يمكن أن يتخلى المجتمع الدولي عن شعب السودان".
وأشار المسؤول الأممي إلى أن عمال الإغاثة ما زالوا يواجهون عراقيل في الوصول إلى المحتاجين بسبب انعدام الأمن والقيود، مع قتل أو احتجاز ما لا يقل عن 45 من العاملين في المجال الإنساني منذ منتصف أبريل الماضي - جميعهم تقريبا من الموظفين السودانيين.
وأضاف وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية: "حتى في المناطق التي يمكننا الوصول إليها يعاني العاملون في المجال الإنساني من نقص التمويل، حيث لم يتم تلقي سوى 33% فقط من مبلغ 2.6 مليار دولار المطلوب لمساعدة المحتاجين في السودان هذا العام".
وقال "جريفيث" تتعرض الخدمات الأساسية في السودان للانهيار. فأكثر من 70% من مرافق الرعاية الصحية في مناطق النزاع خارج الخدمة. ويؤدي القتال إلى إبقاء 19 مليون طفل خارج الدراسة مما أدى إلى تراجع كبير في تعليمهم وفي مستقبل البلاد.
مبادرة جديدة لوقف الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع
أعلنت "الإدارات الأهلية" في السودان، عن طرح مبادرة لوقف الاشتباكات المسلحة التي تشهدها البلاد بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وهذه الحرب التي تستمر منذ فترة طويلة.
حرب السودان
وأبدى طرفا الصراع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على موافقة أولية عليها على مبادرة "الإدارات الأهلية" في السودان لوقف الاشتباكات المسلحة.
وقال عضو مجلس الإدارات الأهلية في السودان، بشرى الصائم، إن الإدارات الأهلية دفعت بالمبادرة لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، كما أن المبادرة تضمنت ضرورة الإيقاف الفوري للحرب التي تشهدها البلاد، وشددت على العودة إلى منبر جدة والتفاوض حول العملية السياسية دون استثناء عبر حوار "سوداني ـ سوداني".
وحظيت المبادرة التي طرحتها “الإدارات الأهلية” في السودان، بموافقة عدد كبير من قيادات الإدارات الأهلية، وجدت قبولاً أولياً من طرفي النزاع اللذين طلبا فترة لا تتجاوز أسبوعين لدراستها، مشددًا على أنهم تقدموا بالمبادرة لعدد من الجهات بينها وزير الحكم الاتحادي الذي رحب بها إضافة للحرية والتغيير - المجلس المركزي والكتلة الديمقراطية، والآلية الوطنية للتحول الديمقراطي وإيقاف الحرب، وقال: "بدأنا كذلك في تقديمها لمكونات سياسية وطرق صوفية".
وأطلق الاتحاد الأوروبي وعدد من وكالات الأمم المتحدة مشروعا بقيمة 26.5 مليون دولار أمريكي في ولاية غرب بحر الغزال بجنوب السودان لدعم النازحين والعائدين بسبب الحرب في السودان.