مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

حدث مثل هذا اليوم.. مجزرة باريس التي أطاحت بحياة مئات الجزائريين

نشر
الأمصار

يتزامن تاريخ اليوم 17 أكتوبر "تشرين الأول"، مع العديد من الأحداث البارزة، التي احتلت موقعًا لا يُنسى من صفحات التاريخ الإنساني، ولعل أبرز الأحداث التي اقترنت مع ذلك التاريخ، ما عُرف إعلاميًا بـ"مجزرة باريس" حينما أجهزت السلطات الفرنسية على ما يُقارب 300 جزائريًا عام 1961.

 

 

 

بداية الأحداث

 

تعود الأحداث إلى السابع عشر من أكتوبر 1961، في العاصمة الفرنسية باريس، وخلال حرب الجزائر (1954- 1962)، نُفذت بأمر من رئيس شرطة باريس، موريس بابون، لتهاجم قوات الشرطة مظاهرة سلمية مكونة من 65000 جزائري، وأقرت الحكومة الفرنسية بـ 40 حالة وفاة في عام 1998، رغم أن هناك تقديرات تصل إلى 300. 

 

وقعت المجزرة تزامنًا مع فترة ثورة التحرير الجزائرية (1954-1962)، والتي أصبحت أكثر عنفاً على مر السنين بعد تولي ديغول السلطة خلال أزمة مايو 1958، والتغيير المفاجئ في السياسة العامة بشأن استقلال الجزائر واستخدام منظمة الجيش السري كل الوسائل الممكنة لمجابهة جبهة التحرير الوطني، التي نقلت الحرب إلى العاصمة عن طريق مساعدة بعض الناشطين مثل شبكة جينزون.

 

وقد وجهت جبهة التحرير الوطني الجزائرية، التي كانت تقود وقتها حربًا على سلطات الاستعمار الفرنسي، العمال الجزائريين إلى الخروج في مسيرات سلمية بباريس احتجاجًا على حظر التجول، المفروض عليهم تحديدا، من الثامنة والنصف مساءً إلى الخامسة والنصف صباحًا، من قبل مدير الشرطة وقتها، موريس بابون، ليخرج عشرات الآلاف من المتظاهرين السلميين الجزائريين، بينهم نساء وأطفال، من الأحياء العشوائية إلى شوارع وسط باريس، استجابة لنداء جبهة التحرير الوطني، على الرغم من منع السلطات الفرنسية، التي يبدو أنها أعطت التعليمات إلى أجهزة الأمن بقمع المتظاهرين بكل الوسائل.

 

ولكن أجهزة قمع المظاهرات كانت في استقبالهم في مداخل الشوارع الكبرى، فاندلعت مواجهات دامية بشارع سانت ميشيل، وحي سانت سيفرين، وتكررت المشاهد الدامية في أحياء أخرى من باريس وضواحيها.

 

وخلال الليل، وقعت المجزرة في باحة المقر العام للشرطة، ما أسفر عن مصرع عشرات الضحايا في قصر الرياضة، ثم في قصر المعارض من بورت دو فرساي، واعتقلت الشرطة الجزائريين، وكثير من المصابين وقعت أعمال عنف وتعذيب السجناء. ونتيجة المذبحة يمكن تقدير إلى ما لا يقل عن 200 قتيلًا، فيما اعترفت فرنسا في عام 1998 بأن المذبحة أودت بحياة 40 قتيلًا.