عباس شكر يكتب: كيف تموت الأمم.. وكيف تنتهي
ونحن بالتأكيد لا نعني بموتها هنا أنها ستختفي نهائيا من وجه الأرض..ولكننا نعني أنها سوف تضمحل لا ذكر لها ولا تأثير وتخرج خارج قواعد نظرية النظم..بل تصبح أساطيرا يُـكتبُ عنها لاحقا وتُـنتج عنها أفلاما وتُـترجمُ عنها قصصا وروايات....
كما حصل مع أكثر من مائة مليون هندي أحمر..عندما غزتهم حشود ووحوش أوربا ليقتلوهم ويبيدوهم ولم يتبق منهم سوى بضع مئات الآلاف ممن يعيشون في محميات مسيجة لا يخرج منها أحد ولا يدخلها أحد..وكأنهم حيوانات قابلة للإنقراض.....هكذا قامت أميركا على دماء هؤلاء القوم الشجعان الذين واجهوا أعداء الإنسانية بكل شجاعة ودافعوا عن أرضهم ولكن ميزان القوى ( التسليحية ) لم يكن بصالحهم وواجهوا قوى شر جبارة كما أنهم كانوا أقواما غير موحدي الصفوف ( برغم إيمانهم بقضيتهم ) ولذاك كان للغرب المتوحش الغلبة والنصرة...وهكذا وبنفس الطريقة قامت البنوك الربوية الأميركية على دماء وسرقات وقضايا غدر واحتيال تأريخية ناهبة كنوز الأرض والناس يذكرها الإعلامي الكبير الراحل محمد حسنين هيكل بتفصيل أكبر ...وهكذا حكموا العالم لقرنين ويريدون أن يستمروا إلى ما شاء الله...
وربّ مقولةٍ ( إنما أُكلتُ يوم أُكلَ الثور الأبيض ) تلخص ما نحن فيه وما سنكون عليه إن لم نتدارك ونتوحد ونتخذ المواقف ونترك الضغينة والسلبية والانتقاد ونتكاتف من أجل رص الصفوف ومواجها الغرب المتوحش فهؤلاء هم أحفاد أولاء الذين أبادوا الأقوام وهم فرحون لأنهم سيبتلعون الكعكة جزءً جزءً ...
فهذه الجيوش الجرارة لم تأتِ لغزة وحدها بل إن مخططا كبيرا وخارطة جديدة يُـرادُ رسمها وتنفيذها على الأرض وسيكون مصيرنا محتوما لو بقينا على هذه الحالة وأرى إن المثرمة قادمة لكل شعوب الشرق الأوسط من عرب وفرس وترك وكرد وأمازيغ وبقية الأقوام...
( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).