أحمد علي يكتب: الطائفية وطوفان الأقصى
لم تحظى مفردة بالاشمئزاز كما هي كلمة الطائفية والممارسين بنبوغ كبير من الجماعات السنية والشيعية على حد سواء ولطالما ارتبطت هذه المفردة المقززة بجماعات من رجالات دين وآخرين من الفاشلين أو المجرمين الذين فقدوا أي منجز مشرف غير حقن صدور المسلمين بهذه الجراثيم الفتاكة.
وقد يسأل أحد ما عن مناسبة هذا الكلام وعلاقته بـ #طوفان_الأقصى الملحمة الفلسطينية التي شرفت العرب والمسلمين، وللإجابة أقول علينا قبل الإيضاح أن نحاول توصيف أصحاب الخطاب الطائفي وتحديد انتماءاتهم السياسية وخلفياتهم الأخلاقية.
يمكن لنا أن نصنف الفريق الطائفي من السنة و الشيعة على انهم من ذوي الاحتياجات الخاصة لفهم الاخلاق والقيم الإنسانية، فهؤلاء معاقين اخلاقيًا و اجتماعيًا و يشكلوا ظاهرة مشابه لظاهرة المثليين بسبب شذوذهم في المحتوى الذي يقدموه.
إن تحول الطائفية إلى ايقونة لدى عينة من الجمهور هي نتاج لمشروع رفع الطائفية السياسية الى مستوى جعلها طائفية اجتماعية وهذا ما كان بالأصل هو أدوات الطاغية المقبور صدام و الكثير من الأنظمة العربية والإسلامية في العالم ولذا قامت الأحزاب التي وفدت مع الاحتلال الأمريكي للعراق بإعادة تسويق هذه البضاعة و لكن تقديمها الى المستهلك الشيعي البسيط والذي عاش اسوء أيام حياته تحت حكم طاغية هدام ولعل تفسير هذا النهج هو تبريري في الواقع لان العار كان ولا يزال ملاصقاً لهذه الأحزاب كونها جاءت الى السلطة عبر الأمريكي سواء حكومات المالكي الأولى والثانية او ما تبعها ولغاية حكومي السوداني الشديدة الالتصاق باللاعب الأمريكي اكثر من غيرها.
عندما تبحث عن أي منجز لحكومة السيد السوداني فأنك بالتأكيد تدور 360 درجة بدون ان ترى أي مخرج إيجابي ولذا يكون على الأحزاب الشيعية والجماعات المسلحة ان تعيد رصف صفوفها بالمحتوى الطائفي الذي يخرج علينا برائحة تزكم الانوف وكأنها رائحة جثة متفسخة و عفنة , ويعاونهم على هذه الإنتاج طائفية العرب السنة من الخلايجة و العراقيين البائسين والتافهين جدا والذين نراهم محصورين في زاوية الحقد الاعمى على ايران و كل شيعي وان كان بشكل غير مباشر .
في هذا السياق من التزاحم الطائفي المطلوب بالنسبة للفصائل والأحزاب الشيعية التي تدعي مقاومة الاحتلال الصهيوني و الأمريكي يحدث تصادق عنيف بين الجماعة التي تدعي هذه الأحزاب دعمها واعني حماسة النسية و قضية فلسطين و بين الأداة الطائفية التي تشكل اخطر نقاط الضعف على طوفان الأقصى لانها تعتبر السلاح الذي تذبح به فلسطين و طوفان الأقصى , ونصبح نحن امام حقيقة ان الحواريات الطائفية تسهم بشكل كبير في دعم الصهيونية الإسرائيلية في حربها ضد الشعب الفلسطيني من خلال بث الروح فيها على منصات التواصل و القنوات الفضائية .
إن مشكلة شرعنه الخطاب الطائفي لدى هذه الجماعات و بالضد منهم المتصهين العرب من السنة الداعمين للكيان والمطبعين معه يعطل ممكنات دعم عملية طوفان الأقصى و يزيد من نفور الجمهور الذي لا يفقه المقاومة و لكنه في هول من الجرائم الصهيونية و يجعله امام نتيجة خطيرة ان كل الأطراف تفتقر لمبدئية القضية واصالة النضال الذي يقوده الفلسطيني , عندما يشاهدون حلفائهم من الشيعة واعني اعلام هذه القوى لا ينفك على شحذ المشاعر بالمحتوى الطائفي و تعبئة ذخائر الفرقة والنزاع , ولذا يصاب الهدف بالتشويش و معه تختلف الأسئلة من معنا من ضدنا ومن هو الداعم الحقيقي و كيف نعرفه ؟
أنا أعرف جيدًا أن الخطاب الطائفي السني و الشيعي من غزة ولغزة هو خطاب لاجل البقاء على الحياة للمشاريع السلطوية سواء كانت سنية كما هو حال اعلام السعوديين المسموم ولا اعني الجميع و معه الأمارتين يقابله الخطاب الطائفي للحركة الولائية في العراق التي اعتادت على تحفيز محتوها الطائفي ومقايضة أي فعل بالتذكير الدائم بما قدم ويقدم و لعل اللافت ان الخطاب الطائفي لا يتمكن الا من الجماهير المرتبطة بأحزاب او مشاريع لها علاقة بالسلطة , فلقد ثبت ان البيئة الفقيرة لا تنتج قبولاً طائفياً ابدا بل انها تنبذه و تبغضه , اما الجمهور المرتبط بمشاريع سياسية ذات نزعة سلطوية فتكون الطائفية احد ادواتهم المضافة الى التبعيات الخارجية .
إذا ما عاينا وراقبنا أداء الأطراف ذات الخطاب الطائفي من عملية طوفان الأقصى سواء كانت شيعية او سنية فأننا نكتشف انها تفتقر تماماً الى الإنجاز او المواقف العظيمة و هذا يعكس حالة من سوء الإنتاجية في أداء هذه الجماعات السياسية الانتهازية ( السنية الخليجية او العربية و الشيعية الولائية و حلفائهم في الخارج) ولذا ليست ثمة منطقة يمكن التعويض فيها على البؤس في العمل النضالي الحقيقي لهذه القضية الا إعادة انتاج المحتوى الطائفي كنوع من اشغال الجماهير و لتعزيز محتواهم الفارغ في طوفان الأقصى.