"فيضانات القرن" تغرق الصومال.. كارثة إنسانية منذ عقود تحدث كل 100 عام
حذرت حكومة الصومال من أن الفيضانات التي تتعرض لها البلاد قد تصبح أسوأ كارثة إنسانية في البلاد منذ عقود، ما لم يتحرك المجتمع الدولي بسرعة.
وقال محمد معلم عبدالله رئيس الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث لإذاعة صوت الصومال: "الوضع مروع.. ندعو الصوماليين في الشتات والمجتمع الدولي للاستجابة العاجلة للوضع قبل أن يتحول إلى كارثة إنسانية أكبر".
وتابع رئيس الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث في الصومال، أن الفيضانات قتلت 29 شخصا وأجبرت أكثر من 300 ألف على الفرار من منازلهم في المناطق الجنوبية والوسطى من الصومال، فيما أكد أن المناطق الأكثر تضررا تقع فى ولايتى الجنوب الغربى وجوبالاند.
وقال عبد القادر علي محمد، رئيس وكالة الدولة الإقليمية لشؤون النازحين في الصومال، إن الفيضانات أثرت أيضًا على مخيمات النازحين في الضواحي، التي كانت تستضيف بالفعل مئات النازحين بسبب أسوأ جفاف في البلاد منذ 4 عقود.
وأضاف رئيس وكالة الدولة الإقليمية لشؤون النازحين في الصومال: "رأينا عائلات مصابة بصدمات نفسية تفر دون أمل فى الأفق"، معرباً عن قلقه من أن الوضع الراهن قد يؤدي إلى انتشار الأمراض.
ووصفت الأمم المتحدة الفيضانات التي شردت مئات الآلاف من السكان في الصومال والبلدان المجاورة في شرق أفريقيا بعد موسم جفاف قياسي بأنها حدث لا يقع إلا مرة في القرن.
وقدّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فى بيان من تضرر نحو 1.6 مليون شخص في البلاد من الأمطار الغزيرة الموسمية، التي تفاقمت بسبب التأثير المشترك لكل من الظاهرتين المناخيتين، «النينيو»، و«ثنائي القطب» في المحيط الهندي.
وتجتاح الأمطار الغزيرة الناتجة من ظاهرة «ال نينيو» شرق أفريقيا، ومنذ بداية الشهر، تسببت الأمطار الغزيرة في الصومال وكينيا وإثيوبيا المجاورتين بحدوث انزلاقات أرضية وغمر قرى ومزارع بالمياه.
وكانت المناطق الأكثر تضررا في جنوب غرب الدولة الواقعة في القرن الإفريقي والتي تعاني من الاضطرابات ويبلغ عدد سكانها 17 مليون نسمة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إن جهود الإنقاذ تأخرت بسبب الطرق المقطوعة.
وأضاف على منصة «إكس» أن «الطرق التى يتعذر الوصول إليها والمركبات العالقة ليست سوى بعض التحديات التى يواجهها عمال الإغاثة في الصومال».
وأشار إلى أن الجهود المشتركة التى تبذلها وكالات الإغاثة «تسابق الزمن أدت فيضانات مفاجئة ضربت مناطق جنوب غرب الصومال إلى مقتل أكثر من عشرين شخصا وتشريد مئات الآلاف لإنقاذ 2400 شخص محاصرين بسبب مياه الفيضانات فى بلدة لوق، على الطريق الذى يربط الحدود الصومالية الاثيوبية مع بيدوا.
وتعد الصومال من أكثر البلدان عرضة للتغير المناخى، لكنها غير مجهزة للتعامل مع الكوارث فى الوقت الذى تواجه فيه تمردا داميا.
ورجّح المكتب الأممى، استمرار النزوح بشكل واسع النطاق، مع زيادة الاحتياجات الإنسانية، وتدمير المزيد من الممتلكات، وسط احتمالات تدمير نحو 3.7 ملايين فدان زراعى.
وقال وكيل أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، منسق الإغاثة فى حالات الطوارئ، مارتن غريفيث: «الطقس المتطرف المرتبط بظاهرة «النينيو» المستمرة، يهدد بزيادة الاحتياجات الإنسانية فى المجتمعات المعرضة للخطر بالفعل فى الصومال والعديد من الأماكن الأخرى»، متابعًا: «نعرف المخاطر بالفعل وعلينا أن نتصدى لهذه الأزمات التى تلوح فى الأفق».
وفي الصومال تسببت الكوارث الطبيعية بشكل أساسى بكثرة النزوح المصنّف بين البلدان الأكثر عرضة لعواقب الاحتباس الحراري، فقد أدت موجات الجفاف الحادّ والمتكرّر والأمطار الغزيرة إلى نزوح أكثر من ثلاثة ملايين صومالى منذ العام 2016 بحسب أرقام المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وتؤدى هذه الظاهرة إلى إفراغ مناطق كاملة فى الداخل الصومالى وتزايد المخيمات الممتدة خارج المدن.
وعرف الصومال موسمين متتاليين من شح المطر ويتوّقع أن يكون الموسم المقبل مشابهًا. أمّا إذا أمطرت، فغزارة الأمطار تؤدى إلى تشكل سيول جارفة، وشهد الصومال عام 2020 أسوأ إعصار تمّ تسجيله.
وكان موسم الحصاد ضعيفًا، وتوقعت شبكة نظم الإنذار المبكر بالمجاعات فى أغسطس أن يتفاقم الجوع بحلول نهاية العام فى ظلّ وجود 3,5 مليون شخص فى حاجة ماسة إلى مساعدات غذائية.
حالة الطوارئ بسبب الفيضانات المدمرة
وأعلنت حكومة الصومال حالة الطوارئ بسبب الفيضانات التي أثرت على سكان مختلف المناطق الصومالية وأدت إلى خسائر في الأرواح والممتلكات.
وتم الإعلان في اجتماع طارئ لمجلس الوزراء ترأسه رئيس الجمهورية، حسن شيخ محمود، ناقش معالجة الوضع الحرج الناجم عن الفيضانات المدمرة التي أثرت على أكثر من مليون شخص في البلاد.
وركز الاجتماع على تنسيق الاستجابة السريعة والفعالة للأزمة الإنسانية، وجرت المناقشات بشأن تخصيص الموارد، وإشراك منظمات الإغاثة الدولية، وتنفيذ استراتيجيات تقديم الإغاثة والدعم للنازحين أو المتضررين بشدة من الفيضانات.
جوع كارثي بسبب الظواهر المناخية المتطرفة
وأفاد برنامج الأغذية العالمي، أن من المتوقع أن يواجه ربع سكان الصومال جوعا يصل إلى حد الأزمة أو أسوأ هذا العام بسبب الجفاف والفيضانات الناجمة عن تغير المناخ.
ووصفت الأمم المتحدة الفيضانات التي أدت إلى نزوح مئات الآلاف في الصومال ودول مجاورة في شرق أفريقيا في أعقاب الجفاف التاريخي في وقت سابق من هذا العام بأنها حدث لا يتكرر إلا مرة كل قرن.
وقال المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي في الصومال بيتروك ويلتون، إن مصادر الأرزاق والحياة معرضة للخطر ومن المتوع أن يواجه 4.3 ملايين شخص (ربع السكان) جوعا يصل إلى حد الأزمة أو أسوأ بحلول نهاية هذا العام.
وأضاف ويلتون أن "الظواهر المناخية المتطرفةمن جفاف إلى فيضانات سوف تؤدي إلى إطالة أمد أزمة الجوع في الصومال، فالجفاف أجهز على ملايين رؤوس الماشية ودمر عدد أفدنة لا يحصى من المراعي والأراضي الزراعية، والآن تشل هذه الفيضانات المدمرة قدرة الصومال على التعافي".