حصار المستشفيات وقتل الأطفال.. جرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين عرض مستمر
في ظل ما تفعله سلطات الاحتلال من جرائم ضد الشعب الفلسطيني، بدأ قادة الاحتلال في اليوم ال 42 للحرب يتفاخرون بانتصارهم في ضرب مدنيي وأطفال غزة بقوة نارية “تعادل ثلاثة قنابل نووية”.
وعلى مدار الأيام الماضية، تكررت مجازر الاحتلال الوحشية في كل مكان بالقطاع.
جرائم الاحتلال خلال اليومين الماضيين
ولليوم الثاني على التوالي يتم استهداف مسن بعد اعتداء جيش الاحتلال عليه بالضرب أثناء توجهه نحو المحافظة الوسطى عبر طريق وادي غزة، ما أدى لقتله.
كما ضرب طيران الاحتلال محطة الوسطى للبترول على المدخل الشمالي لمخيم المغازي ما أدى لعشرات الشهداء من الأطفال والمدنيين الذين نزحوا إليها.
وكان كمال الجرائم حين أطلق جنود الاحتلال النار على شاحنة تنقل نازحين قرب مجزرة “نتساريم” ما أدى لعشرات الإصابات، ثم قصف مدرسة تابعة للأونروا تضم عدد من النازحين في خان يونس ما خلف عشرات الضحايا والمصابين، الذين عجزت سيارات الإسعاف عن الوصول إليهم بسبب استهداف الاحتلال لها، وغيرها من المجازر التي حذفت عائلات كاملة من السجلات ومحت مربعات سكنية من الوجود بعد أن سوت مبانيها بالأرض.
أعداد الضحايا والمصابين في غزة والضفة
وقد ارتفعت أعداد الضحايا في غزة إلى ١١٦٣٠ قتيل و ٣١٨٠٠ مصاب، بخلاف ٣٧٠٠ مفقود تحت الأنقاض، ومن قتلتهم قوات الاحتلال في الشوارع حول مستشفى الشفاء ومنع قناصتها كل محاولات إجلائهم.
وفي الضفة الغربية والقدس ارتفعت أعداد القتلى إلى ٢٠٣ فلسطيني منذ انطلاق معركة “طوفان الأقصى”، بعد إضافة ثلاثة شهداء سقطوا في جنين اليوم بفعل قصف مسيرة للاحتلال.
الأوضاع الإنسانية في غزة
القوة الغاشمة التي استخدمها الاحتلال ضد القطاع، دفعت الوضع الإنساني إلى الهاوية في كل مناحي الحياة، لكن الاحتلال ركز أهدافه على القطاع الصحي ومنشآته ومع تصاعد النداءات بضرورة الابتعاد عن المستشفيات وضمان سلامة المرضى والجرحى، صعد الاحتلال من هجماته على المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية حتى بلغت ٢٤٥ هجوما، منذ ٧ أكتوبر- حسب المرصد الأورومتوسطي، ما دفع حركة حماس للدعوة لانتفاضة “أنقذوا مستشفيات وأطفال غزة” عبر تظاهرات واسعة تنديدًا بالعدوان الإسرائيلي واستهداف المستشفيات.
ومع اشتداد الحصار ونفاد الوقود وانقطاع الماء والكهرباء انهارت المنظومة الصحية في المستشفى الأندونيسي شمال قطاع غزة، بعد مجزرة مخيم جباليا، وألقي عدد كبير من الجرحى على الأرض داخل المستشفى دون قدرة الأطباء على إنقاذهم.
وأكد مصدر، أن المشهد في المستشفى الأندونيسي كارثي، والجرحى يصطفون على الأرض للعلاج في كل متر وبلاطة من أرضية المستشفى، بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل وإخلاء مستشفيات غزة.
وأطلق مستشفى الهلال الإماراتي في رفح نداء استغاثة لإنقاذ الأطفال الخدج- الذين من بينهم من استشهدت أمهاتهم- من خطر الموت الذي يحيط بهم مع تواصل العدوان الإسرائيلي، وقرب نفاذ كميات الوقود المشغلة لمولدات المستشفى.
حصار قوات الاحتلال لمستشفيات غزة
وحاصرت الدبابات الإسرائيلية، المستشفى الأهلي المعمداني، حيث عجزت طواقم الإسعاف عن الوصول للمصابين الفلسطينيين- حسب الهلال الأحمر الفلسطيني.
أما عن مجمع الشفاء الطبي، فقد ظل بطلًا للأحداث بفعل تغول الاحتلال في الانتقام من كل من فيه، فحولوا المجمع إلى ثكنة عسكرية، حيث اقتحم مئات من جنوده أقسام المستشفى المختلفة وأطلقوا النار بكثافة، ولم يغادروا بعد ذلك وأخذوا الجثث إلى وجهة غير معلومة قبل أن يفجروا خط المياه.
واستمرت دباباتهم في حصار المستشفى، ومنعت دخول الماء والغذاء، وأعلنت ممر آمن للخروج من المستشفى، ليكتشف نزلاء المستشفى أن المناطق والأوقات التي حددوها للخروج كانت المناطق الأكثر تعرضًا للقصف، ويبلغ القصف أعلى درجاته في الأوقات التي حددها الاحتلال للخروج، وذلك بالإضافة إلى استمرار عمليات القنص ما منع المتواجدين من الانتقال من مبنى لآخر وأفقد العاملين القدرة التواصل مع زملائهم، وذلك بخلاف تنفيذ عمليات اعتقال ضد بعض العاملين بالمستشفى.
وقد أعلن مدير المجمع في اتصال هاتفي مع قناة الجزيرة: أن الماء قد نفد تماما من المستشفى والمتواجدين في المجمع يصرخون من العطش، مؤكدا وفاة ٣ أشخاص بينهم مريض كلى واحتضار ٤ آخرين، وقال: لدينا أكثر من ٦٥٠ مريضا و ٥٠٠ من الأطقم الطبية وأكثر من ٥ آلاف نازح داخل مستشفيات المجمع، ولا يوجد أي مقومات للحياة داخله، ولا نستطيع إخراج الجثث من خارج الأقسام، ولا نستطيع إخراج حتى القمامة من المستشفى. وذلك في ظل استمرار تحليق الطائرات المسيرة للعدو في أجواء المستشفى.
ونفى مدير المجمع روايات الاحتلال الإسرائيلي بدخول أسلحة إلى المستشفى أو قسم الرنين المغناطيسي واصفًا إياها بأنها: “كاذبة”، وعلل ذلك فقال: “لم تطلق على قوات الاحتلال أي رصاصة من داخل المستشفى فأين هم المسلحون؟ حتى شريعة الغاب لا تسمح بما يمر به مستشفى الشفاء حاليا من ظروف لا إنسانية”.
ولم تمض بضع ساعات بعد حديث مدير المستشفى حتى كان مدير عام وزارة الصحة في غزة يعلن وفاة مرضى غسيل كلوي الأربعة الذين تحدث عنه مدير المستشفى من قبل، بسبب رفض الاحتلال تشغيل أجهزة التحلية الخاصة بغسيل الكلى. ليكشف النقاب عن نية الاحتلال الحقيقية تحويل المستشفى لمقبرة جماعية.
كما أعلنت شركة “بالتل” انقطاع كاملٍ في خدمات الاتصالات بكل مناطق قطاع غزة، بعد منع إدخال الوقود ونفاد كل مصادر الطاقة الاحتياطية، ومن ثم انقطعت الاتصالات مع جميع المسؤولين والأطباء والموجودين في مجمع الشفاء الطبي، وانقطعت الاتصالات مع سيارات الإسعاف التي تم قصف بعضها، فعجزت عن الوصول لبعض الجرحى.
وبنفاد الوقود اضطر كثير من الأهالي لطبخ الطعام وخبز الخبز على الحطب، وأعلنت الأونروا توقف ٧٦ بئر مياه ومحطتين لمياه الشرب و ١٥ محطة لضخ مياه الصرف الصحي عن العمل في غزة بسبب نفاد الوقود، وأكدت أن مياه الصرف الصحي تتدفق في شوارع مدينة رفح من جميع المضخات بسبب نفاد الوقود. وهو ما ينذر بكارثة صحية حذر منها مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فقال: إن تفشي الأمراض المعدية والجوع على نطاق واسع حتما سيحدث في غزة.
الشارع الفلسطيني
مع عودة الحراك الطلابي لفلسطين، خرج طلاب مدارس في بلدة نعلين غرب رام الله بمسيرة نصرة لغزة، وتم تنظيم مسيرة شبابية حاشدة وسط رام الله،تنديداً بمجازر الاحتلال وإسناداً للمقاومة الفلسطينية.
كذلك نُظِمَت وقفة أمام مقر الصليب الأحمر في نابلس اليوم دعماً للأسرى في ظل الحملة القمعية التي يشنها عليهم الاحتلال. ونظم أهالي الأسرى وقفة برام الله تنديداً بتصاعد القمع الإسرائيلي بحق الأسرى ولمطالبة الصليب الأحمر بتقديم معلومات عن أوضاع ذويهم.
الشارع الإسرائيلي
نظم مستوطنون مسيرة تحركت من “تل أبيب” إلى القدس المحتلة للتظاهر أمام مقر “نتنياهو” للمطالبة باستعادة الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة في غزة.
وكانت وسائل إعلام عبرية قد كشفت أمس- الخميس- عن وجود خلافات بين قيادات دولة الاحتلال في مجلس وزراء الحرب، إزاء المفاوضات مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، التي من شأنها أن تؤدي لصفقة تبادل الأسرى. يأتي هذا بينما أكدت أن “نتنياهو” و”غالانت”، يلتزمان بموقف عدم تقديم أي تنازلات للمقاومة في غزة، مشددين على ضرورة استجابة هذه الأخيرة لمطالب “إسرائيل”.، بينما يطالب الجنرال “غادي إيزنكوت” وكذلك رئيس الموساد “ديفيد بارنيا” بالاستجابة لمطالب حركة حماس.