أدجا: المغرب فاعل محوري لبناء استراتيجية شاملة للذكاء الاصطناعي في إفريقيا
تنظر الوكالة الفرنكوفونية للذكاء الاصطناعي، وهي منظمة غير حكومية مقرها بجنيف، إلى المغرب كفاعل محوري في ميدان تعزيز حضور الذكاء الاصطناعي بالقارة بفضل التجربة التي راكمها، والبنية التحتية التي يتوفر عليها.
إريك أدجا، رئيس الوكالة التي تعنى بالارتقاء بتكنولوجيا المعلومات والاتصال والذكاء الاصطناعي وبتسخيرها لخدمة التنمية المستديمة بإفريقيا، قال في ندوة دولية ينظمها المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي حول الذكاء الاصطناعي إن المغرب “لديه ما يكفي من الشرعية” ليكون فاعلا في المرافعة التي تقودها الوكالة بمعية شركائها بهدف ضمان القارة الإفريقية موقعا لائقا بها في هذا المجال.
وأشار المتحدث ذاته إلى تنظيم المغرب أول مؤتمر حول الذكاء الاصطناعي بالقارة الإفريقية احتضنته جامعة محمد السادس متعددة التخصصات، و”هذه الريادة يجب الحفاظ عليها”، حسب تعبيره.
ويحذو الوكالةَ الإفريقية للذكاء الاصطناعي طموح لبناء استراتيجية شاملة للذكاء الاصطناعي بالقارة، وهو ما عبّر عنه رئيسها، الذي تناول في مداخلته موضوع “الاستراتيجيات الوطنية للذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في إفريقيا.. حالة بنين”، بقوله: “لا بد من المرافعة والجهر بطموحات إفريقيا حتى تعود إلى المكانة التي يجب أن تكون عليها، وبناء استراتيجية شاملة للذكاء الاصطناعي”، لافتا إلى أن “المغرب بلد مهم وله مكانة مهمة في هذا المشروع”.
وأبرز المتحدث ذاته أن من العوائق التي تُبطئ بناء استراتيجية إفريقية في مجال الذكاء الاصطناعي ضعف وعي بعض الحكومات بأهمية هذه التقنية الحديثة، مشددا على ضرورة الاستعانة بعلماء ذوي مستوى عال بهدف وضع استراتيجية موحدة للقارة، و”العمل بشكل حثيث لصياغة مستقبل زاهر في إطار رؤية إفريقيا 2063″.
الدول المتقدمة قاريا
ويتموقع المغرب، وفق الوكالة الفرنكوفونية للذكاء الاصطناعي، في ريادة الدول المتقدمة قاريا في هذا المجال، إلى جانب نيجيريا وكينيا ومصر وبنين ورواندا، بفضل مجموعة من نقط القوة التي تحوزها هذه البلدان كالتقدم التكنولوجي والتأثير السياسي والدبلوماسي.
وتوقف أدجا، الذي شغل عدة مناصب منها مستشار رئيس جمهورية بنين، عند تجربة البنين، قائلا إنها تجربة ممأسسة يسنُدها طموح وطني يعتمد على الاستفادة من مختلف المزايا التي تتيحها تطبيقات الذكاء الاصطناعي، خصوصا تعزيز القدرات البشرية للعاملين ودعم التكوين والبحث والابتكار ووضع إطار لحكومة الذكاء الاصطناعي.
ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعي يكتسي أهمية كبيرة بالنسبة لإفريقيا، التي تعدّ أكبر وجهة للفرص والاستثمارات بثروة تقدر بـ500 مليار دولار، نظرا للحاجة إليه في عدد من المجالات كالصحة والنقل والأمن والتجارة وغيرها، مضيفا أن من شأن ذلك أن يقدم حلولا وأجوبة لحاجيات سكان القارة.