تونس: 7100 إصابة بفيروس السيدا و26% منهم فقط يتلقون العلاج
أكد مدير مكتب تونس لمنظمة "محامون بلا حدود" رامي خويلي، اليوم الخميس، أن عدد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية "السيدا" في تونس تضاعف خلال السنوات الأخيرة ليصل إلى ما يقارب 7100 حالة خلال سنة 2022، 26% منهم فقط منهم يتلقون العلاج.
وبين مدير مكتب تونس لمنظمة "محامون بلا حدود" رامي خويلي، في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، على هامش مؤتمر وطني حول "فيروس نقص المناعة البشرية وحقوق الفئات الهشة في تونس: نحو مقاربة شاملة"، أن عدد الإصابات السنوية الجديدة بفيروس السيدا ظل مستقرا إلى حدود سنة 2010 حيث يتم تسجيل ما يقارب 70 حالة سنويا، غير أن هذا الرقم شهد تناميا مستمرا ليبلغ عدد الإصابات الجديدة سنة 2022 ما يعادل 150 إصابة.
وأضاف مدير مكتب تونس لمنظمة، "محامون بلا حدود" رامي خويلي، أن الاحصائيات الدولية أظهرت تراجعا ملحوظا في عدد الإصابات الجديدة في أغلب دول العالم ما عدى دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط التي تضاعف فيها عدد الإصابات الجديدة خلال السنوات الأخيرة.
ولفت مدير مكتب تونس لمنظمة، "محامون بلا حدود" رامي خويلي، إلى أن تفاقم الحالات الحاملة للفيروس يدل على وجود اشكاليات في علاقة بنفاذ الفئات المصابة إلى العلاج جراء القوانين "البالية" التي تجرم الأشخاص والفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، ومن بينهم المثليين، وتعرضهم المتكرر للوصم والتمييز.
ودعا مدير مكتب تونس لمنظمة، "محامون بلا حدود" رامي خويلي، إلى ضرورة العمل على تغيير المنظومة القانونية الزجرية التي تجرم بصورة قاسية الأشخاص والفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس مما يعرضهم للإقصاء والتهميش، وهو ما يؤدي بالتالي إلى صعوبة وصولهم للخدمات التوعوية والتحسيسية وتمكينهم من وسائل الوقاية والحماية من الإصابة بفيروس السيدا وصعوبة الوصول إلى الخدمات الصحية والاجتماعية والقانونية.
فيروس نقص المناعة البشري
ومن جانبه لفت ممثل المنظمة الدولية لقانون التنمية في تونس، أحمد شحاتة، أن العديد من منظمات المجتمع المدني ومن بينها المنظمة الدولية لقانون التنمية تمكنت بالتعاون مع الهياكل الحكومية من تدريب المحامين والقضاة ومقدمي الخدمات القانونية حول كيفية التعاطي مع القضايا المرفوعة من قبل الفئات المصابة بالسيدا جراء تعرضهم إلى الوصم والتمييز، مفيدا أن 80 بالمائة من هذه القضايا المرفوعة تحسم لفائدتهم.
ومن جانبه أوضح الطبيب المقيم والمختض في الأمراض الجرثومية والسارية، راجح رزقي، أن فيروس نقص المناعة البشري الذي ينتقل عن طريق العلاقات الجنسية أو في عمليات نقل الدم أو من المرأة الحامل إلى جنينها، يقوم بمهاجمة خلايا الجهاز المناعي المسؤولة عن الدفاع عن الجسم ضد مختلف أنواع العدوى مما يفقد الجسم قدرته على مقاومة عديد الجراثيم المعدية.
وشدد رزقي، على أن جل الأدوية التي يقع استعمالها لمقاومة هذا المرض متوفرة في تونس وتقديم مجانا لفائدة المرضى، مؤكدا أنه بفضل العلاج فإن التعايش مع هذا المرض بطريقة عادية جدا ممكنة حتى ولو بلغ مراحل متقدمة، ولكن كلما وقع التفطن إلى هذا المرض في مراحله الأولى كلما كانت النتائج أنجع.
الجدير بالذكر أن المؤتمر الوطني حول "فيروس نقص المناعة البشرية وحقوق الفئات الهشة.. نحو مقاربة شاملة" ينتظم ببادرة من منظمة "محامون بلا حدود" تونس بالاشتراك مع برنامج الأمم المتحدة لمكافحة السيدا والمنظمة الدولية لقانون التنمية، وذلك في إطار برنامج الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا وبالتعاون مع ديوان الوطني للأسرة والعمران البشري.