مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

الجزائر على طريق جهود حلحلة أزمة سد النهضة

نشر
الأمصار

بدأ وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، نشاطه الدبلوماسي، مع أزمة تونس، ثم إثيوبيا في جولة إفريقية، لكن إثارة ملف سد النهضة فتحت الأبواب لترقب دور لافت للجزائر.

ودعا وزير الخارجية نائب رئيس الوزراء الإثيوبي، ديميكي ميكونين، خلال لقائه وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، إلى لعب دور بنّاء في “تصحيح التصورات الخاطئة لجامعة الدول العربية بشأن “سد النهضة”.

وشدد على “نيات إثيوبيا في الاستخدام العادل والمنصف لمياه النيل”، معرباً عن التزام أديس أبابا الراسخ استئناف المفاوضات الثلاثية بشأن سد النهضة برعاية الاتحاد الأفريقي، كما طلب من الوزير لعمامرة إقناع السودان بحل مشكلته الحدودية مع إثيوبيا سلمياً، وفق الآليات المشتركة القائمة، والامتناع عن استخدام القوة، لأنه لن يحل المسألة ودياً.

يشير أستاذ العلوم السياسية عبد القادر عبد العالي، إلى أن الزيارة تأتي بعد أسبوعين من محادثة هاتفية بين الوزير لعمامرة مع نظيره المصري شكري، حيث جرى التطرق إلى القضايا الخاصة بتطورات المنطقة وملف سد النهضة.

أضاف عبد العالي أنها “تمثل فرصة للبلدين الجزائر وإثيوبيا للخروج من عزلة دبلوماسية ظرفية، من جانب أديس أبابا للتسويق لموقفها بشأن سد النهضة، وأنه لا يستهدف الأمن المائي لدول المصب، واستعدادها تقديم تطمينات للقاهرة، وتفادي الحل العسكري المباشر أو غير المباشر باستغلال ظروف التمرد في إقليم تيغراي لإعاقة عمل السد، وأمام ما تعتبره مصر مساساً بأمنها المائي”.

ويضيف، “من الجانب الجزائري تمثل الزيارة فرصة لعودة نشاط الدبلوماسية النوعي في المجال الأفريقي، وذلك بعد المحادثات المسبقة مع الطرف المصري ومع رجال السلطة في إثيوبيا، وهو بمثابة ضوء أخضر للجزائر من أجل لعب دور الوسيط بين أطراف النزاع، نظراً إلى رصيد الجزائر في مجال الوساطة، ولعل أهمها إنهاء الصراع الحدودي بين إثيوبيا وإريتريا”.

ما يؤكد أن الجزائر تسعى لعودة قوية إلى الساحة الأفريقية زيارة وزير الخارجية رمطان لعمامرة بعد إثيوبيا كلاً من مصر والسودان، وهي الجولة التي من شأنها السماح للجزائر بالدخول طرفاً لتقريب وجهات النظر بين أقطاب أزمة سد النهضة، كما تفتح الباب أمام الجزائر لمعرفة فصول القضية عن قرب، واستخدامها من أجل تحقيق مصالح أو كسب قضايا مع جهات “معادية” في حال فشل وساطتها، بخاصة أن الوزير لعمامرة تعتبر القارة الأفريقية ساحته الدبلوماسيةالمفضلة.