مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

إقليم دارفور يشهد انقطاعًا كليًا لشبكات الاتصالات العاملة في السودان

نشر
السودان
السودان

يشهد إقليم دارفور غربي السودان انقطاعًا كليًا لشبكات الاتصالات العاملة في السودان – زين؛ سوداني؛ ام تي ان – بعد تذبذبها من حين لآخر في وقت تضاربت فيه أقوال العاملين في شبكات الاتصالات عن أسباب الانقطاع المتقطع في السابق والكلي في الوقت الراهن.

وقال مدير إحدى شركات الاتصالات الثلاث في السودان، إن انقطاع الاتصالات يعزى إلى عطل في الكابل الرئيسي الرابط بين دارفور ووسط السودان وعدم قدرة المهندسين على اصلاحه بسبب الحرب الدائرة؛ لكنه لم يحدد نوع العطل ومكانه لدواعي أمنية بحسب قوله.

فيما قال مهندس تقني بإحدى شركات الاتصالات في السودان، إن انقطاع الشبكات ببقية المدن له علاقة مباشرة بالحرب الجارية في البلاد والتحكم على الاتصالات مركزيا وكشف عن وجود تحديات كبيرة تواجه قطاع الاتصالات من بينها نهب مقرات الشركات وآخرها مدينة نيالا التي نهب من مخزن إحدى الشركات أكثر من 100 بطارية و150 كيلو زيت وكمية من المعدات الخاصة.

وقال إن التحدي الأكبر هو سرقة وقود المحطات الخاصة بتقوية الشبكات والواح الطاقة الشمسية والبطاريات مما يؤثر في استقرار الشبكة.

ووفقاً لمهندس الشبكات بشمال دارفور في السودان محمد أحمد أدم، تتوافر شبكات الاتصال في شمال دارفور في المحليات الغربية كورنوي وأمبرو وانقطاع الشبكة في محلية الطينة السودانية الحدودية مع دولة تشاد منذ مايو الماضي واضطرار المواطنين لاستخدام شبكات الاتصال الخاصة بدولة تشاد داخل الأراضي السودانية.

وذكر مهندس الشبكات بشمال دارفور في السودان محمد أحمد أدم، أن بعض الشبكات تعمل في محليات "اللعيت جار النبي، دار السلام، كتم، أم كدادة، الكومة"، بصورة غير مستقرة وتشغيل خدمة المكالمات الصوتية وغياب شبكة الإنترنت، مؤكدًا أن شبكة الاتصال الخاصة بشركة زين للاتصالات تعمل بصورة متذبذبة في محلية مليط المدينة التجارية الأولى بإقليم دارفور.

وكشف عدد من المواطنين بمدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور عن معاناتهم الكبيرة في التواصل مع ذويهم بمناطق دارفور الأخرى بسبب انقطاع شبكات الاتصال وصعوبة إجراء المعاملات البنكية وتحويل الأموال عبر التطبيقات المتوفرة.

وقال عاصم ادم يوسف، إن أسرته تسكن بمدينة نيالا وبسبب الحرب أضطر للنزوح إلى مركز الأمل للإيواء جنوب الفاشر ومضى عليه أكثر من شهر دون أن يتواصل مع أسرته.

بينما نمت تجارة الانترنت الفضائي التي يوفره أصحاب أتجارية للاستخدام عن طريق الدفع بالساعة بمبلغ 2000 جنيه لكن قوات الدعم السريع في السودان أوقفت أغلب محاطات البث الأسبوع الماضي قبل السماح لها للعمل مرة أخرى.

سقوط الحاميات العسكرية

ومنذ سقوط الحاميات العسكرية بمدن "نيالا زالنجي الجنينة الضعين" قطعت الاتصالات منها عدا مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور وبعض محلياتها التي تعمل فيها شركات "زين، سوداني، إم تي إن" بصورة متذبذبة وعدم وجود التغطية الكاملة.

فيما قالت النازحة بمدينة الفاشر إكرام عبدالله، إنها علمت بوفاة عمتها بمدينة نيالا بعد شهر عقب زيارة أحد اقربائها لها في مركز الإيواء.

التاجر بسوق المواشي بمدينة الفاشر في السودان موسي محمد إبراهيم أكد، أهمية الاتصالات والتواصل وقال إن التجارة أصبحت تعتمد على التطبيقات البنكية بالبلاد وتحويل الأموال عبرها بعد انفلات الأمن وانتشار النهب المسلح بين المدن بإقليم دارفور، مضيفًا: "يمكنك حمل القليل من المال للوصول إلى مدينة معينة وشراء البضائع عبر التطبيقات البنكية لكن في حالة انقطاع الشبكات لا يمكنك إكمال المعاملة".

وحذر موسي، من أن استمرار انقطاع الاتصالات يعرض الشركات والبلاد والمواطنين لخسائر مادية وازدهار أماكن الإنترنت الفضائي، المعروفة محلياً بالـ"الواي فاي".

وقال صاحب إحدى محلات الواي فاي بمدينة مليط 65 كلم شمال مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور في السودان، أحمد الحاج محمد، إنه أستجلب الجهاز ومعداته من دولة ليبيا بقيمة 2 مليون جنيه سوداني ما يعادل 2 ألف دولار، مؤكدًا أن الهدف هو تسهيل الاتصالات والتواصل للمواطنين بمدينة مليط بسبب عدم وجود خدمات الاتصالات بالبلاد وكشف عن أنه يخدم أكثر من 80 شخص في اليوم تتنوع استخدامهم للشبكة.

وقال إن هنالك باقات مثل 300 ميغا تباع بسعر 2 ألف جنيه سوداني حوالي 2 دولار أمريكي وباقة 500 ميغا بسعر 3 ألف جنيه سوداني حوالي 3 دولار أمريكي طوال الشهر.

وأكد أحد مستخدمي الواي فاي زكريا معتصم، أهمية وجود مثل هذه البدائل، موضحًا أنه ستطاع التواصل مع ذويه بنيالا والتعامل التجاري مع شقيقه من مدينة مليط عبر إرسال البضائع واستلام الأموال عبر التطبيقات البنكية.

وأوضح أن شبكة الواي فاي سهلت من معرفة الأخبار في البلاد والعالم الخارجي بعد توقف خدمات الاتصالات بالبلاد وإنقطاع التيار الكهربائي من معظم المدن لتشغيل شاشات التلفاز، مضيفا: "لا تحتاج الشبكات لمولدات كهرباء فقط عبر الطاقة الشمسية والبطاريات مما يسهل من انتشارها".