«الشتاء.. طوق نجاة» لدولة اليمن وسط أزمة الكهرباء
يعد فصل الشتاء هو الملاذ الآمن للملايين من شعب اليمن حيث يقل استهلاك الطاقة، ما يقلل من وقت انقطاع الكهرباء.
ويمتاز فصل الشتاء خاصة بمدن اليمن الساحلية، بانخفاض كبير في درجات الحرارة، ويبدأ في شهر ديسمبر، ويستمر لمدة 3 أشهر، حتى فبراير 2024.
وأدت حرب الحوثي ضد اليمنيين، إلى تدهور الخدمات العامة في مختلف قطاعات اليمن، ومنها قطاع الكهرباء الذي بات يثقل كاهل المواطن اليمني، خاصة سكان المناطق والمدن الساحلية، ومنها عدن والحديدة وحضرموت.
ويفاقم انعدام الكهرباء، إلى جانب الظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها اليمن خاصة المحافظات الساحلية، معاناة الأسر اليمنية وارتفاع تكاليف أسعار السلع والخدمات، نتيجة اللجوء إلى بدائل أخرى منهكة ومكلفة لتوفير الكهرباء.
موسم الشتاء في اليمن
ومع قدوم فصل الشتاء، والذي يعمل على تلطيف الجو واعتداله، حتى يخفف استهلاك الطاقة من جهة، ومعاناة المواطن اليمني في ظل ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة من جهة ثانية.
وضربت اليمن خلال فصل الصيف الماضي، موجة حر شديدة، إذ ارتفعت حرارة الأجواء لتصل في بعض مناطق البلاد درجات الحرارة العظمى إلى 45 درجة مئوية، خاصة مناطق ومدن الحديدة، والمخا، وذباب، وطور الباحة، وعدن وحضرموت.
ودفعت موجات الحرارة الشديدة العديد من السكان في المدن الساحلية، إلى النوم فوق أسطح المنازل وفي العراء، بحثاً عن نسمة برد، يرافقها أزمات معيشية واقتصادية متلاحقة يكابدها معظم الشعب اليمني منذ انقلاب المليشيات.
أسعار السلع واحتياجاتهم المعيشية تتضاعف
وقال المواطن اليمني عبدالرحمن سيف (38 عاما)، وهو أحد سكان عدن، إن فصل الصيف الماضي، كان الجو فيه حار في عدن، حتى بدأ يخف تدريجيا مع دخول الشتاء، والذي يعد الفصل المفضل له وللأسرة.
وأضاف المواطن اليمني، والذي يعمل كسائق أتوبيس في مدينة عدن، أن جو الشتاء سوف يخفف من الأعباء التي رافقته على مدى الـ6 أشهر الماضية والتي تعد من الأشهر الأكثر سخونة في المدينة الساحلية.
وأشار عبدالرحمن إلى أن انخفاض الحر سوف يقلل من استهلاكه للطاقة، والتي كان يستهلكها في تشغيل الأجهزة الإلكترونية، والمنزلية المختلفة، لمكافحة الحر.
وأكد أن معاناته وكأي مواطن في المدن الساحلية، لا تتمثل بالحر واستهلاك الطاقة فقط، فأسعار السلع واحتياجات حياتهم المعيشية تتضاعف، بسبب مشكلة الكهرباء.
70% من السكان محرومين من الكهرباء العامة
وأدت تبعات الصيف في اليمن، والذي يشهد سخونة عالية، خاصة خلال السنوات الأخيرة، مع ما تشهده البلاد من آثار التغيرات المناخية، بمضاعفة معاناة شعب اليمن.
وتشهد خدمات الكهرباء في اليمن، تردياً منذ بداية حرب الحوثي ضد أبناء الشعب اليمني منذ نحو عقد، حيث أصبح نحو 70% من السكان محرومين من الكهرباء العامة.
وقال الناشط المجتمعي في مدينة الخوخة الساحلية غربي اليمن، أكرم إبراهيم، إن فصل الشتاء يمثل موسم للراحة لدى الكثير من سكان المناطق الساحلية، بسبب معاناة الحر الشديد التي يتعرضون لها أثناء فصل الصيف.
وأضاف أنه وبسبب انعدام الكهرباء العامة يقدم الأهالي على استخدام الألواح الشمسية، وذلك للتخفيف من الحر، حتى يأتي الشتاء ويستغني الكثير عن تلك الطاقة، والتي بدورها تساعد على الحفاظ على البيئة، والتخفيف من تكاليف المواطن البسيط المعيشية.
وأدى انتشار استخدام الطاقة البديلة في بعض المحافظات إلى ارتفاع تكاليف السلع والخدمات الأساسية للمواطنين، ومع دخول فصل الشتاء تقل استخدامات الطاقة، فيخفف الاستهلاك، والذي بدوره يساعد في الحفاظ على الصحة البيئية.