مصطفى ياحي: استهداف الجزائر عبر دول الساحل شكل جديد للتدخلات الأجنبية
ثمن مصطفى ياحي، الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، السياسة الخارجية في الجزائر وما تقوم به الدبلوماسية الجزائرية في منطقة الساحل، معتبرا ما يحدث في مالي من عودة إلى مسلسل المواجهة العسكرية، هو خروج غير مبرر عن اتفاق الجزائر الموقع سنة 2015.
الجزائر تتجه لتحقيق الازدهار لسكان الجنوب
وقال مصطفى ياحي، خلال تجمع شعبي له بولاية تمنراست، إنه على مدار السنوات الأربعة الماضية، تتجه دولة الجزائر نحو الاستثمار في مقدراتها الاقتصادية الكامنة، وذلك من أجل تعزيز السيادة الوطنية على ثرواتها الطبيعية وجعلها من جهة رمزا للقوة والريادة في المنطقة بكاملها، ومن جهة أخرى، للازدهار والرخاء لمواطنيها وبالأخص في ولايات الجنوب، وما يستدل به في هذه السانحة، هو منجم غار اجبيلات الذي يعد بلا منازع، أحد أبرز معالم سياسة التحول العميق للجزائر في عهد رئيس الجزائر عبدالمجيد تبون، معتبرا منجم غار اجبيلات من الجانب الاستراتيجي ليس مجرد منجم للحديد فحسب، بل رمزا من رموز السيادة الوطنية، ظل لعقود من الزمن محل أطماع قوى أجنبية إقليمية ودولية.
وأشار مصطفى ياحي، الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي في الجزائر، إلى التزامات الدولة وخاصة منها الالتزامات الاقتصادية ذات البعد الاستراتيجي بدأت تتحقق ميدانيا، وخاصة في ولايات الجنوب، وبدون شك، فبعد الانطلاق في إنجاز خط السكة الحديدية بتندوف، ستنطلق الأشغال في ثاني أضخم مشروع للسكة الحديدية في بلادنا يربط تمنراست بالشمال، وهذا يعتبر حلما جزائريا وبالأخص لسكان تمنراست، وهو من التزامات رئيس الجمهورية.
وأكد الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي في الجزائر، أن الحظب يدعم ويثمن السياسة الخارجية للجزائر وما تقوم به الدبلوماسية الجزائرية في منطقة الساحل، من أجل تحقيق الاستقرار والتنمية، مؤكدا دعم الحزب لموقفها في التعامل مع التطورات المتلاحقة في هذه المنطقة، الذي يرتكز على أسس واضحة تضبطها مبادئ وقيم العقيدة الدبلوماسية، المبنية على سياسة الحوار لتحقيق التعاون والاستقرار والتنمية، والابتعاد عن الحلول الأمنية التي تزيد في توتر الأوضاع، وتنشر الاضطرابات والإضرار بالمجتمعات في دول المنطقة.
ما يحدث في مالي خروج غير مبرر عن اتفاق الجزائر
وفي هذا السياق، قال الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي في الجزائر، إن ما يحدث في مالي من عودة إلى مسلسل المواجهة العسكرية، هو خروج غير مبرر عن اتفاق الجزائر الموقع سنة 2015، والذي ساهمت فيه الجزائر بجهود دبلوماسية متواصلة، لجمع كل أطراف الأزمة السياسية في مالي، ونجحت في تغليب منطق الحوار والتفاوض والتوافق بعيدا عن لغة السلاح، وقد ثمن مجلس الأمن للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، وأشادوا بأهمية هذا الاتفاق وبالدور المحوري للجزائر في نشر وتعزيز السلم والاستقرار في منطقة الساحل.
واعتبر ياحي، أن ما يحدث في منطقة الساحل مؤخرا من تحالفات عسكرية، ومخططات مشبوهة لقوى بعيدة عن المنطقة، ودخول على الخط محور مشبوه بدأت تتضح معالمه (صهيوني - مخزني - وللأسف بالشراكة مع دولة عربية شقيقة)، هو شكل جديد وقديم للتدخلات الأجنبية، يهدف إلى الاستحواذ على الثروات الباطنية لشعوب هذه المنطقة، كاليورانيوم والذهب والنحاس والبترول وغيره من المواد، كما يهدف إلى إدخال منطقة الساحل في حسابات جيوسياسية جديدة، حتما ستؤدي في نهاية الأمر إلى مزيد من الحروب والأزمات والفقر وانتشار الإرهاب ورواج تجارة المخدرات.
وشدد المتحدث أن الأرندي سيظل يرافع نرافع من أجل الاستقرار والتنمية لصالح شعوب ومجتمعات دول الساحل، وننبه إلى أن ما يحدث في منطقة الساحل من تدخلات أجنبية ومخططات لسرقة ثروات الشعوب، يشكل تهديدا مباشرا لاستقرار المنطقة وخطرا على الأمن القومي الجزائري.
الجزائر قادرة على تأمين حدودها وحماية مواطنيها
وفيما يتعلق بالتحديات الاقليمية، قال الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي في الجزائر، "إننا في الأرندي، ثقتنا كبيرة في قدرات الدولة الجزائرية على تأمين حدودها وصونها من أي تهديد، من خلال قدرات الجيش الوطني الشعبي وجاهزيته المستمرة، في الحفاظ على سيادة وأمن الجزائر، إلا أننا نراهن كذلك على وعي المواطنين ووطنيتهم، ونراهن على تعبئة الجزائريين ووحدتهم لمواجهة أي تهديد ضد أمن وسلامة الوطن، في أية منطقة كانت، وفي أي ظرف كان، ومن أية جهة كانت".
وأضاف الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي في الجزائر، "إننا في التجمع الوطني الديمقراطي على يقين تام، أن الدولة التي يحرص المواطن على أمنها واستقرارها، هي دولة يخشاها الخصوم والأعداء، لأنها قوية وامنة بوعي وتعبئة مواطنيها، وهذا الأخير هو أقوى جدار تحتمي به الدول في صون سيادتها وأمنها واستقرارها".
الأرندي يدين الاعتداء على اليمن
وأدان الأرندي بقوة العدوان الأمريكي البريطاني الذي طال عدة مدن في الجمهورية اليمنية الشقيقة، واعتبره انتهاكا صارخا لسيادة دولة عربية ودوسا على القانون الدولي، وخرقا للأعراف والمواثيق الدولية، وتهديدا خطيرا للأمن والسلم في العالم.
وأشار إلى أنه بدلا من توحيد الجهود الدولية من أجل إيقاف العدوان الصهيوني الغاشم، المتمثل في حرب الإبادة الجماعية لشعب فلسطيني أعزل يقاوم من أجل استرجاع وتحرير أرضه لبناء دولته وعاصمتها القدس الشريف، تقوم هذه الدول الاستعمارية المتواطئة والمشاركة في حرب الإبادة ضد الفلسطينيين، بتأزيم الوضع الملتهب وفتحها لجبهة جديدة، قد تدفع المنطقة كلها إلى مواجهة إقليمية مفتوحة.
ودعا الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي في الجزائر، الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية إلى وقف سياساتها الداعمة لحرب الإبادة والتصفية العرقية والتهجير القصري الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني الأعزل، والعمل على إجبار العدوان الإسرائيلي على وقف العدوان الغاشم على الشعب الفلسطيني، ووقف التدخلات العسكرية في المنطقة.