خطف وضرب سفن.. ماذا يحدث في البحر الأحمر؟
تشهد منطقة خليج عدن والبحر الحمر تصعيداً عسكرياً غير مسبوق، بعد تكثيف جماعة الحوثيين في اليمن من هجماتها على السفن التجارية منذ اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر الماضي.
ولمواجهة هذا التصعيد أعلنت الولايات المتحدة مطلع الشهر الفائت تحالفا جديداً تحت اسم "دعم الازدهار" يضم عدداً من البلدان لحماية الملاحة البحرية، تشمل بريطانيا وكندا وفرنسا وغيرها.
تفاقم الأوضاع
يذكر أن حرب غزة فاقمت التوتر في المنطقة. واستهدف الحوثيون مرارا سفنا في البحر الأحمر بضربات أشاروا إلى أنها "نصرة للفلسطينيين في غزة".
ذ اندلاع حرب غزة، استهدفت جماعة الحوثي المدعومة من إيران سفنا تجارية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
أبرز الهجمات التي شنها الحوثيون:
- 15 ديسمبر: قال مسؤول دفاعي أمريكي إن مقذوف اأطلق من منطقة باليمن يسيطر عليها الحوثيون أصاب سفينة الجسرة المملوكة لشركة ألمانية والتي ترفع علم ليبيريا، مما أدى إلى نشوب حريق دون وقوع إصابات.
- 15 ديسمبر: ميرسك تنفي مزاعم حركة الحوثي بأنها نفذت عملية عسكرية بطائرة مسيرة على سفينة تابعة لشركة ميرسك تبحر باتجاه إسرائيل، لكنها تقول إن الناقلة استُهدفت بصاروخ. وقالت مصادر ملاحية يوم الخميس إن سفن شركة ميرسك تانكرز لديها خيار تغيير مسارها عبر رأس الرجاء الصالح بسبب تدهور الوضع الأمني في البحر الأحمر.
- 12 ديسمبر: قال المتحدث باسم الحوثيين إنالجماعة استهدفت الناقلة التجارية النرويجية ستريندا. وقال مسؤول أميركي لرويترز إن الهجوم وقع على بعد نحو 111 كيلومترا شمالي مضيق باب المندب في نحو الساعة 2100 بتوقيت جرينتش.
- 9 ديسمبر: حذر الحوثيون أنهم سيستهدفون جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل بغض النظر عن جنسيتها، وحذروا جميع شركات الشحن العالمية من التعامل مع الموانئ الإسرائيلية.
- 3 ديسمبر: قال الجيش الأميركي إن ثلاث سفن تجارية تعرضت لهجوم في المياه الدولية في جنوب البحر الأحمر، وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على سفينتين إسرائيليتين في المنطقة.
- 19 نوفمبر: قالت إسرائيل إن الحوثيين استولوا على سفينة شحن مملوكة لبريطانيا وتديرها اليابان في جنوب البحر الأحمر.
وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا قد شنتا تلك الضربات فجر الجمعة، بدعوى ردع هجمات الحوثيين على سفن تجارية في البحر الأحمر.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن "الضربات الجوية الأمريكية على اليمن هي مثال آخر على انحراف الأنجلوسكسونيين عن قرارات مجلس الأمن الدولي".
ردود الفعل الدولية على الهجوم الأمريكي البريطاني على اليمن
أدانت روسيا الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على أهداف للحوثيين في اليمن، قائلة إنها تؤدي إلى تصعيد التوترات في الشرق الأوسط، وتظهر تجاهلا تاما للقانون الدولي.
ودعت موسكو إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، لبحث القضية.
وأدانت إيران، التي تدعم الحوثيين، بشدة الهجمات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إن "هذه الهجمات تشكل انتهاكا واضحا لسيادة اليمن ووحدة أراضيه وانتهاكا للقوانين الدولية، ولن تؤدي إلا إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة".
وقال المتحدث باسم الحوثيين، محمد عبدالسلام، إنه لا يوجد أي مبرر لهذه الهجمات، وإن الجماعة ستواصل استهداف السفن المتجهة نحو إسرائيل.
وأكد في منشور عبر منصة "إكس" أنه "لم يكن هناك خطر على الملاحة الدولية في البحر الأحمر والعربي، والاستهداف كان وسيبقى يطال السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة".
وتحدث نائب وزير خارجية الحوثيين، حسين العزي، إلى قناة المسيرة التلفزيونية اليمنية عقب الهجمات، متوعداً بأن الولايات المتحدة وبريطانيا "ستدفعان ثمنا باهظا" لهذا "العدوان الصارخ".
وقال حزب الله اللبناني في بيان: إن "العدوان الأمريكي يؤكد مرة أخرى أن الولايات المتحدة شريك كامل في المآسي والمجازر، التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة والمنطقة".
من جانبها دعت السعودية إلى ضبط النفس و"تجنب التصعيد"، وقالت إنها تراقب الوضع بقلق بالغ.
ونفى المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع السعودية، ما تداوله الإعلام عن وصول قوات أجنبية إلى قاعدة الملك فهد الجوية في محافظة الطائف.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان: "تؤكد المملكة على أهمية الحفاظ على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر، حيث أن حرية الملاحة فيها مطلب دولي".
وأعربت مصر عن قلقها إزاء الغارات الجوية على مواقع باليمن، وجددت تحذيرها من مخاطر توسيع رقعة الصراع نتيجة استمرار الحرب في غزة.
وأصدرت مصر بيانا دعت فيه إلى "ضرورة تكاتف الجهود الدولية والإقليمية من أجل خفض حدة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، بما في ذلك أمن الملاحة في البحر الأحمر".
وأكد البيان على "حتمية الوقف الشامل لإطلاق النار وإنهاء الحرب القائمة ضد المدنيين الفلسطينيين، لتجنيب المنطقة المزيد من عوامل عدم الاستقرار والصراعات والتهديد للسلم والأمن الدوليين".
"تأييد"
في بيان مشترك الجمعة، أعلنت الولايات المتحدة وأستراليا والبحرين وكندا والدانمارك وألمانيا وهولندا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية وبريطانيا، أن "هدفنا يبقى متمثلا في تهدئة التوتر واستعادة الاستقرار في البحر الأحمر".
وفي هولندا، قال رئيس الوزراء "مارك روتي" إن الإجراء الأمريكي البريطاني "يستند إلى حق الدفاع عن النفس، ويهدف إلى حماية حرية المرور ويركز على وقف التصعيد. وتولي هولندا، بتاريخها الطويل كدولة بحرية، أهمية كبيرة لحق حرية المرور وتدعم هذه العملية المستهدفة".
وفي تصريحات لوزير الدولة البريطاني للقوات المسلحة، جيمس هيبي، اعتبر الضربات "مشروعة ودفاعا عن النفس".
و قال: "لا يمكننا أن نسمح للحوثيين باستخدام التجارة العالمية كرهينة"، مضيفا: "مهما كان رأيك في قضية الحوثيين ومبرراتهم... لا يمكننا أن نسمح لهم بالسعي إلى خنق التجارة العالمية كفدية لتحقيق أهدافهم السياسية والدبلوماسية مهما كانت".