اندماج وحشي بين المجرات.. تلسكوب هابل يكشف التفاصيل
أظهرت صورة التقطها تلسكوب هابل الفضائي، المجرة (Arp 122)، والتي تتكون من مجرتين تتعرضان للتصادم حاليا، وهما المجرة الحلزونية المائلة والملتوية ( NGC 6040)، والمجرة الدائرية (LEDA 59642).
ويقع هذا اللقاء المجري على بعد حوالي 570 مليون سنة ضوئية من الأرض، ويتضمن أيضا المجرة الإهليلجية (NGC 6041) في الزاوية السفلية اليسرى من الصورة، وهي عضو غير مشارك في العنقود المجري الذي يستضيف (Arp 122).
وقال بيان أصدرته وكالة "ناسا" تعليقا على الصورة، إن "الاصطدامات المجرية تعتبر أحداثا ضخمة ولكنها بطيئة، وتستغرق ملايين السنين بسبب المسافات الشاسعة، وتؤدي هذه الاصطدامات إلى تغيرات كبيرة في الجاذبية، مما يؤدي إلى تحويل بنية المجرات المتصادمة، مما قد يؤدي إلى ظهور مجرة واحدة مندمجة".
وأضاف البيان، أنه "في حين أن الاصطدام الموضح في هذه الصورة قد يؤدي في النهاية إلى مثل هذا الاندماج، فإن العملية سوف تتكشف على مدى فترة طويلة، مما يوفر لمحة مثيرة للاهتمام عن الطبيعة المتطورة للمجرات".
تلسكوب هابل الفضائي
ويعرف تِلسكوب هابل الفضائي باعتباره أحد أكبر وأهم المراصد الفضائية التي تدور حول الأرض، وتطلق العديد من الأسماء على تِلسكوب هابل الفضائي منها "مِقراب هابل الفضائي" أو "مرصد هابل الفضائي" ويشار إليه بالاختصار [HST] وهو يعني بالإنجليزية [Hubble Space Telescope].
وقد سُمِّي مقراب هابل بهذا الاسم نسبةً إلى العالم الفلكي [إدوين هابل]، واستطاع هذا التلسكوب تزويد الفلكيين بأوضح وأفضل رؤية للكون على الإطلاق مقارنةً بغيره من التلسكوبات الأرضيَّة التي تواجه كثيراً من العوائق التي تؤثر في دقة النتائج التي تعرضها.
حيث استهل مشروع تشييده عام 1977 ثم أُطلِق إلى مداره خارج الغلاف الجوي على بعد 593 كيلومترًا فوق مستوى سطح البحر مُحلقًا بسرعة تصل إلى 28 ألف كيلومتر/ساعة، ويحتوي هذا المقراب على بؤرة (فتحة عدسة) قدرها 2.4 م (7.9 أقدام)، كما أنه يستخدم أربعة أجهزة رئيسية للرصد والتي تعتمد على التصوير بالأشعة فوق البنفسجية القريبة والطيف المرئي والأشعَة تحت الحمراء القريبة.
ويصنف مرصد هابل الفضائي باعتباره أحد أكبر وأَكثر المراصد الفضائية تنوعًا رغم كونه ليس الأول بينهم، وهو أَداة بحث حيوية في علم الفلك شيَّدته وكالة ناسا بإسهامات من وكالة الفضاء الأُورُوبيَّة.
ويقع مدار هذا المرصد خارج نطاق تشتيت غلاف الأرض الجوي للضوء القادم من الأجرام الكونية مما يتيح التقاط صور عالية الدقة والوضوح دون أي ضوء في الخلفية.
كيف يعمل تلسكوب هابل الفضائي؟
ويستكشف تلسكوب هابل الفضاء من مدار يبعد عن سطح الأرض حوالي 610 كم، حيث يحني الغلاف الجوي دائم الحركة الضوء في ظاهرة علمية تعرف باسم الحيود، علمًا بأن توافق حركة الغلاف الجوي مع الحيود يسبب هزهزة في ضوء النجم حينما يعبر الهواء ولهذا تبدو النجوم متلألئة.
ويضفي التلألؤ ضبابية علي الصور التي تُشاهد من التلسكوبات المنصوبة في المحطات الأرضية، ولما كان تلسكوب هابل الفضائي يدور أعلى الغلاف الجوي فإنه لا يتأثر بحركة الغلاف الجوي وينتج صوراً فائقة الوضوح.
ويقوم تلسكوب هابل على مبدأ تجميع أكبر قدر من الضوء؛ إذ إنه يحتوي على مرآة رئيسية ضخمة يبلغ قطرها 2.4 متر والتي تجمع أكبر قدر من الضوء لتعزيز من دقة الصور وتحسين الرؤية.
ويدور تلسكوب هابل بسرعة 8 كيلومترات في الثانية الواحدة وهي سرعة تتيح له إتمام دورة كاملة حول الأرض خلال 97 دقيقة فقط، يصطدم الضوء في المرآة الرئيسية ثم يرتد عنها إلى المرآة الثانوية فتقوم بتركيز هذا الضوء وسط المرآة الرئيسية عبر ثقب موجود فيها حيث يتوجه الضوء بعدها مباشرة إلى الأجهزة العملية داخل التلسكوب والتقاط الصور وإرسالها إلى الأرض عبر موجات الراديو.
مكونات تلسكوب هابل الفضائي
كان مرصد هابل يحتوي عند إطلاقه على خمسة أجهزة علمية متطورة هى:
الكاميرا الكوكبية واسعة المجال.
محلِّل "غودارد" الطيفي عالي الدقة.
مضواء عالي السرعة.
كاميرا الأجسام الخافتة.
المحلِّل الطَّيفي للأجسام الخافتة.
فعّل حسابك الآن مجاناً.
أبرز اكتشافات تلسكوب هابل
تقدير العمر الحالي للكون بنحو 14 مليار عام.
رصد ومعرفة الانفجارات التي تحدث نتيجةً لانفجار النجوم الضخمة.
رصد حركة المُذنَّبات والكواكب حول الأرض.
اكتشاف أقمار بلوتو للمرة الأولى.
رصد المجرات الأكثر بُعدًا عن مجرة درب التبانة.
فهم كيفية تشكل الكواكب وطبيعة تكوُّن المجرات الأخرى.
معرفة مقدار الطاقة التي يمتصها الغلاف الجوي وكمية امتصاص الغلاف الجوي للأمواج الكهرومغناطيسية التي تطلقها الشمس ومعرفة المحجوب منها.
أول صورة للعنقود المجري، والتي أعقبها صور الغيوم السديمية الملتقطة لمحاضن النجوم.
اكتشاف أضخم نجم على مسافة قياسية من الأرض والذي يُطلق عليه اسم "Earendel" بمعنى "نجمة الصبح".
أما أعظم اكتشافات التي حققها هابل في سنواته الأخيرة فهي تصويره للهالات المحيطة بالمجرات التي يعتقد علماء الكون شبه جازمين بأنها شكل من أشكال المادة المظلمة.
مميزات تلسكوب هابل
تصوير صور نقية وعالية الدقة للأجرام السماوية البعيدة جدًا أفضل من أي تلسكوب آخر.
تصوير دقيق للأجسام غير الواضحة والتي يغطيها الغبار بحيث يعطي تصورًا عن طبيعتها كالنجوم المحاطة بالغبار.
اكتشاف وجود الثقب الأسود عن طريق رصده من التلسكوب حيث تتواجد هذه الصور وسط المجرات.
رصد الأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء التي يحجبها الغلاف الجوي للأرض.
إمكانية إرسال الصور الملتقطة إلى الأرض ومحطات الرصد باستخدام موجات الراديو.