الجبهات الملتهبة في حرب السودان.. توسع دائرة الحرب دون حل سياسي
تتوسع دائرة الحرب في السودان دون حل سياسي يلوح في الأفق، بوتيرة متسارعة، ما أدى إلى دخول مناطق جديدة في الصراع.
وأفادت مصادر عسكرية في السودان، بأن قوات الدعم السريع، حاصرت الفرقة (22) التابعة للجيش، بمدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان، من أجل استسلامها.
وحسب المصادر، فإن المعركة اندلعت في المدينة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، ما أدى لتصاعد ألسنة اللهب والدخان في سماء المنطقة.
ووفق مصادر طبية في السودان، فإن الاشتباكات أسفرت عن إصابة 4 من المواطنين، جرى نقلهم إلى مستشفى مدينة "المُجلد" لتلقي الرعاية الطبية.
وأوضحت المصادر الطبية في السودان، أن مستشفى "المجلد" استقبل الإصابات، لكنه يعاني نقصا حادا في الطواقم الطبية والدواء".
كما أفاد شهود عيان في السودان، بأن موجة نزوح كبيرة للمواطنين شهدتها المدينة هربا من العنف والقصف العشوائي.
وقال المواطن، آدم المهدي، إن قوات الدعم السريع في السودان هاجمت الفرقة (22) بمدينة بابنوسة بأرتال من السيارات العسكرية، مضيفا أن الجيش تصدى للهجوم، فيما لا تزال المعركة مشتعلة بالمنطقة.
وأوضح المهدي، أن القصف العشوائي أدى إلى نزوح جماعي للمواطنين من منازلهم هربا من العنف والموت.
وتقع مدينة بابنوسة في ولاية غرب كردفان في السودان على ارتفاع 373 مترا (1224 قدما) فوق سطح البحر، وتبعد عن الخرطوم العاصمة بمسافة 697 كيلومترا (433 ميلا).
وتعتبر واحدة من أهم محطات التقاطع الرئيسية في سكة حديد السودان التي تربط غرب السودان بشرقه وشماله، وتضم عددا كبيرا من الورش الخاصة بالسكك الحديدية، ويبدأ منها الخط المتجه جنوباً.
ولاية الخرطوم
مع تصاعد وتيرة القتال، عادت المواجهات الشرسة بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان في عدة محاور بالأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وحسب مصادر عسكرية في السودان، فإن المواجهات ما زالت مستمرة في محيط القيادة العامة للجيش، و"سلاح المدرعات" جنوبي الخرطوم.
وفي مدينة أم درمان غربي العاصمة، أبلغت مصادر عسكرية بأن كل طرف استطاع الحفاظ على مناطق سيطرته، وأن الجيش يسيطر على أحياء "العمدة" و"العرب"، و"المسالمة" و"القمائر" والأجزاء الشمالية من حي "ود نوباوي، والأجزاء الشمالية من السوق الشعبي وسوق أم درمان.
وطبقا للمصادر، فإن قوات "الدعم السريع" لا تزال تسيطر على حي "أبو روف"، و"بيت المال"، و"الملازمين"، و"الشهداء، والأجزاء الجنوبية من حي "ود نوباوي، والأجزاء الجانبية من السوق الشعبي، وسوق أم درمان، ومقر الإذاعة والتلفزيون.
وحسب المصادر العسكرية، فإن العنوان الأبرز للمعارك في الخرطوم، خلال الفترة الماضية، يتمثل في القصف المدفعي المتبادل، خاصة أن الجيش يقصف مناطق سيطرة الدعم السريع في أغلب المدن، بينما الأخيرة تقصف مناطق ثكنات سيطرة الجيش في مدن العاصمة المختلفة.
ونبهت المصادر، إلى أن القصف العشوائي تسقط من خلاله قذائف على منازل المواطنين الأمر الذي يؤدي سقوط قتلى وجرحى، وانهيار المنازل كليا وجزئيا.
وأكدت المصادر، أن الجيش أصبح يستخدم مؤخرا "المسيرات" بصورة مكثفة في الهجوم على قوات الدعم السريع.
ولاية الجزيرة
كما أشارت المصادر العسكرية إلى أن الطيران الحربي التابع للجيش لا يغيب عن سماء ولاية الجزيرة وعاصمتها ود مدني، ما أدى إلى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين.
جنوب دارفور
طبقا للمصادر العسكرية، فإن الطيران الحربي شن غارات جوية على مناجم الذهب في منطقة "سنقو" التي تخضع لسيطرة "الدعم السريع"، ما أدى لاندلاع حرائق كبيرة وسقوط عدد من القتلى والجرحى في أوساط المدنيين.
وحسب المصادر نفسها، فإن ولايات النيل الأبيض (جنوب)، والقضارف وكسلا والبحر الأحمر (شرق) والنيل الأزرق وسنار (جنوب شرق)، ونهر النيل والشمالية (شمال)، تشهد وضعا هادئا.
ومنذ منتصف أبريل 2023، يشهد السودان حربا بين الجيش و"الدعم السريع"، خلَّفت أكثر من 9 آلاف قتيل، فضلا عما يزيد على 6 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.