أستاذ بجامعة القدس: تعطيل دور الأونروا سيعقبه فوضى
أكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن تكرار كلمة السامية من مسئولي إسرائيلي هى مصطلح يستخدم فقط للتحريض، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامي نتنياهو أعلن فى مؤتمر صحفي أمس أن دور وكالة الأونروا يجب أن ينتهى.
وأضاف أيمن الرقب، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "الحياة اليوم"، مع الاعلامي محمد مصطفى شردي، على قناة الحياة، أن توقيت الهجوم على وكالة الأونروا جاء بعد قرارات محكمة العدل الدولية تجاه إسرائيل، مؤكدا أنه إذا تم تعطيل مؤسسة الأونروا سيكون هناك فوضى وهذا ما يخطط له الاحتلال.
وتابع: "وكالة الأونروا تخدم 6 ملايين لاجئ في الأردن وداخل فلسطين والضفة، والشيء الغريب أن الدول التي تداعت بشكل مباشر وقررت وأعلنت عن تعليق المساعدات هي نفس الدول التي قبلت الرواية الإسرائيلية بعد 7 أكتوبر وبشكل سريع صدقت دون التأكد من الرواية الإسرائيلية"، مشيدا بدور محكمة العدل الدولية وتأكيدها أنها جهة مستقلة غير مسيسة ونجحت فى الاختبار ومجرد الموافقة على قبول الدعوة انتصار للحق الفلسطينى.
الأمم المتحد: من الصعب نجاة سكان غزة من أزمة جوع بدون الأونروا
أكد مدير شئون وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في غزة ونائب منسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة "توماس وايت"، أنه من الصعب تخيل أن سكان غزة سينجون من هذه أزمة جوع بدون الأونروا، مشيراً إلى أن الاحتياجات الإنسانية الهائلة لأكثر من مليونى شخص فى غزة تواجه الآن مخاطر التفاقم فى أعقاب قرار 16 دولة مانحة بوقف الدعم المالى للأونروا.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، فإن الأونروا هى أكبر منظمة إنسانية في غزة، ومن بين موظفيها البالغ عددهم 13 ألفا، هناك أكثر من 3 آلاف يواصلون العمل، وهم يعدون العمود الفقرى لعمليات الإغاثة الإنسانية.
وكانت الأمم المتحدة قد تلقت معلومات من السلطات الإسرائيلية حول إدعاءات بمشاركة 12 موظفا لدى الأونروا في هجمات 7 أكتوبر على إسرائيل، وفور ذلك اتخذ المفوض العام للأونروا قرارا بإنهاء تعيين عدد من الموظفين على الفور واستعان بمكتب الأمم المتحدة لخدمات الرقابة الداخلية في نيويورك، الذي بدأ تحقيقا لكشف الحقائق، وعقب ذلك قامت عدد من الدول المانحة بتعليق تمويل الوكالة بمبلغ تصل قيمته إلى 440 مليون دولار.
وأشارت الوكالة، إلى اضطرار عشرات آلاف الأشخاص إلى الفرار إلى الجنوب بسبب القصف والقتال في خان يونس خلال الأسبوع الماضي، إضافة إلى أكثر من 4ر1 مليون شخص مكتظين بالفعل في محافظة رفح الجنوبية.
وقالت الأونروا، إن معظمهم يعيشون في مبان مؤقتة أو في خيام أو في العراء، وهم يخشون أيضا أنهم قد لا يتلقون بعد الآن أى طعام أو مساعدات إنسانية أخرى من الوكالة.
وأشار "وايت" إلى أن رفح أصبحت "بحرا من الناس الفارين من القصف" وقد نزح معظم الفارين من خان يونس عدة مرات، وأجبر العديد منهم على مغادرة أكبر ملجأ للأونروا في مركز تدريب خان يونس، ويستمر موظفو الأونروا، الذين أجبروا هم أنفسهم على الفرار من منازلهم، في توفير الغذاء والخيام للنازحين الجدد من حولهم.
وفي مختلف أنحاء قطاع غزة، يعتمد ما يقرب من مليوني شخص -غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال- على الأونروا من أجل بقائهم على قيد الحياة في الوقت الذى تدير فيه الوكالة الملاجئ المكتظة والمعونات الغذائية والرعاية الصحية الأولية، وفى الشمال حيث المجاعة تلوح في الأفق، قالت الأونروا إنها لم تتمكن من الوصول إلى المنطقة إلا بشكل محدود للغاية منذ بدء الحرب.
وقال المسئول الأممي، إن وكالة الأونروا تلقت تقارير تفيد بأن الناس في المنطقة يطحنون علف الطيور لصنع الدقيق، مضيفا أن الوكالة تواصل التنسيق مع الجيش الإسرائيلى لتتمكن من الذهاب إلى الشمال، إلا أن ذلك لم يتم السماح به إلى حد كبير. وقال: "عندما يسمح أخيرا لقوافلنا بالذهاب إلى المنطقة، يهرع الناس إلى الشاحنات للحصول على الطعام وغالبا ما يأكلونه على الفور".
وقال المفوض العام للأونروا "فيليب لازاريني": "في الوقت الذى تستمر فيه الحرب في غزة بلا هوادة، وفي الوقت الذى تدعو فيه محكمة العدل الدولية إلى تقديم مزيد من المساعدات الإنسانية، فإن هذا هو الوقت لتعزيز الأونروا وليس إضعافها، ولا تزال الوكالة أكبر منظمة إغاثة في واحدة من أشد الأزمات الإنسانية تعقيدا في العالم".
وكرر لازاريني، دعوة الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش" لاستئناف التمويل للأونروا، وقال: "إذا ظل التمويل معلقا، فمن المرجح أن نضطر إلى إنهاء عملياتنا بحلول نهاية فبراير الجاري، ليس فقط في غزة، بل وأيضا في جميع أنحاء المنطقة".
يذكر أن وكالة الأونروا تقدم المساعدة للاجئى فلسطين في مناطق عملياتها الخمس وهى: قطاع غزة والضفة الغربية (التي تشمل القدس الشرقية) والأردن ولبنان وسوريا.