وزير الخارجية الفلسطيني يستقبل نظيره الفرنسي
استقبل وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، مساء اليوم الإثنين، نظيره وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورني، وأطلعه على مخاطر ما يتعرض له الشعب الفلسطيني جراء حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحقه.
ورحب الوزير المالكي بالوزير الضيف في زيارته الأولى لدولة فلسطين منذ توليه منصبه، وأشاد بالدعم المالي الذي تقدمه فرنسا للأونروا ومضاعفته أيضا خلال عام 2024، مثمنا الجهود المتقدمة التي تبذلها فرنسا من أجل التوصل لوقف إطلاق النار ودخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
واستعرض وزير الخارجية الفلسطيني، خلال اللقاء، الأوضاع الكارثية الصعبة التي يتعرض لها شعبنا جراء جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنيين العزل في قطاع غزة، وما خلفته من شهداء وجرحى ومفقودين، في ظل النقص الحاد بالاحتياجات الإنسانية الأساسية من ماء وغذاء ودواء وكهرباء ووقود، بالإضافة إلى انهيار كامل في المنظومة الصحية بسبب القصف الإسرائيلي ونقص الدواء، ما يهدد حياة نحو 67 ألف جريح فلسطيني في قطاع غزة يعانون من نقص العلاج.
وفي هذا الإطار، شكر المالكي فرنسا على المساعدات الطبية التي قدمتها لشعبنا من خلال المستشفى الميداني في منطقة العريش، واستقبال العديد من الجرحى في المستشفيات الفرنسية، وتغطية علاج جرحى فلسطينيين في المستشفيات المصرية، مطالبا بضرورة إقامة وبشكل عاجل مستشفيات ميدانية داخل قطاع غزة لتقديم العلاج لآلاف الجرحى.
كما حذر من المخاطر الكارثية للهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح التي باتت تأوي ما يقارب 2.3 مليون فلسطيني والمخططات الإسرائيلية الرامية لتهجيرهم قسريا ودفعهم باتجاه الحدود، خاصة في ظل التصريحات العنصرية التي يدلي بها عديد المسؤولين الإسرائيليين، والتي تدعو لتهجير المواطنين الفلسطينيين تحت مسميات مختلفة، ومثال ذلك ما حدث في مؤتمر القدس الذي شارك فيه عدد كبير من الوزراء في الحكومة الإسرائيلية وأعضاء كنيست بهدف التهجير القسري للفلسطينيين، مضيفا أن إسرائيل تهدد المدنيين العزل إما بالموت بالقصف أو دفعهم نحو الحدود للقضاء على الوجود الفلسطيني.
المالكي: الحكومة الإسرائيلية الحالية تعمل بكافة السبل من أجل إضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية وضرب مقوماتها
وفي السياق ذاته، أكد وزير الخارجية الفلسطيني، أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تعمل بكافة السبل من أجل إضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية وضرب مقوماتها، من خلال تصعيد انتهاكاتها وجرائمها في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، من اقتحامات يومية للمدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية، وما ينتج عنها من شهداء وجرحى ومعتقلين، وتدمير كامل للبنية التحتية، بالإضافة إلى قرصنة أموال المقاصة تحت حجج وذرائع واهية بما يؤدي إلى عدم قدرة السلطة الفلسطينية على القيام بواجباتها تجاه شعبنا، ليس هذا فحسب بل توفر الدعم والحماية والإسناد لميليشيات المستعمرين لارتكاب المزيد من الجرائم بحق المواطنين الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم.
وتطرق إلى الحراك السياسي والدبلوماسي الفلسطيني مع الشركاء كافة من أجل تحقيق وقف إطلاق النار بشكل فوري وتأمين دخول الاحتياجات الإنسانية الأساسية لقطاع غزة، ومنع سياسة التهجير القسري للمواطنين الفلسطينيين.
وأشار وزير الخارجية الفلسطيني، إلى أن الجهود المبذولة تتركز أيضا على إيجاد أفق سياسي يفضي لإنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض بعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لمبدأ حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية.
وطالب في الوقت ذاته بأهمية دعم حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، والذي من شأنه أن يدعم الجهود الرامية لتحقيق السلام في المنطقة، فمن غير المقبول أن يعترف العالم بدولة إسرائيل التي تحتل أرض دولة فلسطين ولا يتم الاعتراف بدولة فلسطين التي ترزح تحت الاحتلال، مؤكدا أن مفتاح الأمن والاستقرار في المنطقة يكمن في وجود أفق سياسي واضح بضمانات دولية، تفضي إلى إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض بعاصمتها القدس الشرقية وفقا للمرجعيات الدولية.
من جانبه، أكد الوزير سيجورني ضرورة تحقيق وقف إطلاق نار لأغراض إنسانية، وتوفير الحماية للمدنيين ووصول المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة.
وأكد أن بلاده ستواصل العمل مع جميع الشركاء من أجل ضمان السلام والاستقرار في المنطقة، ودعم الجهود الرامية لخلق أفق سياسي يؤدي إلى تطبيق مبدأ حل الدولتين.
كما عبر الوزير سيجورني عن قلقه البالغ جراء تصاعد عنف المستعمرين وما صدر عن مؤتمر القدس الأخير، مؤكدا أن بلاده ضد سياسة تهجير المواطنين الفلسطينيين.
وحضر اللقاء: مدير إدارة أوروبا الغربية مستشار أول إيهاب الطري، ومسؤول الإعلام إيهاب عمر، وسكرتير ثالث صوفيا دعيبس من مكتب الوزير، ومسؤول ملف فرنسا ملحق دبلوماسي مهند أبو شنب، ومن الجانب الفرنسي: القنصل العام الفرنسي في القدس نيكولاس كاسيانيدس، ومدير عام الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الخارجية الفرنسية آن غريللو، ومستشار وزير الخارجية الفرنسية ناثان هاييك.