"الأسوار العاجية".. الوزير الأول في الجزائر يوجه نصيحة لخريجي المدرسة الوطنية للإدارة
أكد الوزير الأول في الجزائر، نذير العرباوي، أن البلاد تحت قيادة رئيس جمهورية الجزائر، عبدالمجيد تبون "تجسد خيارها الاستراتيجي في تسريعِ تحولها الاقتصادي والاجتماعي، معتمدةً في ذلك على مواهب أبنائها ورأسمالها البشري"، داعيا خريجي المدرسة الوطنية للإدارة في الجزائر إلى الخروج من "الأسوار العاجية" للإدارة.
وأشرف الوزير الأول في الجزائر، نذير العرباوي، السبت، على تخرج الدفعة 52 للمدرسة الوطنية للإدارة، مشيرا إلى أن تخرج هذه الدفعة يأتي في الوقت الذي "تجسد فيه بلادنا، تحت قيادة رئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون، خيارها الاستراتيجي في تسريع تحولها الاقتصادي والاجتماعي، معتمدةً في ذلك على مواهب أبنائها ورأسمالها البشري الذي يتعين اليوم وغدًا ودائمًا، تعزيزه وتطويره وتثمينه بشكل طَموح، وأسرع وأعلى وأبعد، لتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي والإنساني".
وأشار الوزير الأول في الجزائر، نذير العرباوي، إلى "الإِرادة القوية التي تحدو رئيس الجمهورية من أجل التجسيد الكامل للمشروع الطموح، الذي يهدف إلى إحداث إصلاح شامل للدولة بكل فروعها ومؤسساتها، والتشديد باستمرار على أهمية التكفل الأمثل بالمورد البشري، وخاصة الفئةَ الشبابية، بالإضافة إلى القرارات الهامة التي اتخذها رئيس الجمهورية من أجل ترقية الظروف المهنية والاجتماعية للموظفين العموميين من خلال تعزيز العدالة الجبائية وتثمين الأجور ومراجعة القوانين الأساسية والأنظمة التعويضية لشرائح واسعةٍ من الموظفين العموميين".
وخاطب الوزير الأول في الجزائر، نذير العرباوي، متخرجي الدفعة، مشيرا إلى أن مسارهم المهني "يبدأ اليوم"، مخاطبا إياهم بالمناسبة "جب أن لا تقبعوا داخل الأسوار العاجية في الإدارات المركزية، بل كونوا دائمًا في تواصل مستمرٍ مع المواطنين والمجتمعِ المدني والمؤسسات، لأن الحياة اليومية هى المعيار الحاسم لقياس التغيير والأداء والنجاعة والفعالية".
كما دعا الوزير الأول في الجزائر، نذير العرباوي، المتخرجين للتحلي بروح الابتكار "سوف تباشرون مهامكم لشغل مهن تطورت بشكل كبير في ممارساتها وفي أدواتها، بفعل المتطلبات التي يفرضها العالم الرقمي، وهو ما يجعلكم أمام حتمية التحلي بروح الابتكار وجعل الإدارات أكثر انفتاحًا ونجاعة وتحسين العلاقة بين الإدارة المركزية والمواطن في إطار السعي الدائم إلى خدمته وتلبية تطلعاته".
تبون يُؤكد التزام الجزائر بالتنمية وإنهاء الاستعمار في أفريقيا
أكد الرئيس الجزائري "عبد المجيد تبون"، أن بلاده ستسعى خلال توليها الرئاسة الدورية للآلية الإفريقية "للتقييم من قبل النظراء، لتحقيق السلام والاستقرار واستكمال عملية إنهاء الاستعمار بأفريقيا"، حسبما أفادت وسائل إعلام جزائرية، اليوم الخميس.
وقال عبدالمجيد تبون في كلمة له بمناسبة تسلمه رئاسة منتدى رؤساء دول وحكومات الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء: "إن الجزائر ستسعى خلال توليها الرئاسة الدورية للآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء وبـ"أقصى قدر من روح المسؤولية والالتزام" لتمكين هذه الآلية من المساهمة بفعالية في العمل القاري، لتحقيق السلام والاستقرار واستكمال مسار إنهاء الاستعمار في افريقيا".
كما أكد أن الجزائر "آمنت دائما بقيم ومبادئ وأهداف هذه الآلية الإفريقية، ولا تزال تثق بها للعمل على ترسيخها في الهيكل السياسي والاقتصادي والاجتماعي لقارتنا" مبرزا أن هذه الآلية ستبقى "فريدة من نوعها بالنسبة لعمل المنظمات الإقليمية"، من منطلق أنها "تمثل بالنسبة لنا فضاء رحبا للحوار وتبادل الرؤى والأفكار والتحاليل ومساحة آمنة نستطيع في إطارها أن نستعين ببعضنا البعض لتقديم المشورة والتأييد والدعم لإيجاد الحلول للتحديات التي تواجهها دولنا وأقاليمنا وقارتنا بصفة عامة".
دور الجزائر جانب جنوب إفريقيا والسنغال ونيجيري
وتابع أن "بلاده لعبت إلى جانب جنوب إفريقيا والسنغال ونيجيريا دورا رائدا في تصميم وتنفيذ مبادرة نيباد التي ولدت من رحمها الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء".
وتعهد تبون، في هذا المنحى بـ"المضي قدما بقوة والتزام مماثلين بالإنجازات والمكاسب التي تم تسجيلها وذلك في إطار إيمان الجزائر بصفتها إحدى الدول المؤسسة للآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء بتوسيع ولاية ومهام الآلية لتشمل رصد وتقييم الأجندة الإفريقية 2063، وخطة التنمية المستدامة لعام 2030، لتحقيق أهداف التنمية والحكم الرشيد في قارتنا".
وشدد تبون على أن "أولويتنا المشتركة في السنوات المقبلة سوف تتلخص بلا شك، في تعزيز الإصلاحات التي قمنا بتنفيذها حتى تصبح عملية تأثير الآلية الإفريقية بحلول عام 2030، دائمة ولا رجعة فيها".
وصرح: "سأعمل جاهدا خلال عهدتي على رأس هذه الآلية القارية، معتمدا على مساعدتكم ومساندتكم على أن يكون منتدانا هذا فضاء منفتحا وتعاونيا ويعمل بروح الزمالة والصداقة والأخوة التي بإمكانها أن تسمح لإخواننا وزملائنا من الدول الأخرى بالانضمام إليها لنساهم معا، في إطار يسوده الوفاء والصدق والتدبر، في النهوض بالحكامة الرشيدة في أقطارنا وفي ربوع إفريقيا التي نريدها".