قوى التغيير تندد بقطع خدمات الإنترنت داخل السودان وتحويلها كأحد أدوات الحرب
نددت قوى الحرية والتغيير بقطع خدمات الإنترنت داخل السودان وتحويل هذه الخدمة الحيوية كأحد أدوات الحرب بين الطرفين، لافتة إلى الأضرار المباشرة التي ترتبت عليه، وتبعاته على المواطنين.
وطالبت قوى الحرية والتغيير في السودان، الأطراف المتقاتلة في السودان بإنهاء الحرب والإيفاء العاجل بتعهداتها في منبر جدة، محذرة من تداعيات الأزمة التي تدخل شهرها الحادي عشر في السودان.
وذكرت الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في السوان بالتزاماتهم المتعلقة بإيصال المساعدات الإنسانية وفتح ممرات آمنة للإغاثة وحماية العاملين والمؤسسات العاملة في العمل الإنساني بشكل كامل وتسهيل إجراءات دخولهم للبلاد ووصولهم لكل المناطق.
شل حركة المعاملات والخدمات الصحية والإجراءات الإدارية والمصرفية
وفي وقت تتفاقم أزمة قطع خدمات الاتصال والإنترنت في معظم أنحاء السودان، والتي وصلت تداعياتها إلى العاصمة الإدارية بورتسودان مما تسبب في شل حركة المعاملات والخدمات الصحية والإجراءات الإدارية والمصرفية فضلا عن التعتيم على الأوضاع الإنسانية وتبعات الحرب المتصاعدة بين الجيش والدعم السريع.
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منتصف أبريل الماضي يشهد قطاع الاتصال والإنترنت ترديا واسعا، بلغ ذروته الاثنين الماضي حيث شهدت السودان انقطاعا كاملا للخدمة.
وتشغل ثلاث شركات رئيسية قطاع الاتصالات في السودان؛ بما يشمل شركة سوداني المشغل الأساسي لشركة سوداتل التي تقدم خدمات الاتصال السلكي واللا سلكي في البلاد بالإضافة إلى زين الكويتية وإم تي إن الجنوب أفريقية.
وتتمركز معظم مقسمات الخدمة التابعة لشركات الاتصال في العاصمة الخرطوم، حيث تتصاعد المعارك منذ نحو عشرة أشهر.
قوات الدعم السريع قامت بإيقاف العمل في مراكز البيانات
وقال جهاز تنظيم الاتصالات والبريد في السودان، إن قوات الدعم السريع قامت بإيقاف العمل في مراكز بيانات شركتي سوداني وإم تي إن، متهمة إياها بالتخريب والإمعان في زيادة معاناة المواطنين.
وأشار جهاز تنظيم الاتصالات والبريد في السودان، إلى أن الدعم السريع تطالب بإعادة الاتصالات إلى مناطق سيطرتها في ولايات دارفور مقابل إعادة الخدمة إلى أنحاء البلاد الأخرى.
وأرجع جهاز تنظيم الاتصالات والبريد في السودان، توقف الخدمة في إقليم دارفور إلى إحراق العديد من الأبراج وتخريب الفايبر وانقطاع التيار الكهربائي وانعدام الوقود.
واتهم جهاز تنظيم الاتصالات والبريد في السودان، الدعم السريع بإجبار الفنيين في شركة زين للاتصالات على إيقاف الخدمة عن ولايتي نهر النيل وبورتسودان والتهديد بإيقافها بشكل كلي.
استمرار خدمات الاتصالات والإنترنت
وفي السياق شددت قوى الحرية والتغيير في السودان، على ضرورة إلزام جانبي القتال بالتعهد على ضمان استمرار خدمات الاتصالات والإنترنت في كل أنحاء السودان وعدم تعريضها للقطع المتعمد أو أي إجراءات أو تدخلات متعمدة يترتب عليها التأثير السلبي على كفاءة وجودة خدماتها واعتبار أي تعدي عليها بمثابة جريمة من جرائم الحرب.
ونددت قوى الحرية والتغيير في السودان، بقطع خدمات الإنترنت جزئياً أو كلياً داخل السودان وتحويل هذه الخدمة الحيوية كأحد أدوات الحرب بين الطرفين، لافتة إلى الأضرار المباشرة التي ترتبت عليه، وتبعاته على المواطنين وعموم الحياة في مناطق النزاع بجانب وجود تأثيرات ومهددات مباشرة على الأمن الصحي والغذائي للمتواجدين داخل السودان الذين ترتبط حياتهم ومعاشهم على التطبيقات البنكية المرتبطة بشبكات الاتصالات والإنترنت.
بجانب أزمة الاتصالات المتصاعدة، تتواصل التحذيرات من عواقب الأزمة الإنسانية في السودان، وحذرت الأمم المتحدة من أن اتساع نطاق القتال في السودان، بما في ذلك ولاية الجزيرة، والتي تمثل سلة الغذاء في السودان، أدى إلى نشوء واحدة من أكبر أزمات النزوح والحماية في العالم، فيما يتفشى الجوع، حيث يواجه ما يقرب من 18 مليون شخص حالة انعدام الأمن الغذائي الحاد.
ويستمر القتال الكثيف في إتلاف شبكات إمدادات المياه وغيرها من البنى التحتية المدنية الحيوية في السودان، حيث يعتبر ما يقرب من ثلاثة أرباع المرافق الصحية خارج الخدمة في الولايات المتضررة من النزاع.
25 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة الإنسانية والحماية
وتنتشر أمراض مثل الكوليرا والحصبة والملاريا في وقت يفتقر فيه ثلثا السكان إلى الرعاية الصحية وتتزايد وفيات الأطفال بسبب سوء التغذية. كما أن حوالي 19 مليون طفل خارج المدرسة، وتنتشر انتهاكات حقوق الإنسان على نطاق واسع، مع استمرار ورود تقارير عن العنف القائم على النوع الاجتماعي.
وحذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ومفوضية اللاجئين في بيان مشترك الخميس الماضي من أن نصف سكان السودان بما يقدر بحوالي 25 مليون شخص، أصبحوا بحاجة إلى المساعدة الإنسانية والحماية، وفر أكثر من 1.5 مليون شخص عبر حدود السودان إلى جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان.
وشددت قوى الحرية والتغيير في السودان - الائتلاف الحاكم قبل انقلاب تشرين أكتوبر الماضي- من الآثار الكارثية لاستمرار الحرب في السودان ومواجهة المدنيين شبح المجاعة والتقارير حول زيادة معدلات الوفيات بين الأطفال جراء انعدام الغذاء.
ولفتت قوى الحرية والتغيير في السودان، إلى إن هذه التقارير تدق ناقوس الخطر بمواجهة السودان الذي يعد سلة غذاء العالم، مخاطر فقدان الأمن الغذائي، بينما يهدد شبح المجاعة شعبه ويموت أطفالهم جراء الجوع وانعدام الغذاء.
ونوهت قوى الحرية والتغيير في السودان، في بيان السبت إلى أن البلاد تواجه لحظة فارقة تستوجب من طرفي الحرب التمعن في حصيلة ونتائج الحرب التي وصفتها بـ«العبثية» والوصول إلى قناعة بأن استمرارها يعني مزيداً من الخراب والدمار غير المبررين على الإطلاق.
وحملت قوى الحرية والتغيير في السودان، الجيش وقوات الدعم السريع مسؤولية المعاناة التي يعيشها السودانيون كل يوم بسبب فشل الموسم الزراعي ومنع وإعاقة وصول المساعدات والأغذية وتعرض مخازنها للنهب والسرقة؛ مشيرة إلى أن حصيلة هذا المشهد تؤكد بأن أوان وضع نهاية لهذه الحرب قد حان.
ودعت قوى الحرية والتغيير في السودان، الطرفين لاتخاذ تدابير عاجلة بوقف كل أشكال الاستخدام الحربي للمساعدات الإنسانية والسماح بوصولها الفوري للمحتاجين والامتناع عن استخدام خدمات الاتصال والإنترنت ضمن الصراع الدائر بينهما. وطالبت بالعودة الفورية لخدمات الاتصال.
وجددت قوى الحرية والتغيير في السودان، تطلعها لإنهاء الحرب ووقف جميع مآسيها وتحقيق سلام دائم وتأسيس انتقال مدني ديمقراطي مستدام بما يلبي تطلعات السودانيين لتحقيق شعارات ثورة ديسمبر 2018 في الحرية والسلام والعدالة وتفكيك دولة التمكين الحزبي واسترداد الأموال العامة المنهوبة وصولاً للدولة المدنية الديمقراطية.