أرمينيا وأذربيجان.. هل تتجهان لـ«حرب شاملة»؟
مخاوف من "حرب شاملة" مع أذربيجان، عبر عنها رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، الخميس، حيث اتهم باكو بالسعي للتصعيد بعد يومين من اشتباكات دامية جديدة على الحدود بين البلدين القوقازيين.
وتبادلت أرمينيا وأذربيجان الاتهامات، بإطلاق النار على الحدود بين البلدين قرب منطقة نركين هاند (جنوب شرق أرمينيا)، وهو ما أدّى إلى مقتل أربعة جنود أرمينيين، وتعد واحدة من أخطر الحوادث منذ أن بدأ الجانبان التفاوض على صفقة لإنهاء أكثر من 30 عاما من الحرب المتقطعة في العام الماضي.
واتهمت خارجية أذربيجان أرمينيا بانتهاك وقف إطلاق النار وتنفيذ عملا تخريبيا وتوجيه ضربة خطيرة لعملية السلام؛ وذلك بعد أن اعلان أرمينيا مقتل جنديين اثنين بنيران القوات الأذربيجانية في منطقة سيونيك الجنوبية.
وأضافت أن أذربيجان نفذت عملية "انتقامية" ردا على على هذا الاستفزاز على الحدود ودمرت موقعا عسكريا أرمينيا.
وجاء في بيان وزارة الخارجية الأذربيجانية أنه "في 12 فبراير، نتيجة لاستفزاز عسكري آخر من قبل القوات المسلحة لأرمينيا، أصيب جندي من دائرة الحدود الحكومية لأذربيجان".
وأضاف البيان "هذا الاستفزاز من الجانب الأرمني يوجه ضربة خطيرة لعملية السلام بين أذربيجان وأرمينيا".
وأكد أنه "في ظروف الاستقرار في الأشهر الأربعة والخمسة الماضية، تتعارض هذه الأعمال الاستفزازية بوضوح مع رسائل السلام المعلنة لأرمينيا".
عملية انتقام
وبدورها، قالت دائرة الحدود الأذربيجانية في بيان إنها نظمت "عملية انتقام" ردا على "استفزاز" قالت إن القوات الأرمينية ارتكبته في اليوم السابق.
وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية إن القوات الأرمينية أطلقت النار مساء الاثنين على مواقع باكو على طول جزء شمالي غربي من الحدود، على بعد حوالي 300 كيلومتر (186 ميلا) من نيركين هاند؛ بينما نفت وزارة الدفاع الأرمينية وقوع مثل هذا الحادث.
ونتيجة للعملية، تم تدمير المركز القتالي للقوات المسلحة الأرمنية بالقرب من منطقة نيركين والسكنية في منطقة غافان، الذي فتح النار على الجنود الأذربيجانيين أمس، وتم إسكات المواقع القتالية؛ بحسب مواقع أذربيجانية مختلفة.
وتعهدت الدفاع الأذربيجانية بالرد على كل استفزاز من الجانب الأرمني يهدف إلى تفاقم الظروف التشغيلية على حدود الدولة المشروطة بين أذربيجان وأرمينيا بتدابير أكثر جدية وحسما من الآن فصاعدا.
وحملت القيادة العسكرية والسياسية الأرمنية، وكذلك بعثة الاتحاد الأوروبي، المسؤولية كاملة عن الحادث على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان.
أصدرت وزارة الدفاع الأذربيجانية بيانا جاء فيه "قتل اثنان من جنود القوات المسلحة لأرمينيا، الذين انتهكوا نظام وقف إطلاق النار وحاولوا الاستفزاز على الحدود الأرمنية الأذربيجانية". ووفقا لمعلوماتهم، هناك أيضا أشخاص مصابون.
ومن جانبها، أكدت وزارة خارجية أرمينيا أيضا المعلومات المتعلقة بالقتلى والجرحى.
وقال بيان وزارة الدفاع في أرمينيا: "وفقا للبيانات الأولية، نتيجة لإطلاق القوات المسلحة الأذربيجانية النار في اتجاه نيركين خاندا، هناك قتيلان وجريحان".
تطبيع العلاقات
وقد اتفقت أرمينيا وأذربيجان، في ديسمبر الماضي، على اتخاذ إجراءات ملموسة باتجاه تطبيع العلاقات وتبادل أسرى الحرب، في بيان مشترك أشادت به روسيا وتركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة باعتباره انفراجة بعد ثلاثة عقود من النزاع على جيب ناجورني قره باغ.
وأشار البلدان إلى إمكان التوقيع على اتفاق للسلام بحلول أواخر العام لكن محادثات السلام التي لعب كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا دور الوسيط فيها على حدة لم تحقق أي تقدم يذكر.
وتجدر الإشارة إلى أن أرمينيا وأذربيجان كانتا على خلاف حول إقليم ناجورني قره باغ، قبل أن تعلن سلطات باكو في 19 سبتمبر الماضي السيطرة عليه، وضمه إلى أراضيها.