حرب الكاميرا بغزة.. توثيق معارك وفضح انتهاكات
يمكن إطلاق حرب الكاميرا بغزة على المعارك الأخيرة في القطاع، حيث استخدم كلا من جيش الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية الكاميرات في توثيق عملياتهم في القطاع
جاء إعلان الجيش الإسرائيلي، الاستيلاء على كاميرا من مقاتلي حماس بعد مقتل عدد منهم للتأكيد على أهمية حرب الكاميرا بغزة، حيث تُظهر مقاطعها المصورة عملياتهم بالقطاع، ليشير إلى حرب أخرى بين طرفي الصراع، لكن في مجال الكاميرات المثبتة على جسد أو خوذة المقاتلين، حيث يسعى كل طرف للحصول على أكبر قدر من المعلومات عن الجانب الآخر، ومواجهته في ساحته.
وأظهرت الحرب في غزة أهمية خاصة للحصول على المقاطع التي سجلتها الكاميرات داخل القطاع باعتبار محتواها "كنزًا معلوماتياً" تُعطي أحد الأطراف فرصة للوصول إلى معلومات حساسة عن المجموعات القتالية وتكتيكاتها العسكرية، لتصبح حرب الكاميرا بغزة ما قد يُسهل مواجهتها وتدميرها.
لقطات مهمة
كان الاهتمام بالكاميرات خلال هذه الحرب مبكرًا لتستحق لقب حرب الكاميرا بغزة وخاصة خلال هجمات السابع من أكتوبر، إذ أظهرت لقطات مصورة من إحدى الكاميرات المثبتة على خوذات مقاتلي "القسام" لحظة سيطرتهم على مقر قيادة فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي.
وفي ديسمبر الماضي، نشرت كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس، مقاطع فيديو من حرب الكاميرا بغزة تظهر جانبا من عمليات استهداف الآليات والعسكريين الإسرائيليين، حيث رصد هجمات في مدينة غزة، حيث كانت الكاميرا مثبتة في جسم جندي إسرائيلي وظهر جندي آخر بجانبه وفي الخلفية تبدو عملية سحب دبابة معطوبة.
وحتى الآن، تستخدم حماس كاميرات "غو برو" أو أنواع تشبهها، خلال رصدها للعمليات التي تشنها ضد القوات الإسرائيلية، والتي تعرضها في وقت لاحق على منصاتها الإعلامية.
الجيش الاسرائيلي
في المقابل، استخدم الجيش الإسرائيلي كاميرات مثبتة على الخوذة في متابعة سير العمليات بغزة، إذ أظهرت لقطات من إحدى الكاميرات ثبتت على كلب عسكري، أفلته الجيش لتفتيش أحد المباني في حي الشجاعية، واقعة استغاثة أطلقها أحد الأسرى الثلاثة الذين قُتلوا بنيران صديقة في ديسمبر الماضي.
وتُظهر المقاطع التي يبثها الحيش الإسرائيلي، استخدام الكاميرات المُثبة على رأس الجنود وفي زيهم العسكري، خلال المداهمات التي يقوم بها للمباني والمناطق المختلفة داخل قطاع غزة.
وفي سياق الكاميرات، لكن هذه المرة مع كاميرات المراقبة، سبق أن نشر الجيش الإسرائيلي، مقطع فيديو يظهر قائد حماس في غزة، يحيى السنوار، وهو يتحرك داخل نفق برفقة أبنائه وزوجته.
نقطة فارقة
واعتبر نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط مايك ملروي، أن وجود الكاميرات سواءً "غو برو" أو عبر الهواتف المحمولة أو كاميرات المراقبة، قد أحدث فارقًا في حرب غزة عن غيره من باقي الحروب.
وقال ملروي الذي سبق أن عمل في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، إن "كما حدث في العديد من الحوادث السابقة، فهناك حاجة لتسجيل ما يجري بدقة، حيث يُمكن للجيش الإسرائيلي على سبيل المثال استخدام تلك الكاميرات لتحديد عناصر حماس، وتسجيل الأعمال غير القانونية المحتملة من قِبل الجنود، وبطبيعة الحال، يتم إظهار ما يجري أمام العالم حتى يتمكن.
بينما كشف تحقيق أجرته صحيفة «هآرتس» ونشرته على صدر صفحتها الأولى، اليوم الخميس، عن أن الجنود الإسرائيليين يحرقون البيوت بعد استخدامها في قطاع غزة، بأوامر من ضباطهم، حتى لا تصلح للسكن، وأن الأمر تحول إلى تسلية ومباهاة في صفحات التواصل الاجتماعي.
وجاء في التحقيق، الذي أجراه الصحافي يانيف كوبوبتش، أنه «في الوقت الذي تلاحق فيه حكومة إسرائيل كل من يتهمها بإبادة شعب»، مسنودة من الدول الكبرى التي سارعت لقطع مساهمتها في ميزانية وكالة (الأونروا) بسبب 12 موظفاً من أصل ما يزيد على 30 ألف موظف وموظفة، بزعم أنهم شاركوا في هجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، قام جنودها في الأسابيع الأخيرة بحرق مئات البيوت التي كانوا يسيطرون عليها في قطاع غزة، وهذا عدا عن تفجير آلاف البيوت، التي لم يرد ذكرها في التحقيق.