قرات على المواقع الاردنية نبأ زيارة وزير الاعلام المهندس صخر دودين لمؤسسة الاذاعة والتلفزيون واجتماعه مع المسؤولين فيها. وقد سمحت لنفسي بالتعليق على هذا الخبر باعتبار انني كنت موظفا في المؤسسة لمدة ثمانية عشر عاما قبل ان انتقل الى الاعلام العالمي المحايد والمستقل والمتوازن والمسموع.
تصريحات السيد الوزير في اجتماعه مع مسؤولي المؤسسة سمعت مثلها كثيرا من وزراء اعلام سابقين منذ ان بدأت العمل في المؤسسة قبل اكثر من خمسين عاما.
حسبت ان الوزير يحمل للموظفين اخبارا سارة استجابة لمطالبهم المتكررة والمستمرة بمنحهم الامتيازات التي يحظى بها زملاؤهم في قناة ( المملكة) … هم يريدون زيادة رواتبهم كون قناة المملكة هي قناة حكومية ولا يتميز موظفوها عن زملائهم في مؤسسة الاذاعة والتلفزيون.
قال الوزير انه يعي التحديات الي تواجهها المؤسسة وان الحكومة ( تسعى ) الى تذليلها… لكن الوزير لم يذكر طبيعة هذه التحديات، ومن وجهة نظري – وانا ابن الاعلام الاردني – ان هذه التحديات تتمثل في تكبيل الاعلام الاردني وتكريسه ليكون اعلاما حكومياً يكيل لها المديح والثناء على انجازات لم تتحقق ودليلنا على ذلك هو استمرار تفشي الفساد وتفاقم البطاله وتهالك الاقتصاد … ثلاث حكومات متتالية كانت حكومات تعيينات غير ضرورية وتوزيع مناصب ليس لها مهام.
اذا اردنا ان نتغلب على التحديات التي تواجه مؤسساتنا الاعلامية علينا ان نحرر الاعلام الذي لا تتعدى حريته سقف الغرفة التي يجلس فيها الاعلامي… علينا ان نرفع ايادي الديوان الملكي الذي يتحكم حتى بتحديد اسم الضيف في البرنامج الاذاعي والزام التلفزيون الاردني بتلميع شخصيات مجهولة تمهيدا لمنحنهم مناصب رفيعة.
وعلى الاعلام الاردني ان يتوقف عن ملاحقة النشطاء على وسائل التواصل… عليك بالنفي او التاكيد… دور الاعلام اظهار الحقيقة ودور ثقافة وتنوير وليس دورا مخابراتياً.…
علينا ايضا ان نلغي مؤسسات حكومية دخيلة على الاعلام، وتعيين الاعلاميين المؤهلين لقيادة الاعلام في كافة منصاته وعدم استيراد عديمي الخبرة ليقودوا اعلاميين اجدر منهم واكثر كفاءة في ادارة الاعلام.