برشلونة بروح لامسيا تمحي الثغرات أمام نابولي
أنجز برشلونة مهمته بنجاح وتأهل إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بعدما هزم ضيفه نابولي بثلاثة أهداف لهدف ليتأهل بمجموع المواجهتين بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدفين.
واستحق برشلونة التأهل بعدما كان الطرف الأفضل في جولة الذهاب بينما كانت جولة الإياب متكافئة إلى حدٍ ما اقتسم فيها الفريقان الأفضلية على فترات اللقاء.
انعكست الأمور!
برشلونة عوّدنا هذا الموسم على تقديمه 15 دقيقة أخيرة نارية تمكن فيها من تسجيل كم هائل من أهداف التعادل أو الانتصار في كثيرٍ من المباريات التي كان خاسرًا إياها أو متعادلًا.
لكن الأمور اختلفت الليلة فالبارسا بدأ المباراة بشكل رائع ونجح في فرض قوته في ربع الساعة الأول من خلال المطاردة الشرسة جدًا للكرة والضغط على نابولي قبل الخروج بالكرة إلى المرتدات عبر تضييق شديد جدًا للمسافة بين خط الوسط وخط الدفاع ما سمح لعناصر الخطين بالضغط تواليًا على لاعبي نابولي.
في المقابل كانت مرتدات برشلونة خطيرة جدًا خاصة تلك التي تأتي من جانب لامين يامال، ومع قرب فيرمين لوبيز منه كان البارسا خطيرًا من الجبهة اليمنى.
ربما ينجح ربع أو ثلث الساعة الأول الذي كان عصب انتصار برشلونة في إقناع تشافي لاعبيه بالبدء بقوة خلال المباريات التالية بدلًا من المطاردة المجهدة للنتيجة جراء البدايات البطيئة في المباريات.
لاماسيا تغدق على برشلونة بجواهرها
المستوى الانفجاري الذي يقدمه لامين يامال في الأسابيع الأخيرة أصبح أحد أهم علامات تحسن مستوى ونتائج برشلونة مؤخرًا. الشاب اليافع الذي لم يكمل الـ17 ربيعًا بعد بات عامودًا أساسيًا لا يمكن الاستغناء عنه في الفريق.
لكن الأمر لم يتوقف عند يامال، بل إن فيرمين لوبيز كان معوضًا مميزًا لعناصر خط الوسط على المستوى الهجومي، بل إنه ربما يقدم أحيانًا ما هو أكثر في مسألة الزيادة العددية داخل منطقة الجزاء.
يُضاف إلى هؤلاء تثبيت كوبارسي لأقدامه أكثر وأكثر في خط دفاع برشلونة فثقته في نفسه وتدخلاته الجيدة باتت علامة لا تخطئها العين، وتلك الخصلتان اجتمعتا وهو يخرج كرة خطيرة من أقدام أوسيمين المندفع لما يشبه الانفراد. فقط ينقصه التحسن على مستوى التغطية والتمركز إذ يندفع أحيانًا ولا يدرك أبعاد المساحة التي يحاول تغطيتها.
ثغرات واضحة
صحيح أن فيرمين لوبيز قدّم الإضافة الهجومية، إلّا أنه كان واضحًا أن الملعب لا يحتمل وجود فيرمين وغوندوغان معًا في الملعب، فغوندوغان لم يكن قادرًا على تغطية مساحات كبيرة في خط الوسط على الجانب الأيسر وكذلك نفس الأمر كان في الجانب الأيمن مع فيرمين لوبيز. من تلك الجيوب على يمين ويسار كريستنسن تمكن نابولي من تسجيل هدفه الوحيد وكان قادرًا على تهديد مرمى برشلونة في أكثر من لقطة.
لكن ثغرات برشلونة لم تتوقف عند هذه المنطقة بل كانت أطراف الفريق هي الحلقة الأضعف خاصة من جانب دي لورينزو الذي كان خطيرًا، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى ضعف الارتداد الدفاعي للامين يامال ورافينيا وكذلك مستوى كانسيلو المتوسط دفاعيًا.
لكن للحق فإن تشافي ربما يكون معذورًا في تلك الأمور، فخيارات الوسط تضاءلت، وحتى عندما دفع تشافي بالنجم الإسباني أوريول روميو، في الوسط أملًا في صلابة أشد لهذا الخط، كان معاناته واضحة في الاحتفاظ بالكرة وإخراجها بشكل سليم.
ويمكنك أن تلاحظ أن مجرد الدفع بسيرجي روبرتو قد صنع الفارق، فبمجرد اشتراك لاعب قادر على الضغط والركض خلف الكرة باستمرار تحسن مستوى برشلونة حتى وإن كان من اشترك هو روبرتو الذي يقدم بعض المباريات الجيدة هذا الموسم، أمّا على مستوى الأطراف فإن الحاجة الشديدة لمساهمات يامال ورافينيا في المرتدات فرضتا تمركزات أكثر استعدادًا للخروج للمساحات بمجرد خطف الكرة.
في نهاية الأمر، فإن تأهل برشلونة كان متوقعًا؛ لكنه كان مُفرحًا لجماهير النادي وإدارته التي ستحصد ما يزيد عن الـ10 ملايين يورو جراء التأهل، وهي ملايين مهمة لإدارة النادي الكتالوني لمساعدته في توفير السيولة اللازمة على المدى القصير لخوان لابورتا علّه يكون سعيد الحظ بقرعة رحيمة في ربع النهائي لكن كل المؤشرات والأندية المتأهلة تخبرك أنها لن تكون كذلك.