حرب السودان.. تفاقم الأزمة وشبح الجوع يهدد حياة الأطفال
بعد أكثر من أحد عشر شهراً منذ اندلاع القتال بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة العسكرية السودانية، تدهورت الأوضاع الإنسانية بشكل كبير في بلد كان يعاني أصلا من أزمة اقتصادية طاحنة.
وخلفت المعارك آلاف القتلى وثمانية ملايين نازح، وقد أدخلت السودان في واحدة من أسوأ الأوضاع الغذائية في العالم.
سوء التغذية في السودان
ويعاني أكثر من 2.9 مليون طفل من سوء التغذية، و729 ألف طفل إضافي دون سن الخامسة من سوء تغذية حاد، وهو أخطر أشكال الجوع.
وأصبح قصف المدنيين وتدمير البنية التحتية والاغتصاب والنهب والتهجير القسري وحرق القرى ممارسات يومية تؤثر في 48 مليون سوداني.
وقبل عشرين عاما، شهدت دارفور أكبر أزمة جوع في العالم، ووحد العالم آنذاك جهوده لمواجهتها ولكن السودانيين منسيون اليوم.
وفي جنوب السودان، حيث لجأ 600 ألف شخص هربا من الحرب، يعاني طفل من كل خمسة أطفال في مراكز الإيواء عند الحدود من سوء التغذية.
وكانت منظمة أطباء بلا حدود أكدت بوقت سابق أن طفلا يموت كل ساعتين في مخيم زمزم للاجئين في دارفور.
إنعدام الأمن الغذائي
ويعانى 18 مليون سوداني من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وصار خمسة ملايين منهم على شفا المجاعة، في حين كابد العاملون في مجال الإغاثة الإنسانية الذين يساعدونهم، من صعوبات في التنقل ونقص كبير في التمويل.
تحذيرات المنظمات بسبب الأوضاع بالسودان
وحذرت منظمات أممية من وفاة آلاف الأطفال والنساء الحوامل خلال الأشهر المقبلة، بسبب الجوع وضعف تمويل الاستجابة الإنسانية للأزمة في السودان.
وأكدت منظمات، أن هناك ما يقرب من 230 ألف طفل وامرأة حامل وأم جديدة، قد يموتون في الأشهر المقبلة بسبب الجوع، ما لم يتم توفير تمويل عاجل لإنقاذ الحياة للاستجابة للأزمة الهائلة والمتفاقمة في السودان.
ويحتاج حوالي 25 مليون شخص، منهم أكثر من 14 مليون طفل، إلى احتياجات إنسانية، وسط مخاوف من تفاقم أوضاعهم الحياتية والمعيشية في ظل استمرار النزاع.
تصاعد وتيرة العنف في السودان
ومع تصاعد وتيرة العنف، تزايدت أزمة الجوع في ولايات دارفور غربي السودان، إثر الاشتباكات المتواصلة بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، وتوقف وصول المساعدات الإنسانية.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، حربا ضد قوات"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، حربا خلفت أكثر من 13 ألفا و900 قتيل ونحو 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.