رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

علي الزبيدي يكتب: في الصميم.. الخالصي الكبير والمنهج الوطني المستقل

نشر
الأمصار

مرت يوم الجمعة الماضي ذكرى استشهاد شيخ مجاهدي العراق والأمة العربية والاسلامة في القرن العشرين الشيخ مهدي الخالصي الكبير مقاوم الاحتلال البريطاني منذ اللحظة التي وطأت به اقدام الغزاة أرض العراق في العام ١٩١٤ حيث قاد جموع المجاهدين وتقابل مع القوات الغازية في منطقة اهوار الحويزة هو وولده الشيخ محمد ومعه الاف المقاتلين إلى ان احتلت بغداد من قبل الانكليز في ١١ اذار عام ١٩١٧ لكن الشيخ الخالصي الكبير سعى وبكل جهده الى تثوير العشائر العراقية من الشمال الى الجنوب وخاصة مناطق الفرات الاوسط حيث توجت جهوده ومن معه من الثائرين باعلان الثورة العراقية الكبرى في ١٩٢٠.

وبعد انتهاء الثورة وجد البريطانيون ان من مصلحتهم اعلان العراق مملكة تحت حكم الامير فيصل بن الحسين أمير مكة واشترط العراقيون لقبول هذا المقترح أن تكون ملكية دستورية مستقلة وعقدت اجتماعات كثيرة لهذا الغرض واهمها اجتماع مدينة الكاظمية الذي اكد فيه المجتمعون على دستورية المملكة واستقلالها وفي العام ١٩٢١ نودي بالامير فيصل ملكا على العراق وايد ذلك الشيخ الخالصي ذلك وبايع فيصلا وبعد عام من البيعة وجد الشيخ الخالصي الكبير ان الملك فيصل الاول لم يخرج العراق والمملكة من سيطرة المحتل البريطاني فخطب بالجموع المحتشدة في المدرسة الزهراء التي ارادها ان تكون جامعة اسلامية وعلمية كالازهر الشريف خطب قائلا (لقد بايعنا فيصلا على شروط ولم يلتزم بها فلم تعد له بدمتي وذمة الشعب العراقي اي بيعة) هذه الجملة القصيرة اشعلت النار في البلاط الملكي ولدى المندوب البريطاني فعمل الطرفان على التضيق على الشيخ الخالصي الكبير والفت في عضده من خلال التهديد باستعمل الطائرات الحربية والقوات العسكرية اذا لم يغادر نجلة الشيخ محمد العراق خلال ٢٤ ساعة وبعدها بعام تم نفي الشيخ مهدي الخالصي الكبير الى الحجاز ومنها الى ايران حيث دس له السم على يد احد موظفي السفارة البريطانية في طهران وهنا  ثارالشارع العراقي وماجت الجموع ونددت باغتيال احد رموز العراق الوطني صاحب منهج الاعتدال والانتماء الوطني للعراق ومحيطه العربي والاسلامي ان منهج الشيخ مهدي الخالصي الكبير  حري بمراكز البحوث والدراسات ان تخضعه للتحليل والدراسة  وان تضعه منهاج عمل لكل الوطنيين الاحرار كونه يمثل الانموذج الامثل في الدفاع عن الاوطان ورفض الاحتلال بكل اشكاله.

لقد كان الشيخ مهدي الخالصي الكبير يمثل احد قادة الاستقلال الوطني في بدايات القرن العشرين الى جانب المهاتما غاندي وسعد زغلول وهذا ما اشار اليه الشاعر العراقي الشعبي الكبير عبود الكرخي حيث قال في وصفه:
(غاندي بالهند زغلول بمصر  وانت ثالثهم يمهدي بهل القطر).

كما إن بغداد ومدن العراق وعدد من العواصم العربية اقامت مجالس العزاء لتأبين هذه الشخصية الدينية والوطنية الشامخة ومما جاء في  قصيدة شاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري في رثاء الخالصي الكبير هذه الابيات:
قومي البسي بغداد ثوب الاسى   إن الذي ترجينه غيبا
قومي افتحي صدرك قبرا له      وطرزيه بورود الربى
ودرسي نشأك تاريخه             فإن فيه المنهج الأصوبا
ردي الى اوطانه نعشه           لا تدفني في فارس يعربا