ليلة القدر.. لماذا أخفى الله موعدها وما علاماتها؟
يلتمس المسلمون في العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم ليلة القدر لما لها من فضائل بينتها الشريعة الإسلامية.
الأحاديث النبوية دلت على أنها في العشر الأواخر من رمضان، وبعضها حددها في الليالي الوترية من العشر الأواخر، واستنبط العلماء أنها قد تكون في ليلة السابع والعشرين من رمضان.
ويرى بعض العلماء أن ليلة القدر متحركة، وتتغير كل عام ليوم مختلف في الليالي الوترية من العشر الأواخر من رمضان.
وتعد ليلة القدر ليلة مميزة وعظيمة في الإسلام، ومن الليالي الكريمة في شهر رمضان المبارك، وتعرف أيضًا باسم "ليلة القدر المباركة"، وخصها الله في العشر الأواخر من شهر رمضان وتحديدًا في الليالي الفردية منها، وأخفاها حتى يجتهد المسلم في جميع الأيام العشر بالصلاة والدعاء والصيام والذكر وقراءة القرآن الكريم.
موعد ليلة القدر
ويتحرى المسلمون ليلة القدر في الليالي الوترية، حيث أخفى الله ليلة القدر في أيام شهر رمضان؛ حثًّا للصائمين على مضاعفة العمل في رمضان، وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجتهد في طلبها في العشر الأواخر من رمضان.
الليالي الوترية
وستوافق الليالي الوترية 2024 هذا العام كما يلي:
• ليلة 21 رمضان تبدأ من مغرب يوم السبت 30-3-2024م وتنتهي بفجر يوم الأحد 31-3-2024
• ليلة 23 رمضان تبدأ من مغرب يوم الاثنين 1-4-2024م وتنتهي بفجر يوم الثلاثاء 2-4-2024
• ليلة 25 رمضان تبدأ من مغرب يوم الأربعاء 3-4-2024م وتنتهي بفجر يوم الخميس 4-4-2024
• ليلة 27 رمضان تبدأ من مغرب يوم الجمعة 5-4-2024 وتنتهي بفجر يوم السبت 6-4-2024
• ليلة 29 رمضان تبدأ من مغرب يوم الأحد 7-4-2024م وتنتهي بفجر يوم الإثنين 8-4-2024م
فضل ليلة القدر
وحث النبي صلى الله عليه وسلم على اغتنام العشر الأواخر من رمضان، بالخير والطاعات والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة والدعاء، بالإضافة إلى تحري ليلة القدر في ليالي الوتر من العشر الأواخر من رمضان، فقال صلى الله عليه وسلم: «تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان.
ولفضلها وعظمتها أخفاها الله في العشر الأواخر من رمضان؛ لِيَجِدَّ المسلم في طلبها، ويعمل من أجل الحصول على خيرها، ولكي يحرص المسلم على اغتنام الأيام كلها ويواصل عبادته ومضاعفة العمل في هذا الشهر الكريم، وأرجح ما ذهب إليه العلماء أنها ليلة السابع والعشرين.
الثواب يعادل عبادة 83 سنة
وتتعدد فضائل ليلة القدر فهي ليلة مباركة ومُشرفة بذكرها في القرآن الكريم، كما إنها ليلة خير من ألف شهر أي بما يزيد على 83 سنة وأربعة أشهر وهو ثواب عبادة عُمر بأكمله أو أكثر، ولذلك نوضح لكم فضائل ليلة القدر وعجائبها كالتالي:
ورد ذكر ليلة القدر في أحاديث نبوية عديدة توضح فضائل ليلة القدر وعظم مكانتها عند الله عز وجل فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه".
سبب تسميتها بالقدر
وما يوضح فضائل ليلة القدر اسمها فالقدر معناه الشرف والتعظيم، كما قيل إن اسم هذه الليلة بليلة القدر لأن المقادير تقدر وتكتب فيها فيقضي الله فيها من أمور تحدث في السنة، بينما قال الخليل بن أحمد "إنما سُمِّيت ليلة القدر؛ لأنَّ الأرض تضيق بالملائكة؛ لكثرتهم فيها تلك الليلة؛ من القَدْر وهو التضييق".
ليلة الخيرات
وتتضح فضائل ليلة القدر في كونها مذكورة في القرآن الكريم، وفي كونها ليلة خير من ألف شهر كما قال الله عز وجل، وعن أنس رضي الله عنه قال: دخل رمضان، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "إنَّ هذا الشهر قد حضرَكم، وفيه ليلةٌ خير من ألف شهر، مَن حُرِمَها فقد حُرِم الخير كلَّه، ولا يُحرَم خيرَها إلاَّ محرومٌ".
ليلة سلام حتى الفجر
ليلة القدر سلام هي حتى مطلع الفجر ففيها السلام من العقاب والعذاب بما يقوم به العبد من طاعات لله عز وجل، فهي ليلة سلام للمؤمنين ويستحب فيها الإكثار من دعاء اللهم اعتق رقابنا من النار، وكذلك دعاء ليلة القدر الذي أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم "اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا"، وغيرها من دعاء مستجاب في ليلة القدر.
عجائب ليلة القدر
- نزول القرآن الكريم
ليلة القدر لها فضائل عديدة جمعت مكارم العام كله بين ساعاتها التي تبدأ من بعد المغرب حتى مطلع الفجر، ومن أهم عجائب ليلة القدر، هو نزول القرآن الكريم في هذه الليلة الموصوفة بالمباركة، فقال ابن عباس: أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا، ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
سورة تُتلى إلى يوم القيامة
ومن عجائب ليلة القدر أيضًا أن أنزل الله فيها سورة كاملة تتلى إلى يوم القيامة لتذكر العباد بفضلها "إنا أنزلناه في ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر، تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر، سلام هي حتى مطلع الفجر"، وتعدل ليلة القدر ألف شهر كمن قام وعبد وذكر الله خلال هذه المدة الطويلة.
نزول الملائكة بأعداد لا حصر لها
تتنزل الملائكة بأعداد لا حصر لها في ليلة القدر فتهبط من كل سماء ومن سدرة المنتهى فينزلون إلى الأرض ويؤمنون على دعاء الناس حتى طلوع الفجر، وعن أنس قال: قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "إذا كان ليلة القدر نزل جبريل في كبكبة من الملائكة، يصلون ويسلمون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر اللّه تعالى".
علامات ليلة القدر
ومن علامات ليلة القدر، كما ورد الإمام القرطبي في «تفسيره» لسورة القدر قوله: في علاماتها: منها أن الشمس تطلع في صبيحتها بيضاء لا شعاع لها. وقال الحسن قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ليلة القدر: "إِنَّ مِنْ أَمَارَاتِهَا: أَنَّهَا لَيْلَةٌ سَمْحَةٌ بَلْجَةٌ، لَا حَارَّةٌ وَلَا بَارِدَةٌ، تَطْلُعُ الشَّمْسُ صَبِيحَتَهَا لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ".
وعلامات ليلة القدر اتفق حولها العلماء سلفا وخلفا، ولم يختلف عليها أحد، كما أبلغ بها النبي أصحاب، وعلامات ليلة القدر قد تظهر في أحد الأيام الزوجية وليس شرطا أن تكون في الأيام الفردية، وذلك نظرًا لاحتمالية وجود خطأ في الحسابات الفلكية في أحد الشهور الهجرية وهذا الخطأ وارد، لذلك نحرص على الاجتهاد في جميع الأيام العشر.
دعاء ليلة القدر
- "اللهم إنك عفو كريم عظيم تحب العفو فأعف عني".
- "ربي في هذه الليالي الطيبة المباركة وَفِّرْ حَظِّي فِيهِ مِنَ النَّوَافِلِ، وَ أَكْرِمْنِي فِيهِ بِإِحْضَارِ الْأَحْرَارِ مِنَ الْمَسَائِلِ، وَ قَرِّبْ وَسِيلَتِي إِلَيْكَ مِنْ بَيْنِ الْوَسَائِلِ، يَا مَنْ لَا يَشْغَلُهُ إِلْحَاحُ الْمُلِحِّينَ".
- "اللهم إن كانت ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان فارْزُقْنِي التَّجافِي عَنْ دارِ الْغُرُورِ، وَالإِنابَةَ إِلى دارِ الْخُلُودِ، وَالاسْتِعْدادَ لِلْمَوْتِ قَبْلَ حُلُولِ الْفَوْتِ".
- "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي. واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر".
- اللهم إني أعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن، والبخل، والهرم، وعذاب القبر.. ربي آت نفسي تقواها، وزكها، أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.. اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها".
- "لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ".