منظمة الصحة العالمية: السودان يواجه أزمة إنسانية مدمرة
قالت منظمة الصحة العالمية، إن السودان يواجه أزمة مدمرة حيث يحتاج 24.8 مليون شخص (شخص كل ثانية تقريبا) إلى مساعدة عاجلة في عام 2024، أي أكثر من الثلث مقارنة بالعام الماضي.
نزوح 8.1 مليون شخص
وأوضحت المنظمة، أن الصراع الدائر في السودان أدى لنزوح 8.1 مليون شخص منهم 6.3 مليون نزوح داخلي و1.8 مليون اضطروا للفرار الى الخارج، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الخميس.
وأكدت، أن الصراع بالسودان تسبب في معاناة هائلة حيث قتل ما لا يقل عن 14 ألفا و600 شخص وجرح 33 ألفا أخرين.
وأوضحت، أن المدنيين يتأثرون وخاصة النساء والأطفال بشكل كبير كما يتزايد تفشي الأمراض بما في ذلك الكوليرا والحصبة والملاريا وفيروس شلل الأطفال من النوع 2 وحمى الضنك وذلك في ظل انقطاع خدمات الصحة العامة الأساسية.
وأفادت المنظمة، بأن حوالي 70-80 بالمائة من المرافق الصحية أصبحت غير عاملة في فبراير 2024، وذلك بزيادة عن التقديرات السابقة قبل شهرين، كما وصل انعدام الأمن الغذائي إلى مستوى قياسي حيث يعاني ما يقرب من نصف الأطفال من سوء التغذية الحاد، وأكد تحديث المنظمة أن تقديم المساعدات يمثل تحديا كبيرا بسبب انعدام الأمن والبنية التحتية المتضررة والموارد المحدودة.
وذكرت منظمة الصحة العالمية، أن الوضع الصحي في السودان هو – عاصفة كاملة – وذلك مع نظام رعاية صحية معطل وإمدادات غذائية متقطعة وانتشار المرض على نطاق واسع، وأكدت أن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع وقوع المزيد من الكوارث.
الإمدادات الطبية
وأكد ممثل منظمة الصحة العالمية في جنوب السودان الدكتور همفري كاراماجي أن المنظمة تمكنت من إيصال أكثر من 50 طناً مترياً من الإمدادات الطبية إلى مناطق النيل الأزرق وجبال النوبة في السودان، والتي من المتوقع أن تخدم حوالي 830 ألف شخص خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة .. أوضح كاراماجي أن الصراع المستمر في السودان أعاق بشكل كبير قدرة مكتب منظمة الصحة العالمية في السودان على الوصول إلى الإمدادات الطبية الطارئة الأساسية وتوصيلها إلى مناطق النيل الأزرق وجبال النوبة واستجابة لذلك تعاون المكتب مع نظيره في دولة جنوب السودان المجاورة لتسهيل توصيل هذه الإمدادات الأساسية.
حيث قام مكتب المنظمة بجنوب السودان بتخزين الكميات المطلوبة من المخزونات الموجودة في المناطق المتاخمة للحدود السودانية تمهيدا لنقلها إلى المناطق المتضررة من النزاع.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في جنوب السودان :"بما أن الخدمات اللوجستية تلعب دوراً حاسماً في الاستجابة لحالات الطوارئ ، يجب أن تكون لدينا قدرة لوجستية قوية لضمان التسليم السريع للإمدادات إلى المناطق المتضررة ، ويشمل ذلك وجود شبكات نقل قوية ومخزونات ونظام توزيع فعال".
وأفاد المسؤول الأممي بأن هذه الإمدادات تضمنت مجموعات أدوات الطوارئ الصحية المشتركة بين الوكالات ، وأدوات فحص الكوليرا وعلاجها، وأدوات إدارة الحصبة والأمراض غير المعدية والمضاعفات الطبية المرتبطة بسوء التغذية الحاد الوخيم لدى الأطفال دون سن الخامسة، وأدوات إدارة الصدمات والجراحة الطارئة.
جدير بالذكر أن هذه هي المرة الثانية التي يتمكن فيها مكتب المنظمة في جنوب السودان من تسليم المساعدات إلى السودان منذ اندلاع الصراع في أبريل 2023.