ولاية القضارف تتحول لساحة حرب جديدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع
زعمت ميليشيا قوات الدعم السريع، أنها قتلت وأسرت المئات من قوات الجيش السوداني والحركات المسلحة شرقي البلاد، حيث وقعت اشتباكات بين قوات الجيش والدعم السريع في المنطقة الشرقية المجاورة لولاية الجزيرة، في حين قامت القوات الجوية بتنفيذ هجمات جوية ضد مواقع تلك القوات في ثلاث جبهات داخل ولاية الجزيرة.
وبحسب ما ذكره مصدر عسكري مطّلع في الجيش، فقد تمكّنت القوات المتقدمة في جبهة ولاية القضارف بشرق السودان من تحقيق تقدم إضافي بسيطرتها، أمس الأحد، على مدينة القلعة البيضاء التابعة لمحلية أم القرى، والتي تقع على بُعد نحو ثلاثين كيلومترًا شرق مدينة ود مدني.
وأصدرت ميليشيا الدعم السريع بيانا عبر حسابها بموقع “إكس”، زعمت خلاله أنه على “تخوم منطقة الفاو بولاية القضارف، كبدت العدو، خسائر فادحة في الأرواح بالمئات ومثلهم من الأسرى والجرحى، واستولت على أعداد كبيرة من العتاد الحربي منه عدد 67 عربة قتالية بكامل عتادها العسكري وحرق نحو عشرين عربة قتالية، وتدمير عدد 2 دبابة واستلام 3 دبابة”.
وأضافت، “لقد حذرنا مرتزقة الحركات من أي محاولة للدخول في أتون هذه الحرب، لكنهم لم يستبينوا النصح حتى تذوقوا اليوم مرارة الهزيمة والخذلان على أيدي أشاوس قواتنا الأبطال الذين لقنوهم دروسًا في البسالة والإقدام”.
وتابع البيان: “الملحمة التي سطرها الأشاوس اليوم، تضاف إلى سلسلة الملاحم البطولية نحو الخلاص من عصابة ومليشيا البرهان الإرهابية، وفتح طريق آخر لبناء الدولة السودانية على أسس جديدة عادلة تحقق المساواة بين جميع الشعوب السودانية التي عاشت عهودًا من الظلم والاستبداد”.
تقدم وحدات الجيش السوداني
يذكر أن وحدات الجيش السوداني تقدمت، الخميس الماضي، من الخياري التي تفصل بين ولايتي القضارف والجزيرة، واستولت على منطقتي أم فقشة وحفيرة الواقعتين في أعماق ولاية الجزيرة.
وذكر المصدر العسكري، أن معارك شديدة العنف تحدث قرب بلدة الشبارقة، التي تقع على مسافة حوالي ثلاثين كيلومتر من مدينة ود مدني.
بثت الدعم السريع مقاطع فيديو تظهر مشاهد للمواجهات عند أطراف منطقة الفاو في ولاية القضارف، وأشارت إلى أنها ألحقت خسائر فادحة بالجيش وقوى الحركات الموالية للجيش. كما عرضت صورًا تُظهر أسرى وقتلى بالإضافة إلى دبابة ادعت أنها استولت عليها من قوات الفاو.
نفى العميد أبو عاقلة كيكل، قائد قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة، أي تحقيق للجيش لتقدمات ميدانية في الولاية. وأشار في تصريح نشرته قوات الدعم السريع عبر منصة إكس بان، إلى أن قواته ستستولي على منطقة جديدة بمثابة مفاجأة مع اقتراب عيد الفطر، وفقاً لتصريحاته.
سيطرت قوات الدعم السريع على أجزاء كبيرة من ولاية الجزيرة في شهر ديسمبر السابق، وامتد نفوذها حتى حدود ولاية سنار في الجنوب، إلا أنها لم تنجح في الاستيلاء على منطقتي المناقل والقرشي في الجانب الغربي من الولاية.
ذكرت مصادر من القوات المسلحة السودانية أن سلاح الجو قام بتنفيذ هجمات جوية، استهدفت من خلالها عدة مناطق نشطت فيها قوات الدعم السريع بمنطقة الجزيرة في قلب السودان.
بناءً على ما ورد من المعلومات، فإن الضربات الجوية قد وجهت نحو مواقع قوات الدعم في القسم الجنوبي لولاية الجزيرة في عدة مواقع وهي ود الحداد، والشكابة الجاك، والحاج عبد الله، بالإضافة إلى منطقة في الجهة الغربية لسكر سنار.
تضمنت الهجمات الجوية كذلك مدينة عرب التي تقع في الغرب من ود مدني، العاصمة الإقليمية لولاية الجزيرة، بالإضافة إلى منطقة الشبارقة التي تقع إلى الشرق من ود مدني.
يقوم الجيش بمحاصرة قوات الدعم السريع التي تتمركز في ولاية الجزيرة من ثلاثة جهات رئيسية، بما في ذلك محور القضارف من الشرق، ومحور سنار من الجنوب، ومحور المناقل من الغرب.