تونس: تعزيز الرقابة على الدعم المقدم للمشاريع الاستثمارية الكبرى
أعلنت وزارة الاقتصاد والتخطيط في تونس، عن إنشاء لجنة وطنية تتبع الهيئة التونسية للاستثمار وستكون لهذه اللجنة مهمة دراسة الدعم الممنوح للمشاريع التي تتجاوز تكاليف استثمارها 15 مليون دينار.
وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز الشفافية والكفاءة في تخصيص الأموال العامة بهدف تحفيز الاستثمار في البلاد.
ويأتي هذا القرار ضمن الأمر رقم 182 لسنة 2024 المتعلق بتعديل واتمام الأمر الحكومي رقم 389 لسنة 2017 بشأن الحوافز المالية للاستثمارات التي تتم وفقا لقانون الاستثمار، كما يحدد الأمر معايير توسيع وتجديد المشاريع التي تتجاوز سقف 15 مليون دينار.
لجنة وطنية لدراسة المشاريع
وبموجب هذا الأمر، تم إنشاء عدة لجان على مستويات مختلفة لدراسة المشاريع الاستثمارية في تونس، وسيتم تشكيل لجنة وطنية لدراسة المشاريع التي تتراوح تكاليف استثمارها بين مليون دينار و15 مليون دينار. وبالإضافة إلى ذلك، سيتم إنشاء لجان إقليمية للمشاريع الصغيرة، وكذلك لمشاريع سياحية وزراعية محددة.
وتتولى اللجنة الوطنية في تونس بالتعاون مع الديوان الوطني التونسي للسياحة دراسة المشاريع السياحية التي تقل كلفتها عن مليون دينار، ويضبط تكوينها وتشغيلها بقرار مشترك بين الوزراء المكلفين بالاستثمار والمالية والوزير المكلف بتصرفها.
ومن المهم الإشارة إلى أن الهياكل الاستثمارية ستتولى دراسة المشاريع الصغيرة التي لا تتجاوز كلفتها 200 ألف دينار، فضلا عن استثمارات الفئة “أ” في قطاعات الفلاحة وصيد الأسماك وتربية الأحياء المائية، وستسترشد هذه الهياكل بعملية مبسطة محددة في دليل الإجراءات.
ويهدف هذا النهج الحكومي إلى تبسيط تقديم المنح وضمان استخدام الأموال العمومية بشكل فعال لتحفيز التنمية الاقتصادية في البلاد، ومن خلال تعزيز الرقابة والإشراف على المشاريع الاستثمارية، تسعى سلط الاشراف إلى تعزيز بيئة الأعمال المواتية وتشجيع المزيد من الاستثمار المحلي والأجنبي في مختلف القطاعات الرئيسية لاقتصادها.
إنجازات مهمة
توفقت تونس خلال سنة 2023 إلى استقطاب استثمارات دولية بقيمة 2522.3 مليون دينار، بزيادة بنسبة 13.5٪ مقارنة بسنة 2022، متجاوزة بذلك الهدف المرسوم لكامل السنة الفارطة والمحدد بقيمة 2500 مليون دينار.
وأظهرت البيانات الإحصائية لكالة النهوض بالاستثمار الخارجي، أن استثمارات الحافظة المالية (الاستثمار في البورصة)، حققت قفزة هامة لتمر من 7.6 مليون دينار في 2022 إلى 136.8 مليون دينار سنة 2023.
وسجلت الاستثمارات الدولية المباشرة نموا بنسبة 7.7٪ لتبلغ مع نهاية السنة الفارطة 2385.5 مليون دينار مقابل 2214.6 مليون دينار في 2022.
وبحساب سعر صرف الدينار في تونس بلغ إجمالي قيمة الاستثمارات الدولية في العام الماضي 812 مليون دولار أو 751 مليون أورو.
وتمكنت تونس، على هذا الأساس، من تجاوز الأهداف المرسومة في جذب الاستثمارات الدولية والمحددة بقيمة 2500 مليون دينار ولئن كان الرقم المحقق محترما الا أنه بإمكان تونس تسجيل أفضل من ذلك من منطلق الإمكانيات والطاقات الواعدة التي تزخر بها لمزيد استقطاب الاستثمارات الدولية.
كما أن تحليل التوزيع القطاعي للاستثمارات الدولية، يبين أن القطاع الصناعي وخاصة الصناعات المعملية أخذت المشعل على قطاع الطاقة الذي أضحى يمثل 20٪، فقط من إجمالي الاستثمارات الدولية المتدفقة على تونس مما يؤكد وجود نسيج صناعي متطور جدّا في تونس مكن من أحداث القيمة المضافة وبات يمثل 62٪ من إجمالي الاستثمارات الدولية مقابل 30٪ قبل 2011.