عمليات القصف الجوي.. الخطر الجديد بالولايات الآمنة في السودان
لا تزال الحرب المستعِرة في السودان بعد استحداث عمليات القصف الجوي المنفردة، التي أصبحت تصل أماكن بعيدة مئات الأميال عن جبهات القتال بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني تطال أماكن كانت حتى الساعة بمنأى نسبياً عن القصف والمعارك.
ولاية سنار السودانية
أوضح المدير التنفيذي لمحلية سنجة حاضرة بولاية سنار السودانية، ناصر عبدالله ناصر رئيس لجنة أمن المحلية، عن عمليات القصف الجوي أن ما تعرضت له مناطق خلوية حول مدينة سنجة، الجمعة، جاء نتيجة إحداثيات خاطئة من قبل طائرة “انتنوف”.
وأكد أن الحادثة في عمليات القصف الجوي راح ضحيتها شخصين ونفوق ٤ رؤوس من الضأن بالقرب من منطقة حريري شمال مدينة سنجة بولاية سنار السودانية.
وترحم المدير التنفيذي على ارواح الشهداء، وقال إن الأجهزة المختصة قامت بواجبها المهني وأصدرت بيانها حول الحادثة، مؤكدا أن الأمور تحت السيطرة وليس هنالك ما يدعوا إلى زعزعة الامن وازعاج المواطنين داعيا كافة المواطنين بمحلية سنجة خاصة مدينة سنجة بممارسة عملهم وحياتهم بصورة طبيعية.
وكانت أصوات رصاص قد سمعت امس بالقرب من منطقة حريري بمحلية سنجة بولاية سنار السودانية؛ ما أصاب مواطني تلك المنطقة بالخوف من العودة إلى منازلهم.
وتضاربت أنباء بشأن ضرب طائرة عسكرية لمنطقة ريفية بالقرب من حاضرة ولاية سنار السودانية سنجة، في وقت أكد شهود أن الطائرة من طراز (أنتنوف) ألقت 3 قنابل في منطقة محاذية للنيل ما أدى لمقتل 3 أطفال رعاة وشخص رابع يعمل حارس بمزرعة بجانب بعض الماشية.
كما وصل التوم هجو رئيس كيان الوسط إلى ولاية سنار بالزي العسكري، حيث توعد في تسجيل مرئي قوات الدعم السريع بتطهير السودان منهم.
واشتعلت معارك غرب ولاية سنار السودانية التى راح ضحيتها المئات من أبناء المنطقة، وانتشرت الأخبار عن انفتاح العمليات العسكرية، خلال اليومين الماضيين؛ لتشمل مناطق حول سنجة والدندر قصف بالطيران وقوات مهاجمة فى شرق سنار وقصف مدفعى فى رمضان فى السوق الشعبى وكساب ودوبا وسقوط ضحايا فى ود العباس.
وتعد سنار ولاية سودانية تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من البلاد بين خطي عرض 12:5 و14:7 وخطي طول 32:58 شمالًا و35:42 شرقًا في وسط الحزام الطيني، وتحد الولاية من ناحية الشمال ولاية الجزيرة ومن ناحية الجنوب ولاية النيل الأزرق ومن الشرق ولاية القضارف والحدود «السودانية - الأثيوبية» بينما تحدها ولايتي النيل الأبيض وأعالي النيل بدولة جنوب السودان من جهة الغرب وتقع حاضرة الولاية مدينة سنجة على بُعد 360 كيلومتر جنوب شرق ولاية الخرطوم.
تأسست مملكة سنار في عام 1504 وكانت تعرف أيضا “بمملكة الفونج” والسلطنة الزرقاء وكان لقب “السنانير” يطلق على رعاياها.
وتعتبر”مملكة سنار” أول دولة عربية إسلامية قامت بالسودان بعد انتشار الإسلام واللغة العربية نتيجة لتزايد الوجود العربي والتصاهر بين العرب والنوبة، واهتم ملوك سنار بالعلم حيث أقاموا رواق السنارية في الأزهر بالقاهرة من أجل طلاب مملكة سنار المبتعثين إلى هناك، وشجّعوا هجرة علماء الدين الإسلامي للهجرة إلى السودان للدعوة ونشر العلم.
وأنشأ أحد سلاطين مملكة سنار ويدعى “بادي الأحمر ” وقفا “بالمدينة المنورة” لاستقبال الزوار من مملكته للإقامة هناك عند زيارتهم للأراضي المقدسة ولا يزال جزء من أوقاف السودان هناك.
عطبرة
قتل 6 أشخاص على الأقل وأصيب أكثر من 18آخرين الثلاثاء، في عمليات القصف الجوي من قصف نفذته طائرة مسيرة على افطار جماعي لعناصر يتبعون لكتيبة البراء بن مالك داخل صالة “انفنتي” بوسط مدينة عطبرة بولاية نهر النيل شمالي السودان.
وتعد كتيبة البراء، بن مالك المحسوبة على الإسلاميين وقادة النظام السابق من ابرز الفصائل التي تقاتل مع الجيش في حربه ضد الدعم السريع، ويعتبر هذا الهجوم الأول من نوعه الذي يستهدفها خارج العاصمة الخرطوم، وأفادت معلومات ان الدعوة للافطار شملت قادة الكتيبة في عديد من ولايات السودان.
ولم تتحدث حكومة نهر النيل عن تفاصيل الحادثة وهوية المسيرة التي قصفت الإفطار، لكن معلومات حصلت عليها سودان تربيون أكدت أن المسيرة انطلقت من منطقة “العكد” الواقعة بين الدامر وعطبرة.
وقال شهود عيان في عطبرة لسودان تربيون إن القصف وقع بعد دقائق من الإفطار وأن مسؤولين حكوميين كانوا حضورا في الافطار الذي أقيم بالصالة الواقعة وسط المدينة قرب السوق الرئيسي وبنك السودان المركزي.
ورجح الشهود ارتفاع عدد القتلى بعد نقل عدد كبير من المصابين الى مستشفيى عطبرة والشرطة بعضهم في حالة خطيرة.
وقالت مصادر متطابقة في عطبرة لسودان تربيون، إن قائد كتيبة البراء المصباح ابو زيد كان موجودا داخل الصالة لكنه غادر قبل الحادث بوقت وجيز.
وشوهدت جثث متفحمة واخرى لمصابين بينما سمع سكان الأحياء المجاورة لمنطقة القصف دويا عنيفاً لحظة إطلاق المسيرة القذيفة على الصالة وتأثرت جراء الانفجار عدة مباني مجاورة للصالة بينها بنك ام درمان الوطني.
وعلى الفور نشرت السلطات الأمنية عددا من الجنود حول مكان الحادثة، واغلقت سوق عطبر، كما تم .نشر دبابات و قوات ضخمة من الجيش على جسرأم الطيور والجسرالرئيسي جنوب عطبرة والجسر القديم الرابط بين عطبرة والدامر.
ومنعت الأجهزة العسكرية بعد عمليات القصف الجوي السيارات من المرور لداخل المدينة وامرت السائقين بالتوقف لحين تلقيها اشعار بالسماح لهم بالمرور وفقا لشهود العيان.
وبحسب معلومات لاحقة فإن الأجهزة الأمنية أوقفت متهمين في منطقة العكد وبدأت في اخضاعهم للتحقيق.
القضارف
أفاد مسؤول أمني وشهود عيان في ولاية القضارف، عن عمليات القصف الجوي أن المسيّرات قامت بقصف مقرّات تابعة للجيش وجهاز الأمن والمخابرات السودانية، لكنها لم تحدث أضراراً. وأضاف أن مسيّرة أخرى قصفت المنطقة الواقعة أمام مقر الجهاز القضائي المجاور لمبنى جهاز الأمن.
في الوقت نفسه أفاد شهود عيان في الولاية التي تبعد حوالي 450 كيلومترا شرق العاصمة الخرطوم عن قيام مسيّرة ثالثة بقصف مقر الجيش في القضارف، من دون الإشارة إلى وقوع خسائر، فضلا عن سماع "أصوات كثيفة للمضادات الأرضية".
كما أكد مسؤول عسكري تعرّض مقرّ الفرقة الثانية للجيش السوداني بمنطقة "الفاو" بولاية القضارف للقصف.
لاحقا أكد والي ولاية القضارف المكلف محمد عبد الرحمن على أن "الوضع أصبح الآن آمنا ومستقرا بالولاية".