د. صباح ناهي يكتب: الحنين
التحولات في المجتمعات كثيرة
يمكن النظر اليها في مجتمعنا العراقي الذي بت ُمجبرا النظر اليها، من بعد الف كيلو مترا حيث أقيم في عاصمة خليجية متقدمة في الدخل والعيش والحياة المكفولة ، لمواطنيها ،
سأمعن النظر إلى حقبة الخمسين سنة الفائته ، التي شكت وعيي الاجتماعي في العاصمة بغداد ناقص ما يقرب من عشرين سنة اخيرة أترقبها ، أجدني في صورة المتعلم الذي انتمى قسرا ً للسياسة والوظيفة لكنه أدمن الصحافة وأحبها وازعم التفوق فيها مهنيا ومعرفيا دراسة وتدريس كتابة وإدارة مهنية ،،لأسال :
اين صار أقراني ؟ و هذا المورق لي في تقيم تقدمي وتراجعي، وجودي ارتقائي ومحاولات التفاعل في بيئات اخرى ، ومعرفة خباياها ، و أخلص إلى أزمتي في النظر إلى أقراني ، وأصدقاء عمري من كل البيئات العراقية في العاصمة المحافظات، والأقضية والنواحي ، لعقد مقارنة معهم ، لكني اجزم بان غالبيتهم يعيشون سن "الوشوك " على التقاعد والمراجعة لما حدث في حياتهم المليئة بالتحولات ،و من المآسي التي خلفتها حروب عبثية وزعامات وقحة لاتعرف كيف تقود السفينة إلى بر الامان، لها قدرة التبرير والتذرع بالظروف ، والعبث في حياة الناس وامنهم الشخصي ولاتبالي ان تعرضوا لاي مخاطر ، هذا الحال منذ بداية النشوء للدولة الجمهورية في ، التي شهدت تطورات مختلطة بين الزين و الشائن للأسف ، وتحولات بحجم الامال والتطلعات والأماني ، التي كان العراقيون يأملون ان يبقوا في دورة الحياة حتى وان تطلب قبول حدوث الماسيّ والتماس الأعذار ، يا لسخرية الأقدار ،
أقراني هؤلاء من كل القوميات والمذاهب والديانات والمحافظات جمعتهم بغداد بكل عنفوانها وبريقها وسحرها ، وجامعاتها ومعاهدها وتكاياها ومساجدها وكنائسها وحسينياتها وأديرتها في دورة حياة لا يمكن الإلمام بها ، سوى في حدود عراقية الوطن ورائحة المحنة واليسر في العيش ، تحت شعار اعظم ما خلص اليه العراقيون ( محد يموت من الجوع في عراقنا ) فانت حين تجوع لاتعرف من اين يعرف جيرانك ليضيفوك وحين تقف قباله مطعم هناك من يلحق بك ليستمتع بإكرامك ثوابا ً وانتماء ، وحين تسعى لطعام تذهب لأقرب نهر وترمي سنارتك او شبكة بدائية لتصطاد سمكة من الذ ما موجود في الدنيا ،،وحين تعرى هناك من يدس بيدك كيس ملابس لاتعرف مصدرها ، وطن بسعة الحلم والاتكال على الله ومخافته والسعي لإرضائه ، بكل الوسائل نتاج سبع حضارات أنجبها تاريخ المكان والبيئة التي عاشها أقراني بمحبتهم حتى تفرقوا في الأمصار والشتات والبلدان توزعوا على مشارق الارض ومغاربها ، ليكتشفوا بعد خمسين سنة انهم خسروا اهم ما يمتلكون وهو وطنهم الأزكى والأجمل والأطيب من كل بقاع الارض ،وباتوا يعيشون حلم العودة الإرادية رافضين الهجرة القسرية ، ليعودوا من حيث ابتدأوا رحلة جلجامش، التي يحفظونها عن ظهر غيب .