جامعة كولومبيا تشعل الرأي العام الدولي حول القضية الفلسطينية
انتشرت عدة مظاهرات ضد الحرب في غزة في العديد من الجامعات الأمريكية، بينها جامعتا كولومبيا وييل، ويسعى المسؤولون إلى وقف هذا الانتشار السريع.
تصدر جامعة كولومبيا الحراك الطلابي الداعم لفلسطين
ولكن تصدرت جامعة كولومبيا في نيويورك حاليا الحراك الطلابي الداعم لفلسطين الذي تشهده الجامعات في مختلف أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، فمن حرم تلك الجامعة العريقة انطلقت الشرارة التي أشعلت احتجاجات امتد صداها خارجيا ليلحق طلاب في جامعات بفرنسا وأستراليا بهذا الحراك المندد بالعدوان على غزة.
الحراك الطلابي من أجل فلسطين
وأشار موقع "فوكس" إلى أن الحراك الطلابي من أجل فلسطين يسبق "النكبة الفلسطينية" عام 1948 ، حيث شكل طلاب الطب والأطباء العرب في الولايات المتحدة "جمعية فلسطين المناهضة للصهيونية" (التي أطلق عليها لاحقاً الجامعة الوطنية العربية" عام 1917 للاحتجاج على "وعد بلفور"، وهو بيان للحكومة البريطانية دعا لإنشاء "وطن قومي لليهود" في فلسطين.
ونشرت المجموعة كتاباً ضد الصهيونية عام 1921، كما أدلت بشهادتها أمام الكونجرس ضد إنشاء دولة صهيونية.
وقد صارع الطلاب كل من الحركة الصهيونية والصور السلبية للعرب التي كانت تنتشر في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وقبل مائة عام، قال اثنان من أعضاء المجموعة للكونجرس ما يقوله الطلاب المؤيدين لفلسطين في شتى أنحاء أمريكا اليوم: "الفلسطينيون ليسوا متخلفين كما يصورهم الصهاينة. يحق لهم الحصول على فرصة لبناء وطنهم".
وقد تنامى الحراك الطلاب من أجل فلسطين مع نشاط الحركة الطلابية ضد حرب فيتنام.
رئيسة جامعة كولومبيا توجه "رسالة" إلى الطلاب المعتصمين
وجهت رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شفيق، الأربعاء، رسالة إلى الطلاب المعتصمين في الحرم الجامعي على خلفية الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين التي تشهدها الجامعة.
وتابعت شفيق، في رسالتها، إن على الطلاب التوصل عند منتصف الليل إلى اتفاق مع إدارة الجامعة بشأن إنهاء الاعتصام في الحرم الجامعي.
وأضافت: "منذ ما يقرب من 4 أيام، تحول حرم الجامعة إلى معسكر لمئات من الطلاب الناشطين، وأنا أؤيد تماما أهمية حرية التعبير، وأحترم الحق في التظاهر، وأدرك أن العديد من المتظاهرين تجمعوا سلميا، ومع ذلك، فإن المخيم يثير مخاوف خطيرة تتعلق بالسلامة، ويعطل الحياة في الحرم الجامعي، ويخلق بيئة متوترة ومعادية في بعض الأحيان للعديد من أعضاء مجتمعنا، ومن الضروري أن نمضي قدما في خطة لتفكيكه".
وأكدت : "على مدى عدة أيام، كانت مجموعة صغيرة من أعضاء هيئة التدريس والإداريين في الجامعة في حوار مع الطلاب لمناقشة تفكيك المخيم وتفريقه واتباع سياسات الجامعة في المستقبل، وتواجه هذه النقاشات موعدا نهائيا بحلول منتصف الليلة للتوصل إلى اتفاق".
وذكرت شفيق أنها تأمل أن "تكون المناقشات ناجحة، ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك، سيتعين على الجامعة أن تفكر في خيارات بديلة واستعادة الهدوء في الحرم الجامعي حتى يتمكن الطلاب من إكمال الفصل الدراسي والتخرج".
وأكملت: "أنا حساسة للغاية تجاه حقيقة أن الخريجين قضوا عامهم الأول في جامعة كولومبيا عن بعد، ونريد جميعا بشدة أن يحتفل هؤلاء الطلاب بتخرجهم المستحق مع العائلة والأصدقاء."
المتظاهرين حول محيط الحرم الجامعي
وألقت شفيق باللوم على العدد الكبير من المتظاهرين حول محيط الحرم الجامعي في "تفاقم المخاوف الأمنية والتسبب في الكثير من اللغة التحريضية التي تسبب ضائقة عميقة للكثيرين في مجتمعنا"، وقالت إن الجامعة "تعمل على تحديد المتظاهرين الذين ينتهكون سياسات مكافحة التمييز والتحرش".
وقالت: "أريد أيضا أن أوضح أننا لن نتسامح مع أي سلوك ترهيب أو مضايقة أو تمييز، نحن نعمل على تحديد المتظاهرين الذين انتهكوا سياساتنا ضد التمييز والتحرش، وسيتم إخضاعهم للإجراءات التأديبية المناسبة".
وأكدت أن "الحق في الاحتجاج ضروري ومحمي في كولومبيا، لكن المضايقة والتمييز يتناقضان مع قيمنا وإهانة لالتزامنا بأن نكون مجتمعا يسوده الاحترام المتبادل واللطف".
وأنهت شفيق رسالتها قائلة إن الجامعة "ستقدم المزيد من التحديثات الأربعاء".
ويواصل طلاب جامعة كولومبيا اعتصامهم ويقولون إنهم لن يغادروا حتى يتم تلبية المطالب المتعلقة بـ"سحب الاستثمارات بالكامل" من أي شيء متعلق بإسرائيل، وتطبيق الشفافية المالية في استثمارات الجامعة، والعفو عن أي إجراءات تأديبية للطلاب المشاركين في الاحتجاجات.
مجسما للطائرات الشراعية التي كانت جزءا من هجوم حماس
تداول مستخدمون صورة من الاحتجاجات التي ينفذها طلبة في جامعة كولومبيا منذ أيام، زاعمين أن الطلبة يستخدمون مجسما للطائرات الشراعية التي كانت جزءا من هجوم حماس على المستوطنات الإسرائيلية في السابع من أكتوبر.
وتم مشاركة الصورة في حسابات على شبكات التواصل الاجتماعي بعد تزايد زخم الاحتجاجات في الجامعات الأميركية، والتي انطلقت من جامعة كولومبيا في نيويورك، للمطالبة بسحب الاستثمارات ووقف التعاون مع إسرائيل.
وأرفقت الصورة بتعليق أن المحتجين في جامعة كولومبيا يستخدمون شعارات الطائرات الشراعية في معسكرهم الاحتجاجي في حرم الجامعة، لأن حماس استخدمتها في هجومها في السابع من أكتوبر.
وبعد التحقق من الصورة تبين أنها غير صحيحة، وتم التلاعب بها، لإضافة طائرات شراعية على ما أكد سيوي ليو، أستاذ علوم الكمبيوتر والهندسة في جامعة ولاية نيويورك في بوفالو.
وتظهر صور نشرتها صحيفة جامعة كولومبيا أن شعارات الطائرات الشراعية المزعومة ليست موجودة في الصور الأصلية.
وأكد أحد منظمي الاحتجاج لوكالة رويترز عدم استخدام أي رموز لطائرات شراعية في الاحتجاجات.