سعر الدولار في السودان اليوم الثلاثاء 30 أبريل 2024
يستمر الجنيه السوداني في تدهوره ليبلغ أدنى المستويات التاريخية مقارنة بـ الدولار الأمريكي وبقية اسعار العملات الرئيسية، مع تصاعد غير مسبوق في أسعار الصرف داخل الأسواق الموازية، هذا التراجع المستمر في قيمة الجنيه يسبب تراجعاً حاداً في القوة الشرائية للمواطنين في السودان، وهو ما يؤدي إلى تداعيات خطيرة.
تعرض الاقتصاد السوداني لانخفاض شديد وغير معتاد، الأمر الذي انعكس بشكل واضح على تراجع الوضع الاقتصادي بسبب تصاعد المواجهات المسلحة المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع. ظهرت علامات هذا الانحدار منذ منتصف إبريل لعام 2023.
هذه الأحداث أدت إلى ارتفاع مفاجئ في سعر الدولار الأمريكي أمام الجنيه السوداني في الأسواق، حيث قفز سعر التبادل من حوالي 570 جنيهًا إلى أكثر من 1400 جنيه فجأة، وهذه التغييرات أثرت بصورة مباشرة على تدهور مستوى معيشة المواطنين، أساسًا بسبب الزيادة الهائلة في أسعار السلع والخدمات.
ولوحظ في السوق الموازي ارتفاع غير اعتيادي في أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني، حيث أن سعر بيع الدولار الأمريكي قد وصل إلى ما يُقارب 1460 جنيهاً سودانياً، في حين سجل سعر الشراء نحو 1440 جنيهاً سودانياً، وكان ذلك في تعاملات اليوم الثلاثاء.
ويعاني السوق من إضطرابات تطال أسعار الصرف للعملات الأجنبية التي تميل إلى الإختلاف عن الأسعار الرسمية المعلنة، وبالأخص فيما يخص التحويلات المالية الشخصية.
وتشير الأرقام إلى تنامي قيمة العملات الخليجية بالمقارنة مع العملة السودانية، وذلك بعد الارتفاع الذي شهده سعر الريال السعودي ليصل إلى 384 جنيهاً، كما شهد درهم الإمارات الارتفاع إلى ما يقارب 392.37 جنيه. وبالمثل، لوحظ ارتفاع في قيمة الريال القطري الذي تقدر قيمته الحالية بحوالي 394.52 جنيه.
وتفيد المتابعات بأن تزايداً مستمراً يُلاحظ في أسعار العملات الأجنبية، وخاصةً العملة الأمريكية مقارنةً بالجنيه السوداني، وتظهر اختلافات في سعر الصرف المُعلن بين هاتين العملتين تبعاً للجهات الاقتصادية المتعددة، فعلى سبيل المثال، ارتفع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه إلى 1250 جنيهًا في بنك الخرطوم، بينما يزداد ليصل إلى 1260 جنيهًا في “بنك أم درمان”، ويستقر عند مستوى 1200 جنيه في “بنك فيصل”.
متوسط أسعار العملات في السودان
يختلف سعر الدولار وبقية أسعار العملات من تاجر إلى أخر بفارق بسيط لذا يرجى الانتباه والأسعار قابلة للتغيير.
الدولار الأمريكي 1440.00 جنيها
الريال السعودي 384 جنيها
الدرهم الإماراتي 392.37 جنيها
اليورو 1548.38 جنيها
الجنيه الإسترليني 1800 جنيها | غير متداول
الجنية المصري 30.094 جنيها | متباين السعر الرسمي = 19.608
الدينار البحريني 3789.47 جنيها
الريال القطري 394.52 جنيها
الريال العماني 3692.30 جنيها
صرف الدولار الأمريكي والريال السعودي مقابل الجنية من السوق السوداء
- الدولار الأمريكي 1440.00 جنيه للشراء - 1460 جنيه للبيع.
- الريال السعودي 384 جنيه للشراء - 389.33 حنيه للبيع.
ويعتقد خبراء الاقتصاد أن الزيادة الحادة في أسعار العملات التي وقعت خلال الصراعات غير مسوغة، وذلك يرجع إلى تراجع كمية المستوردات بشكل ملحوظ بسبب هجرة أعداد كبيرة من السكان، والتي تجاوز أفرادها العشرات من الآلاف (بأكثر من 11 مليون نسمة)، واختار البعض من هؤلاء الأشخاص دولًا أجنبية للعيش فيها، في حين انتقل آخرون إلى مناطق متباينة داخل البلاد، ومن ضمن هؤلاء، هنالك ما يقارب 80% من الناس الذين يمثلون القسم الأكبر من المستهلكين للسلع المستوردة.
وردت مؤخرا في تقارير اقتصادية من مختصين، أن الشراء الضخم للأسلحة والتجهيزات الحربية قد هيمن على نسبة كبيرة من واردات الدولة. وقد لوحظ أن الحكومة لعبت دورا هاما في التأثير على ارتفاع قيمة الدولار بشكل ملحوظ، حيث أصبحت هي المشتري الأول للعملات الأجنبية من الأسواق المحلية.
مع حلول السنة الثانية للصراع منذ شهر أبريل لعام ٢٠٢٣، تعرضت العملة في السودان لتراجع شديد، وانخفضت إلى أقل مستوياتها المسجلة بعد الزيادة في سعر التحويل مقابل الدولار الأمريكي حيث تجاوز 1400 جنيه سوداني.
كما تستمر قيمة الجنيه السوداني في فقدانها بشكل دائم، وهذا يظهر بوضوح في الانخفاض الواضح للنشاط الاقتصادي، سواء في التعاملات الرسمية أو تلك التي تتم بطرق غير رسمية في الأسواق البديلة.
ويُشير اقتصاديون إلى توقعات بانخفاض مستمر لقيمة العملة المحلية في السودان نتيجة للأوضاع الاقتصادية الهشة المستمرة هناك، فقد تأثر اجمالي الإنتاج الاقتصادي في البلاد بشدة، مع تسجيل انحسار يصل إلى 40% في العام الفائت وفق المعطيات التي أعلنتها الجهات الرسمية. ويؤدي هذا التدهور، إلى ارتفاع متزايد في أسعار كل من السلع والخدمات، مما يُثقل كاهل المواطنين بتحديات معيشية متزايدة ويُضعف جودة حياتهم أكثر فأكثر.
وفقاً للتحليلات الاقتصادية ينظر إلى انخفاض قيمة العملة الوطنية السودانية مقارنةً بالعملات الأجنبية كنتيجة لعدة أسباب رئيسية، هذه الأسباب تشمل ضعف أداء قطاعات حيوية كالزراعة والثروة الحيوانية واستخراج المعادن في إنتاجها وتصديرها، حيث كانت سابقاً مورداً رئيسياً لاستقطاب العملات الصعبة، بالإضافة إلى ذلك، يؤثر انهيار الأوضاع الأمنية سلباً على الأعمال التجارية والصناعية، ويشتمل الوضع أيضاً على تعرّض المصارف لأعمال تخريبية أو إجبارها على تعليق أعمالها بالقوة.
وأفاد الخبراء الاقتصاديون بأن العقبات التي تواجه العملة السودانية والصعود الملحوظ في أسعار النقد الأجنبي مقابله تعود إلى النزاعات التي نشبت في شهر أبريل والأحداث المترتبة عليها.
وأشار هؤلاء المحللون الاقتصاديون إلى أن البنك المركزي السوداني قام بطبع كميات وافرة من الجنيه السوداني وإدخالها في الدورة الاقتصادية بصورة منتظمة، وهو ما تسبب في تداعي قوة الجنيه الشرائية.
ويعتقد المتخصصون أن استمرارية الحكومة في ضخ الجنيه السوداني بكميات كبيرة إلى الأسواق دون ضمان الدعم بالاحتياطات الكافية من العملة الأجنبية قد يؤول إلى انخفاض أشد في قيمة الجنيه.