اليوم العالمي للصحافة.. سبب الاختيار وعدد ضحاياها خلال العشر سنوات الماضية
يحتفي العالم في الثالث من مايو كل عام بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة، وتقييم ما تحقق للصحافة من نجاحات وإنجازات، وما حصلت عليه من حقوق، وما أصابها من متاعب ومعوقات وقيود في العالم، وحماية وسائل الإعلام من التعدي على استقلالها، وتكريم الصحفيين الذين فقدوا حريتهم أو حياتهم في ممارسة مهنتهم.
ويأتي هذا اليوم من هذا العام وسط أحداث قتل الصحفيين والحقيقة، في فلسطين المحتلة، أثناء نقلهم الأنباء من غزة، بهدف منع ممارسة المهنة وسط صمت عالمي، لمنع نقل صور جائم جيش كيان الاحتلال الإسرائيلي في حربة بقطاع غزة وما يرتكبه من مجازر في حق المدنيين من الأطفال والنساء والأبرياء العزل.
شعار اليوم العالمي للصحافة في 2024
ويحتفل العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة لعام 2024 تحت شعار "صحافة من أجل الكوكب: الصحافة في مواجهة الأزمة البيئية" الذي يعني أهمية الصحافة وحرية التعبير في سياق مواجهة الأزمة البيئية التي تعصف بالعالم حالياً.
ويأتي هذا الشعار في إطار صعوبة وتحديات كبيرة التي تواجه الصحفيين في إيجاد المعلومات بشأن القضايا البيئية مثل مشاكل التعدين غير القانوني، أو التلوث، أو الصيد غير المشروع، أو الاتجار بالحيوانات إلى جانب الأزمة الكوكبية الثلاثية التي يواجهها العالم؛ وهي تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، وتلوث الهواء.
ويهدف الشعار إلى صد حملات التضليل بشأن المعلومات والتقارير حول الأزمة البيئية؛ لأن المعلومات المضللة والكاذبة حول تغير المناخ من الممكن أن تؤدي في بعض الحالات إلى تقويض الجهود الدولية الرامية إلى التصدي لها، ونقص الدعم العام والسياسي للمناخ، وعدم حماية المجتمعات الضعيفة المتضررة من تغير المناخ. لذلك، من الضروري أن يقدم الصحفيون تقارير دقيقة وشاملة عن القضايا البيئية وعواقبها، وكذلك عن الحلول الممكنة في الوقت المناسب.
سبب اختيار اليوم العالمي للصحافة
واختير الثالث من مايو كموعد لإحياء ذكرى إعلان ويندهوك التاريخي خلال اجتماع للصحفيين الأفارقة نظّمته اليونسكو وعُقِد في ناميبيا في 3 مايو 1991، وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 1993 موافقتها على اعتبار 3 مايو اليوم العالمي لحرية الصحافة، إثر توصية وجهها إليها المؤتمر العام لليونسكو، ويعتبر هذا اليوم مناسبة لإعلام المواطنين بانتهاكات حرية الصحافة والتذكير بأنه- بعشرات البلدان حول العالم- تُمارس الرقابة على المنشورات، وتُفرض عليها الغرامات، ويُعلَّق صدورها، وتُغلَق دورالنشر، بينما يلقى الصحفيون والمحررون والناشرون ألوانا من المضايقات والاعتداءات والاعتقالات، حتى الاغتيال في العديد من الحالات.
ويستغل هذا اليوم لتشجيع وتنمية المبادرات لصالح حرية الصحافة، وتقييم مداها على امتداد العالم، ويتخذ من هذا اليوم مناسبة لتذكير الحكومات بضرورة احترام التزامها بحرية الصحافة، وتتبلور أهمية اليوم العالمي لحرية الصحافة في تقديم الدعم لوسائل الإعلام المستهدفة بالتقييد أو بإلغاء حرية الصحافة، إنه أيضا يوم لإحياء ذكرى الصحفيين الذين فقدوا حياتهم في ممارستهم المهنة.
ضحايا الصحافة خلال العشر سنوات الماضية
وقد خسرت مهنة الصحافة عدد هائل من الصحفيين الذين فقدوا حياتهم في الشهور الأخيرة، كما يواصل الصحفيون وضع حياتهم على المحك يوميا، بالإضافة إلى نقل أحداث الصراعات في السودان وأماكن أخرى حول العالم.
وفي السنوات العشر الماضية قُتل أكثرمن 700 صحفي، لذا يجب أن تكون البيئة الإعلامية الحرة المستقلة والتعددية سواء متصلة بالإنترنت أو منفصلة عنه، بيئة يستطيع الذين يعملون في الصحافة العمل فيها بأمان وبشكل مستقل دون الخوف من تهديدهم أو قتلهم أو تعرضهم لمضايقات واختطاف وسجن تعسفي.
وفي عام 2013، قُتل 71 صحفيا، واعتقل 826 آخرين، وتم التهديد أو الاعتداء الجسدي على 2160 صحفيا، واختطاف 87 آخرين، فضلا عن فرار 77 صحفيا من بلدانهم، وقتل 6 متعاونين مع وسائل الإعلام، وقتل 39 مواطنا إليكترونيا ومواطنا صحفيا، واعتقال 127 مدوِّنا ومواطنا إلكترونيا، رغم أن حرية التعبير حق أساسي من حقوق الإنسان، وفقا لما أقرته المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أن «لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها، وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية.
ومن أهداف اليوم العالمي لحرية الصحافة:
تذكير للحكومات بضرورة احترام التزامها بحرية الصحافة.
حماية وسائل الإعلام من الاعتداءات التي تؤثر على استقلالها وحريتها.
توجيه التحية إلى الصحفيين الذين فقدوا أرواحهم في أداء واجباتهم أثناء الحروب والكوارث الطبيعية.
الاحتفال بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة وتقييمها حول العالم.
تشجيع إقامة بيئة إعلامية حرّة ومستقلّة وقائمة على التعدّدية في وسائل الإعلام المطبوعة والمذاعة والإلكترونية.
رفع مستوى الوعي حول التحديات التي يواجهها الصحفيون والمؤسسات الإعلامية حول العالم، بما في ذلك التهديدات والعنف والرقابة.