بعد اجتياح رفح.. هل تنجح الوساطة المصرية في انتشال مفاوضات الهدنة؟
كانت الساعات الماضية حافلةً بالأحداث المتلاحقة التي ألقت بظلالها على الأوضاع المتردية بين الفلسطينيين، وبالتزامن مع اجتياح جيش الاحتلال الإسرائيلي، معبر رفح من الناحية الفلسطينية، ضاربًا بكل التحذيرات الدولية عرض الحائط، وعلى الرغم من قتامة الصورة في ظل إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي على العملية العسكرية في رفح، إلا أن مصدر مصري رفيع أعلن أن القاهرة ستحتضن اليوم، استكمال عملية التفاوض بين حركة حماس، وإسرائيل، أملًا في انتشال مفاوضات وقف إطلاق النار، والتوصل إلى هدنةٍ قد تكون بمثابة طوق النجاة لأهالي قطاع غزة.
وأكد مصدر مصري رفيع، استكمال المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحركة "حماس" وباقي الأطراف، في القاهرة، اليوم الأربعاء.
ووصل وفد حركة حماس، مساء الثلاثاء، إلى القاهرة قادما من الدوحة لمتابعة مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقالت حماس في بيان: “لمتابعة الجهود مع الإخوة الوسطاء في مصر وقطر، لإنجاز اتفاق وقف العدوان على شعبنا في قطاع غزة، ويضم وفد الحركة الإخوة ”زاهر جبارين ود. غازي حمد ومحمد نصر".
وتستضيف القاهرة اجتماعات بمشاركة وفود من قطر والولايات المتحدة وإسرائيل وحماس لاستكمال المباحثات بهدف التوصل الى هدنة شاملة في قطاع غزة، بعد تصعيد إسرائيلي خطير في رفح وإعلان حماس موافقتها على مقترح مصري قطري لم يلق قبولا من إسرائيل.
وفي السياق ذاته، بحث وزير الخارجية الأردني «أيمن الصفدي»، ونظيره الأمريكي «أنتوني بلينكن»، جهود وقف الكارثة الإنسانية المُتفاقمة في غزة والهجوم الإسرائيلي على رفح، حسبما أفادت وسائل إعلام أردنية، اليوم الأربعاء.
وناقش الوزيران، في اتصال هاتفي، اعتداء متطرفين إسرائيليين على قافلة المساعدات الأردنية التي كانت متوجهة إلى غزة عبر معبر بيت حانون/إيريز، إذ أكد الصفدي ضرورة إدانة المجتمع الدولي الاعتداء جريمة نكراء، وحمّل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة.
ودان بلينكن بشدة الهجوم العنيف الذي قام به متطرفون إسرائيليون على القافلة بهدف منع إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
كما أعاد التأكيد على أن الولايات المتحدة تتوقع من الحكومة الإسرائيلية اتخاذ إجراءات كاملة ومناسبة لمنع هذه الهجمات على قوافل المساعدات ومحاسبة مرتكبيها.
وبدورها، أكد النائب الأول للممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، الثلاثاء، أن موسكو دعت مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة، الخميس، من أجل تطور الأوضاع في قطاع غزة، ومناقشة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأضاف بوليانسكي أن هذه النقاشات ستكون خلف أبواب مغلقة.
فيما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الثلاثاء، إن الاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس مهم جدا لإنهاء معاناة سكان غزة.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه من الأنشطة العسكرية للقوات الإسرائيلية، داعيا حكومة إسرائيل للانخراط في مفاوضات سلام فورا.
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على أن أي هجوم عسكري على رفح الفلسطينية ستكون له تداعيات كارثية، مضيفا: "سيكون خطأ استراتيجيا وأدعو كل من له تأثير على إسرائيل للعمل على ثنيها عنه".
وكان حث أنتوني جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، حركة حماس، وإسرائيل، على التوصل لاتفاق بأقرب وقت، مشيرًا إلى أنه يجب السماح للمحققين الدوليين المستقلين بالوصول إلى مواقع المقابر الجماعية في غزة.
وتابع جوتيريش أن مستشفيات غزة أصبحت تشبه المقابر، كما أن الهجوم على رفح سيكون له تداعيات خطيرة على الضفة الغربية والمنطقة بـأسرها، مؤكدًا أن الهجوم العسكري على رفح "سيكون تصعيدًا كبيرًا".
أضاف "من أجل شعب غزة ومن أجل الرهائن وعائلاتهم في إسرائيل ومن أجل المنطقة والعالم الأوسع، أشجع بقوة حكومة إسرائيل وقيادة حماس على التوصل إلى اتفاق الآن، وقال متحدثًا للصحفيين في نيويورك.
وأعرب جوتيريش عن خشيته من أنه بدون التوصل إلى اتفاق، فإن "الحرب، بكل عواقبها في غزة وفي جميع أنحاء المنطقة، سوف تتفاقم بشكل كبير".