تصاعد وتيرة الخلاف بين بايدن ونتنياهو بشأن هجوم رفح
مع استمرار الحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية وعدم قدرة إسرائيل في إحراز أي تقدم يذكر بدأت هوة الخلاف تتسع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس جو بايدن .
ولعل من أبرز تلك المظاهر إلغاء نتنياهو فجأة زيارة لوفد من مسؤولين كبار إلى واشنطن لبحث الهجوم الذي هددت إسرائيل بشنه على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة بعد امتناع واشنطن عن التصويت في مجلس الأمن على قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى فصائل مسلحة فلسطينية.
ووصفت واشنطن عبر المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميللر الإلغاء بأنه "مفاجئ ومؤسف". الأمر الذي يعكس وفق مراقبين الإحباط الأمريكي المتزايد تجاه الزعيم الإسرائيلي.
واشنطن "تخفي معلومات مهمة" عن إسرائيل
نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن 4 مصادر مطلعة على العروض التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل لكي تتراجع عن عملية شاملة في رفح، أن واشنطن عرضت "مساعدة قيمة" على تل أبيب، تتضمن " معلومات استخباراتية حساسة لمساعدة الجيش الإسرائيلي على تحديد موقع قادة حماس".
وبحسب الصحيفة، عرض المسؤولون الأميركيون أيضا "المساعدة في توفير الآلاف من الملاجئ والمساعدة في بناء أنظمة توصيل الغذاء والماء والدواء، حتى يتمكن الفلسطينيون الذين تم إجلاؤهم من رفح من الحصول على مكان صالح للعيش".
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن وكبار مساعديه يقدمون مثل هذه العروض على مدى الأسابيع القليلة الماضية، على أمل إقناع إسرائيل بتنفيذ عملية محدودة في رفح، والعزوف عن شن هجوم كبير.
اتهام إسرائيل للولايات المتحدة بإخفاء معلومات استخبارتية عنها
نفت الولايات المتحدة اتهام إسرائيل بمنع معلومات استخباراتية طوال الحرب التي استمرت 7 أشهر.
ويسعى كبار مساعدي بايدن الآن إلى إقناع المسؤولين الإسرائيليين بأنهم قادرون على تدمير كتائب حماس المتبقية في رفح بالمزيد من الضربات التي يمكن للولايات المتحدة أن تساعد فيها، من خلال تحديد أماكن كبار قادة الحركة.
وقد أخبر مسؤولو الإدارة الأميركية، بما في ذلك خبراء من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، إسرائيل، أن الأمر سيستغرق عدة أشهر لنقل آمن لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يعيشون الآن في ظروف مزرية في رفح.
نقل الفلسطينيين من رفح
ويشدد مساعدو بايدن لنظرائهم الإسرائيليين على أنه "لا يمكن نقل الفلسطينيين ببساطة إلى أجزاء قاحلة أو تتعرض للقصف في غزة، لكن يجب على إسرائيل توفير البنية التحتية الأساسية، بما في ذلك المأوى والغذاء والمياه والدواء وغيرها من الضروريات".
ويقدم خبراء من الحكومة الأميركية المشورة لنظرائهم الإسرائيليين بتفصيل كبير حول كيفية تطوير وتنفيذ مثل هذه الخطة الإنسانية، وصولا إلى مستوى عدد الخيام وكمية المياه اللازمة لمناطق محددة، وفقا للعديد من الأشخاص المطلعين على الأمر.
وتسلط المحادثات المفصلة والحساسة الضوء على المخاطر الهائلة التي تواجه كلا من إسرائيل والولايات المتحدة في حال تم اجتياح رفح بهجوم شامل.
تحذيرات الإدارة الأميركية المتكررة
وليس من الواضح بعد ما إذا كانت إسرائيل ستستجيب للتحذيرات الأميركية المتكررة بعدم شن غزو بري واسع النطاق.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد قال إن حكومته ستتوقف عن إمداد إسرائيل بالأسلحة وقذائف المدفعية إذا شنت قواتها هجوما شاملا على رفح، آخر معقل كبير لحركة حماس في غزة.
وتحدثت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا)، عن نزوح أكثر من 300 ألف فلسطيني من رفح خلال أسبوع، بعد بدء الهجوم الذي تشنه إسرائيل على المدينة.
كشف نقاط الخلاف والتوافق بين البلدين
أكد السفير الأميركي لدى إسرائيل جاك ليو أن العلاقات بين واشنطن وتل أبيب "لم تشهد تحولات كبيرة"، حتى بعد قرار الولايات المتحدة منع إرسال شحنة أسلحة إلى إسرائيل، مشيرا إلى أن "القنابل الثقيلة أبرز أسباب الخلاف بين الجانبين".
وقال ليو للقناة 12 الإسرائيلية، الأحد: "تم تجميد دفعة واحدة فقط من الذخائر (من الولايات المتحدة إلى إسرائيل)"، لكن "كل شيء آخر يستمر في التدفق بشكل اعتيادي".
وأضاف أن "الجانبين يحتاجان إلى مواصلة الحديث حول القضايا المتعلقة باستخدام القنابل الثقيلة، خاصة عندما يكون هناك احتمال لاستخدامها في مناطق حضرية مكتظة بالسكان".
وردا على سؤال حول نية الرئيس الأميركي جو بايدن عدم تزويد إسرائيل بأسلحة هجومية في حال شنت عملية برية واسعة على رفح جنوبي قطاع غزة، قال السفير الأميركي: "ما قاله الرئيس هو أنه لا يعتقد أن شن حملة برية واسعة النطاق في منطقة مكتظة بالسكان فكرة جيدة، ولا ينبغي استخدام القنابل التي يبلغ وزنها ألفي رطل (نحو 900 كيلوغرام) في هذا المكان".
وتابع ليو: "حتى الآن عملية رفح لم تصل إلى المنطقة التي تكمن فيها خلافاتنا. آمل ألا ينتهي بنا الأمر إلى خلافات حقيقية".
ولفت الدبلوماسي الأميركي إلى أن "الولايات المتحدة شددت منذ بداية الحرب على أن إسرائيل تتحمل مسؤولية حماية المدنيين الأبرياء".