مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

ليست سياسية فقط.. ماذا تحمل زيارة ماكرون المرتقبة لألمانيا؟

نشر
الأمصار

زيارة رسمية يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم لألمانيا يمكن وصفها بالتاريخية لأنها الأولى من نوعها منذ 24 عاما.

وتأتي الزيارة وسط توترات سياسية بين برلين وباريس، يرغب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعقيلته إجراء لقاءات مع الشعب الألماني خلال زيارتهم لألمانيا وليس التركيز على السياسة فقط. 

آخر زيارة دولة قام بها رئيس فرنسي إلى ألمانيا كانت في عام 2000 من قبل الرئيس الفرنسي الأسبق، جاك شيراك.

 تعد فترة طويلة للغاية بالنسبة لبلدين يشعران بأنهما مترابطان بشكل وثيق. لكن هذا الانقطاع الطويل ليس له أهمية على المستوى السياسي، إذ يجتمع رؤساء الحكومتين والوزراء من كلا البلدين بشكل منتظم كل بضعة أشهر. خلال زيارة الدولة، لا يتم التركيز على السياسة فقط، بل على اللقاءات مع البلاد وشعبها.

زيارة منذ نحو ربع قرن

الرئيس الفرنسي ماكرون سيبدأ اليوم زيارة رسمية تستمر 3 أيام لألمانيا يعقبها اجتماع ثنائي حكومي، وسط سعي أكبر قوتين في الاتحاد الأوروبي إلى إظهار الوحدة قبل انتخابات برلمان الاتحاد الأوروبي المقررة الشهر المقبل.

وكانت الزيارة مقرّرة في تموز/يوليو الماضي، لكنّها أرجئت بسبب أعمال الشغب التي شهدتها فرنسا.

وسيزور ماكرون العاصمة الألمانية برلين ومدينة دريسدن في الشرق ومونستر في الغرب، في زيارة تحظى الزيارة بمتابعة واهتمام باعتبارها دلالة على سلامة العلاقات الألمانية الفرنسية التي تحرك عملية صنع القرار في الاتحاد الأوروبي، في وقت تواجه فيه أوروبا تحديات كبرى منها حرب أوكرانيا، واحتمالات فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وتأتي هذه الزيارة قبل أقلّ من أسبوعين من الانتخابات الأوروبّية، وستتميّز برموز الوحدة والصداقة بين أكبر قوّتين في الاتّحاد الأوروبي، ويتخلّلها خصوصا إلقاء خطب حول أوروبا وزيارة للنصب التذكاري للهولوكوست.

ويُقال في أروقة الرئاسة الألمانيّة "نحن لا نحتفل كثيرا بما حقّقناه سويا" منذ المصالحة الفرنسيّة الألمانيّة عام 1963.

من جانبه يقول قصر الإليزيه "يمكننا التحدّث كثيرا عن تقلّبات الثنائي الفرنسي الألماني، لكنّ ثمّة أيضا ديمومةً وعمقا في العلاقات بين الشعبين وهذا ما تُظهره زيارة الدولة هذه".

تصادم بين ماكرون وشولتز 

ويختلف ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز في أسلوب القيادة إلى حد كبير، وتصادما علنا حول قضايا متباينة بداية من الدفاع إلى الطاقة النووية منذ أن تولى شولتز منصبه في أواخر 2021.

ومع ذلك توصل ماكرون وشولتز مؤخرا إلى حلول وسط حول عدة قضايا منها الإصلاح المالي والتغييرات اللازمة لدعم سوق الطاقة، مما سمح للاتحاد الأوروبي بإبرام اتفاقات وسمح بتشكيل جبهة أكثر اتحادا.

ويرى محللون أن توترا في العلاقات الألمانية الفرنسية بسبب تعاملهما مع بعض القضايا الصعبة.

ومن بين نقاط الخلاف بين فرنسا وألمانيا مسألة الدفاع الأوروبي، خاصة إذا فاز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.

ويقول خبراء في مجال الدفاع إن إمكانية توقع خطوات ترامب كحليف يمكن الاعتماد عليه أقل مقارنة بمنافسه مرشح الحزب الديمقراطي الرئيس جو بايدن.

وسيبدأ ماكرون، الذي ترافقه في رحلته زوجته بريغيت، الزيارة اليوم الأحد باجتماع في برلين مع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير قبل المرور عبر بوابة براندنبورغ التاريخية مع رئيس بلدية المدينة كاي فيغنر.

وربما تكون المحطة الأكثر أهمية في الزيارة هي اجتماع لحكومتي البلدين يعقد يوم الثلاثاء في ميسبرغ بالقرب من برلين، حيث ستبدأ الحكومتان في جهود لإيجاد أرضية مشتركة بشأن قضيتين رئيسيتين وهما الدفاع والقدرة التنافسية.