البحرين تاريخ من التراث يتجلى عبر التاريخ
يتجلى تاريخ البحرين التجاري الثري فيما يعرف بالعصور القديمة باسم دلمون في العديد من المواقع الأثرية، ولعل أبرزها موقع قلعة البحرين المسجل على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
قلعة البحرين أعلى تل أثري
وتقع قلعة البحرين أعلى تل أثري تبلغ مساحته 17 هكتاراً ونصف الهكتار والذي شيد منذ أكثر من 4000 عام، حيث كان يعد موقع لعاصمة دلمون السابقة وأحد أهم المواقع الأثرية في الخليج العربي.
ويعد متحف قلعة البحرين هو واحد من أهم المواقع الأثرية في مملكة البحرين ، حيث يقع المتحف داخل قلعة البحرين، وهي قلعة تاريخية تعود إلى القرن السادس عشر.
وقد كشفت البعثات الأثرية على مدار الخمسين عاماً الماضية عن أبنية سكنية وعامة وتجارية وعسكرية تدل على أهمية الموقع على مر القرون.
وتقع قلعة البحرين في وسط العاصمة المنامة، وقد تم بناؤها في القرن السادس عشر الميلادي في عهد الحكم البرتغالي للبحرين القلعة كانت تُستخدم كقلعة دفاعية وكقصر حاكم البحرين في ذلك الوقت.
وتُعتبر قلعة البحرين من أفضل المواقع للتعرف على تاريخ البحرين وحضارتها، بداخل القلعة يوجد متحف أثري يعرض مجموعة من القطع الأثرية والحفريات التي تم اكتشافها في مختلف مواقع البحرين، وهذا يُساعد الزوار على التعرف على تاريخ وثقافة البلاد.
متى تم افتتاح المتحف؟
متحف قلعة البحرين تم افتتاحه في عام 1988 بهدف إبراز وحماية التراث الثقافي والحضاري للبحرين، المتحف يقع داخل قلعة البحرين التاريخية التي تعود إلى القرن السابع عشر.
ماذا يوجد في متحف البحرين؟
يتكوّن مجمّع المتحف من بنائين متّصلَين تصل مساحة أرضيّتهما إلى حوالى 20 ألف مترٍ مربّع،يضمّ المبنى الرّئيسيّ قاعاتٍ العروضٍ الدائمة والمؤقته بالإضافة إلى قاعة محاضرات، متجر هدايا، ومقهى. أمّا المبنى الإداريّ فيضمّ المكاتب الإداريّة، أماكن البحوث، مختبرات التّرميم، ومخازن المقتنيات.
بالإضافة إلى قيمتها التاريخية، تُعتبر قلعة البحرين من أجمل المعالم السياحية في البحرين ويقصدها الكثير من السياح والزوار لزيارتها والتعرف على تاريخها العريق.
المتحف يضم مجموعة كبيرة من القطع الأثرية التي تعود إلى فترات مختلفة من تاريخ البحرين، بدءًا من العصر البرونزي وحتى العصر الحديث.
أهم المعالم الأثرية داخل المتحف
- أواني الفخار والأدوات الحجرية من العصر البرونزي
- العملات والمجوهرات من العصر الإسلامي
- أسلحة وأدوات من العصر الوسيط
- نماذج من المباني التقليدية البحرينية
أهم القطع الأثرية في المتحف
من أهم القطع الأثرية في المتحف: مجموعة من النقوش والتماثيل التي تعود إلى حضارة دلمون القديمة، مجموعة من الأختام الأسطوانية والأواني الفخارية الفاخرة من العصر البرونزي، إضافة إلى قطع نادرة من المجوهرات والأدوات المعدنية من مختلف الحقب التاريخية.
كما يضم المتحف أيضًا معارض وعروض تفسيرية تساعد الزوار على فهم تاريخ وثقافة البحرين. يعتبر متحف قلعة البحرين وجهة سياحية مهمة في البحرين ويجذب الآلاف من الزوار كل عام.
تنعكس الآثار بالقلعة التي تركتها مختلف الحضارات أيضاً من خلال بقايا الهياكل التي لا تزال موجودة في الموقع، مثل المدن، والطرقات، والمنازل، والأسواق وتحظى القلعة باسم متداول آخر في البحرين، وهو قلعة البرتغال، ويعود سبب التسمية إلى الفترة التي تواجدت فيها القلعة تحت النفوذ البرتغالي
أبرز العروض داخل متحف قلعة البحرين
يعرض متحف قلعة البحرين مجموعة واسعة من الآثار والقطع التاريخية التي تعود إلى حقبات مختلفة من تاريخ البحرين، بما في ذلك العصر البرونزي والحضارات القديمة التي ازدهرت في المنطقة. يضم المتحف مجموعات مهمة من الأواني الفخارية والنقود والمجوهرات والأدوات المستخدمة في الحياة اليومية عبر التاريخ.
الأنشطة والفعاليات داخل المتحف
يقدم المتحف برامج وفعاليات ثقافية متنوعة طوال العام، بما في ذلك ورش عمل تفاعلية للزوار، وعروض للحرف التقليدية، وجولات إرشادية حول المعروضات التاريخية.
أوقات زيارة متحف قلعة البحرين:
- يفتح متحف البحرين أبوابه للزوار من الثلاثاء إلى السبت.
- أيام الفتح هي: الثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة والسبت.
- ساعات الزيارة هي من الساعة 8 صباحًا حتى 5 مساءً.
- يتم إغلاق البوابات في تمام الساعة 5 مساءً.
الإجازات والإغلاقات:
- المتحف مغلق يوم الأحد والاثنين.
- كما يتم إغلاق المتحف في بعض المناسبات الوطنية والأعياد الرسمية في البحرين.
- يُنصح الزوار بالتأكد من ساعات العمل قبل التخطيط للزيارة، خاصة في المناسبات والأعياد.
بابل في البحرين
يعد بابل من أهم المواقع الأثرية المهمة التي تقع في البحرين، وينسب إلى مدينة بابل القديمة في بلاد الرافدين. هذا الموقع يعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد.
الأبرز في موقع بابل:
- يتألف من بقايا قصور وأبنية دينية، بما في ذلك معبد كبير كان يُعتقد أنه معبد للإله مردوخ.
- تم العثور على العديد من القطع الأثرية المهمة هنا، بما في ذلك لوحات طينية مكتوبة بالخط المسماري.
- الموقع يلقي الضوء على علاقات التجارة والثقافة بين بلاد الرافدين والخليج العربي في تلك الفترة.
- تم تصنيف موقع بابل كموقع تراث عالمي من قبل اليونسكو في عام 2019 نظرًا لأهميته التاريخية.
موقع مرفأ قلعة البحرين وتجارة دلمون
مرفأ قلعة البحرين كان موقعًا تجاريًا مهمًا في منطقة الخليج العربي منذ القرن السابع قبل الميلاد. وقد اكتشفت الحفريات الأثرية بقايا مبان ومرافئ تدل على أنه كان مركزًا لتجارة البضائع والسلع.
أما بالنسبة لتجارة دلمون، فتشير الأدلة إلى أن البحرين كانت جزءًا من إمبراطورية دلمون التجارية القديمة التي امتدت من القرن الثالث إلى الأول قبل الميلاد. دلمون كانت تتاجر في السلع الثمينة مثل اللؤلؤ والنحاس والحبوب والتوابل، وكان لها علاقات تجارية واسعة مع بلاد الرافدين ومصر والهند.
وقد لعب مرفأ قلعة البحرين دورًا محوريًا في هذه التجارة، حيث كان نقطة عبور رئيسية للبضائع القادمة من الخليج والمتوجهة إلى البحر المتوسط. هذا ما أكدته الكثير من الاكتشافات الأثرية في الموقع.
أبرز السلع التي تم تداولها في تجارة دلمون
تم تداول مجموعة متنوعة من السلع في إطار تجارة دلمون القديمة، بالإضافة إلى اللؤلؤ والنحاس والحبوب والتوابل التي ذكرتها سابقًا. بعض السلع الأخرى المهمة في هذه التجارة تشمل:
1. الأحجار الكريمة والأحجار شبه الكريمة:
- الكوارتز والزمرد والياقوت وغيرها من الأحجار الثمينة.
- تم استخراج هذه الأحجار من مناجم في شبه الجزيرة العربية وتصديرها إلى مناطق أخرى.
2. الخزف والفخار:
- تم إنتاج أوان فخارية وخزفية متطورة في دلمون وتصديرها إلى المناطق المجاورة.
- بعض هذه القطع الفخارية زُخرفت بزخارف جميلة وأظهرت تطور التقنيات الإنتاجية.
3. الأخشاب والمنتجات الخشبية:
- تم استيراد الأشجار والأخشاب من مناطق أخرى كالهند وإعادة تصديرها.
- استُخدمت هذه الأخشاب في البناء والصناعات اليدوية.
4. المنسوجات والمواد الخام:
- تم تصدير الصوف والكتان والقطن إلى المناطق المجاورة.
- ظهرت أنماط نسيجية متطورة تشير إلى تقدم الحرف اليدوية في دلمون.
ومن المؤكد أنه كانت تجارة دلمون متنوعة وشاملة لعدة سلع استراتيجية ونفيسة في ذلك الوقت وقد عكست ازدهار الأنشطة الاقتصادية والتجارية في هذه المنطقة القديمة.
مدافن تحت المساكن في دلمون
تم اكتشاف العديد من المدافن الأثرية تحت بعض المساكن والمباني السكنية في منطقة دلمون القديمة في البحرين. هذه المدافن تعود إلى الحضارة السومرية التي كانت سائدة في المنطقة خلال فترة تاريخية قديمة.
و تشير الدراسات الأثرية إلى أن هذه المدافن كانت جزءًا من طقوس الدفن والعبادة لدى سكان دلمون القدماء. كانوا يقومون بدفن موتاهم تحت أرضية المساكن أو بالقرب منها.
حيث تم العثور على عدد من القطع الأثرية والحلي والأدوات المعدنية داخل هذه المدافن، مما يشير إلى أنها كانت مرتبطة بالمعتقدات الدينية والممارسات الاجتماعية للسكان القدماء.
وقد استمرت هذه العادة في دلمون لفترات طويلة، وتم اكتشاف مدافن تعود لحقب تاريخية مختلفة تحت العديد من المواقع السكنية القديمة في المنطقة.
وبشكل عام، تعد هذه المدافن تحت المساكن في دلمون أحد الشواهد الأثرية الهامة على الحياة والممارسات الثقافية للسكان القدماء في هذه المنطقة ولا شك أنها تساعد علماء الآثار على فهم تاريخ وحضارة دلمون القديمة .
مقبرة تايلوس
-تقع المقبرة في المنطقة الأثرية في محافظة المحرق في البحرين، وقد تم اكتشاف هذه المقبرة في التسعينيات من القرن العشرين خلال إجراء مسوحات أثرية في المنطقة.
كما يُعتقد أن هذه المقبرة تعود إلى العصر البرونزي المتأخر، وتُرجح تاريخها إلى حوالي 2000 - 1700 قبل الميلاد.
المقبرة عبارة عن مبنى مستطيل الشكل مبني من الحجر والجبس، وتحتوي على عدة حجرات داخلية وقد تم العثور في هذه المقبرة على العديد من المقتنيات الأثرية مثل الأواني الفخارية والتماثيل والحلي والأدوات المعدنية.
