قطر تؤكد أهمية تهيئة الظروف لقيام دولة فلسطينية مستقلة
قالت الدكتورة هند بنت عبدالرحمن المفتاح، المندوب الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، إنه من الضروري تهيئة الظروف السياسية الحقيقية لقيام دولة فلسطينية مستقلة وكاملة السيادة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967م، وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة، وضمان محاسبة جميع المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبت بحق أبناء الشعب الفلسطيني، كما أشارت إلى مبادرة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لعلاج 1500 من الجرحى الفلسطينيين بقطاع غزة في الدوحة.
جاء ذلك في كلمة دولة قطر التي ألقتها، خلال الدورة الـ 77 لجمعية الصحة العالمية حول "الأحوال الصحية في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وفي الجولان السوري المحتل".
وقالت إن السبب الرئيسي وراء تدهور الأوضاع الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وفي الجولان السوري المحتل هو السياسيات والإجراءات التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ومن أهمها الهجمات والاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين واستهدافها لمرافق الرعاية الصحية وكوادرها بالإضافة إلى القيود التمييزية المفروضة على إتاحة الخدمات الصحية ومنع حرية التنقل وإغلاق المعابر وإنشاء المستوطنات وصعوبة نقل المرضى لمعالجتهم في الخارج.
وأضافت أن الوضع الصحي في قطاع غزة الذي يعاني من حصار جائر منذ عام 2006 وعدوان غاشم ومجازر وإبادة جماعية منذ السابع من أكتوبر الماضي أصبح كارثيا، لافتة إلى أن حجم الخسائر والتدمير الحاصل لم يشهد له التاريخ مثيلا، مشيرة إلى استشهاد أكثر من 36 ألف فلسطيني من ضمنهم 14 ألف طفل وتجاوز عدد الجرحى والمصابين 84 ألف شخص وأكثر من 10 آلاف شخص من المفقودين وتحت الركام.
كما نوهت بأن ما يثير القلق البالغ هو تعامل إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، بكل استخفاف وسخرية مع القرارات الصادرة عن المنظمات الدولية والأجهزة الأممية، موضحة أنه عوضا عن احترام هذه القرارات والالتزام بها وتنفيذها، واصلت إسرائيل إبادة الشعب الفلسطيني وارتكاب أبشع الجرائم والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وتدمير كافة أشكال الحياة في غزة.
ولفتت إلى أن إسرائيل فرضت سياسة تجويع الفلسطينيين وحرمانهم من الماء والغذاء والدواء والكهرباء والوقود، والتدمير المتعمد للبنية التحتية خاصة المرافق الطبية، مشيرة إلى خروج أكثر من 80 في المئة من المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية عن الخدمة، وقتل أكثر من 500 شخص من الكوادر الطبية والصحية، بالإضافة إلى تشديد الحصار ومنع دخول الإمدادات الإنسانية والإغاثية والوفود الطبية، واستهداف العاملين في الإغاثة الإنسانية وفرق الإسعاف والتهجير القسري حيث تجاوز عدد النازحين الفلسطينيين في غزة 1.7 مليون شخص.
ودعت في هذا الصدد المجتمع الدولي إلى عدم الاكتفاء بإدانة سلطات الاحتلال التي تنتهك كافة القوانين الدولية، بل عليه أن يتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية واتخاذ جميع التدابير والإجراءات العاجلة من أجل وقف العدوان ومنع اجتياح مدينة رفح وحماية الفلسطينيين وضمان حقهم بالحياة والحصول على الخدمات الطبية والصحية والمساعدات الإنسانية بشكل يضمن كرامتهم وحقهم في الحياة.