في يوم عرفة.. تعرف على فضل خطبته وأهميتها في الإسلام
في هذا اليوم المبارك، يوم عرفة، يقف المسلمون على صعيد عرفات، قلوبهم معلقة بالله، ودعواتهم تملأ الأجواء، يرجون رحمته ومغفرته.
يُعد يوم عرفة من أعظم أيام الإسلام، فهو يوم الوقفة، ويوم التلبية، ويوم الحج الأكبر، ويوم مغفرة الذنوب، ويوم إعلان براءة من الشيطان.
خطبة يوم عرفة:
تُلقى خطبة يوم عرفة بعد صلاة الظهر، وهي خطبة عظيمة نبوية يخطبها .
ويعتلي الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي إمام وخطيب المسجد الحرام، منبر مسجد نمرة لإلقاء خطبة يوم عرفة، ليكون الخطيب الـ 15 الذي يعتلي هذا المنبر على مدار نحو 102 عام.
وتعد هذه المرة الأولى للشيخ الدكتور ماهر المعيقلي إمام وخطيب المسجد الحرام، في إلقاء خطبة عرفة.
وسبق المعيقلي في إلقاء خطبة عرفة على مدار نحو قرن، 14 خطيبا من المشايخ والأئمة، كان أكثرهم وقوفًا على منبر مسجد نمرة بعرفات المفتي العام للسعودية، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، بـ34 خطبة، بدأها 1402هـ إلى 1436هـ، تلاه الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ بـ25 خطبة على مدار 25 عامًا متواصلة.
مليار مسلم
ويتوقع أن يستمع، نحو مليار مسلم حول العالم لخطبة عرفة التي ستتم ترجمتها هذا العام إلى 20 لغة، فيما تستهدف المملكة رفعها إلى 50 لغة لتصل رسالة الحرمين الوسطية لمختلف قارات العالم.
ويعد منبر عرفة، أبرز رسالة دينية سنوية توجّه من أقدس بقاع الأرض إلى العالم، وهو منبر رسالة السلام والوئام والمحبة والتسامح والوسطية، التي تنطلق من منبع الرسالة المحمدية إلى جميع دول وشعوب العالم.
ومنبر عرفة، هو اقتداء شرعي بخطبة الوداع التي ألقاها رسول صلى الله عليه وسلم في الموضع المشيّد عليه مسجد "نمرة".
فضل خطبة يوم عرفة:
تُعدّ خطبة يوم عرفة من أهم خطب الإسلام، ولها فضل عظيم، منها:
- أنها خطبة نبوية شريفة، وقد خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع.
- أنها خطبة موحدة تُلقى في جميع أنحاء العالم الإسلامي.
- أنها خطبة تُذكر المسلمون بأهمية هذا اليوم.
- أنها خطبة تُحّث المسلمون على التوبة والرجوع إلى الله.
- أنها خطبة تُذكّر المسلمون بواجباتهم الدينية والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم.
- أنها خطبة تُدعو المسلمين إلى الوحدة والتعاون والتآخي.
موعد خطبة يوم عرفة
تُلقى خطبة يوم عرفة بعد صلاة الظهر، أي في منتصف اليوم.
ويجب على المسلمين الاستماع إلى الخطبة باهتمام وخشوع، وترك التكلم والمشي والالتفات
ويستعد جموع الجحيح الظهر والعصر جمع تقديم بمسجد نمرة بعرفات، حيث حرص الحجاج على التوافد على المسجد منذ الصباح الباكر لسماع الخطبة والصلاة.
ويُعد مشروع خادم الحرمين الشريفين لترجمة خطب الحرمين وخطبة عرفة مشروعا عالميا رائدا، وواحدا من أهم مرتكزات رئاسة الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي؛ لإيصال رسالة الحرمين الوسطية والخطب والدروس المترجمة وهداياتها ومضامينها الدينية الوسطية للإنسانية جمعاء والهدايات الأخلاقية، والتبصرة بأسس التعايش والتقارب، وإذاعة الوسطية والاعتدال، وإذكاء الحوار والمحبة والإخاء والتعاون بين الإنسانية جمعاء.
وتستهدف رئاسة الشؤون الدينية للوصول إلى مليار مستمع لترجمة "خطبة عرفة" هذا العام عبر 20 لغة عالمية لتصل رسالة الحرمين الوسطية للقارات، من خلال مضامين وهدايات "خطبة عرفة" المستمدة من قوله تعالى : ﴿وَما أَرسَلناكَ إِلّا رَحمَةً لِلعالَمينَ﴾ [الأنبياء: ١٠٧]، وتنشر المحبة والوئام بين الأنام، وتبث الإسلام الحق، المتصف بالرحمة والوسطية والتآخي والتعايش. ويُبرِز المشروع رسالة المملكة العربية السعودية الدينية والإنسانية، وما تتسم به من ريادة وتسامح ونشر للسلام في العالم.
ويؤدي حجاج بيت الله الحرام اليوم صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا بأذان واحد وإقامتين في مسجد نمرة؛ اقتداءً بسنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام.
ومع غروب شمس هذا اليوم تبدأ جموع الحجيج نفرتها إلى مزدلفة ويُصلّون فيها المغرب والعشاء ويبيتون فيها حتى فجر العاشر من شهر ذي الحجة؛ تأسيًا بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث بات فيها وصلى الفجر.
102 عام
ويوافق هذا العام 1445 هـ مرور 102 عام هجري من الزمان على تدشين بداية عهد رعاية ضيوف الرحمن من قبل الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، فقبل أن يكتمل توحيد المملكة، أخذ الملك المؤسس على عاتقه مسؤولية رعاية وأمن وأمان وإكرام ضيف الرحمن، لتكون الركن الأساس في بناء الدولة منذ اللبنات الأولى لتأسيسها.
وبعث رسمياً رسائل إلى أمراء المدن التي دخلت الحكم السعودي، آنذاك، لبدء الاستعداد لاستقبال الحجاج مبكراً في 15 من محرم عام 1343هـ.
قائمة بخطباء عرفة خلال 100 عام
وعلى مدار هذا القرن من الزمان من المؤسس وحتى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود اعتلى منبر نمرة لإلقاء خطبة عرفة، 15 خطيبا "خلال عهد الدولة السعودية الثالثة":
1- أول من خطب في مسجد نمرة بعرفات في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود هو الشيخ محمد بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب بإذن من الملك عبدالعزيز، وذلك عام 1343 هـ.
2- ما بين عامي 1344 وحتى 1369 هـ اعتلى منبر مسجد نمرة الشيخ عبدالله بن حسن بن حسين بن علي بن حسين بن محمد بن عبدالوهاب.
3- في عام 1370 خطب في عرفة الشيخ محمد بن عبدالله بن حسن آل الشيخ.
(من عام 1371 وحتى عام 1376 اختلف الباحثون فهناك من قال إن الشيخ محمد بن عبدالله بن حسن آل الشيخ استمر في الخطابة خلال الفترة من 1370 وحتى 1376هـ، وهناك من رجح أن يكون مؤدي الخطبة هو الشيخ عبدالله بن حسن بن عبدالوهاب، أو ولده الشيخ عبدالعزيز، والتباين في الآراء لا يؤثر في عدد خطباء عرفة على مدار هذا القرن، كونهم جميعا تأكدت مشاركتهم سابقا أو لاحقا في إلقاء خطبة عرفة)
4- منذ عام 1377 وحتى عام 1398 كان يؤدي خطبة عرفة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن حسن آل الشيخ.
5- في عام 1399هـ ألقى الخطبة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان وسجلت خطبة ذلك العام، وهي متداولة حتى وقتنا الحاضر.
- في عامي 1400 و1401، عاد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن حسن لإلقاء خطبة عرفة ليعتذر بعدها عن عدم الخطابة لظروفه الصحية.
6- من عام 1402 هـ حتى عام 1436هـ ألقاها مفتي المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، ويعد أكثر الخطباء وقوفًا في منبر مسجد نمرة، بـ34 خطبة.
عام 1437 هـ، ألقى الخطبة الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
8- في عام 1438 هـ ألقى الخطبة الشيخ سعد بن ناصر الشثري.
9- في عام 1439 ألقى الخطبة الشيخ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ.
10- في عام 1440 هـ، ألقى الخطبة الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ.
11- في عام 1441 ألقى عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع الخطبة.
12- في عام 1442، ألقى الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة الخطبة.
في عام 1443، ألقى الخطبة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، عضو هيئة كبار العلماء الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي.
14- في عام 1444 ألقي الخطبة الشيخ الدكتور يوسف بن محمد بن سعيد عضو هيئة كبار العلماء.
15 – يلقي خطبة هذا العام الدكتور ماهر المعيقلي إمام وخطيب المسجد الحرام
أهمية يوم عرفة:
يُعدّ يوم عرفة من أعظم أيام الإسلام، فهو يوم الوقفة، ويوم التلبية، ويوم الحج الأكبر، ويوم مغفرة الذنوب، ويوم إعلان براءة من الشيطان.
وفي هذا اليوم، يقف المسلمون على صعيد عرفات، قلوبهم معلقة بالله، ودعواتهم تملأ الأجواء، يرجون رحمته ومغفرته.
ويُعدّ هذا اليوم فرصة عظيمة للمسلمين للتوبة والرجوع إلى الله، ونسيان الذنوب والخطايا، وتطهير القلوب من الأحقاد.
كما يُعدّ هذا اليوم فرصة عظيمة للمسلمين للدعاء والتضرع إلى الله، وطلب ما يشتهون من الدنيا والآخرة.
فالله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب في هذا اليوم، ويجيب الدعوات، ويُكرم عباده.