مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

محطات في ذكرى إقرار إيران بهزيمتها في حرب الخليج الأولى

نشر
الأمصار

“ولما كان حكام إيران قد أخلوا بهذه الاتفاقية منذ بداية عهدهم بتدخل سافر ومقصود في شئون العراق الداخلية وإسنادهم كما فعل الشاه من قبل وإمدادهم لرؤوس التمرد المزعوم من أمريكا والصهيونية ولامتناعهم عن إعادة الأراضي العراقية فإنني أعلن أمامكم إننا نعتبر اتفاقية السادس من آذار لعام 1975 ملغاة من اليوم”.. بهذه الكلمات أعلن صدام حسين قيام حرب الخليج الأولى، وفى 22 سبتمبر 1980 شن العراق غزو واسع على إيران.

 

بداية الحرب الباردة

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ظل التوتر يسود العلاقات الإيرانية العراقية حيث قرر الشاه “محمد رضا بهلوى” آخر ملوك إيران بدعم أمريكي استغلال المشاكل والنزاعات في العراق لصالح إيران فطالب باسترجاع قناة شط العرب التي كانت تابعة للعراق بحسب اتفاقية 1937 وأعلن العراق اغلاق القناة ومنع إيران من استخدامها، وفى عام 1969 أرسلت إيران ناقلة نفطية برفقة سفن حربية بسط العرب لترد العراق بالتزام الصمت وعدم محاكمة القوات الإيرانية وبالرغم من ذلك انسحبت إيران من اتفاقية 1937 وأعلنت الحرب على العراق بهدف السيطرة على قناة شط العرب وبدأت الاشتباكات بين الطرفين وقطعت العلاقات الدبلوماسية بينهما ليأتي عام 1975 بالصلح بين إيران والعراق باتفاقية وقعت في الجزائر تنص على استخدام قناة شط العرب بين الطرفين بشكل مشترك بالمقابل ستطرد العراق الخميني من أراضيها ففر الخميني إلى فرنسا ليبدأ في تنفيذ مخططه لإسقاط نظام الشاه بهلوي وإنشاء جمهورية إيران الإسلامية.

 

وجاءت ثورة الشعب الإيرانية عام 1979 لتحقق مطامع الخميني ولتبدأ فترة جديدة بين البلدين بدأت باستقرار لم يدم طويلاً لتبدأ واحدة من أطول الحروب في التاريخ.

 

المحمرة 1980

حدثت اشتباكات بين الجيشين على الحدود وطردت كل منهما سفير الأخرى من البلدين وبدأ صدام بتقوية خليج البصرة لتبدأ الحرب بقصف المطارات الإيرانية بهدف كسح قواتهم الجوية لترد إيران بتدمير المطارات العراقية وتدمير مواقع نفطية في بغداد وكركوك.

 

ومع استمرار المعارك ركز الجانبان جهودهم على المدينة الإيرانية خرمشهر (المحمرة) ذات الأهمية الاستراتيجية لتدور فيها معارك عنيفة وطويلة لتسقط المحمرة في النهاية في أيدي العراق بحلول العاشر من نوفمبر وأصبحت تعرف لدى الإيرانيين فيما بعد بمدينة الدم لكثرة الدماء التي سالت فيها.

 

1982

بدأ الإيرانيون بالتحرك نحو مدينة المحمرة على أمل استعادتها وأكثر من 70.000 ألف جندي إيراني رابطوا على حدود المدينة واشتبكوا مع القوات العراقية وفى 24 من مايو عادت مدينة خرمشهر (المحمرة) مرة أخرى للسيطرة الإيرانية.

 

بعد خسارة المدينة قرر الرئيس صدام حسين سحب قواته بالكامل من المدن الإيرانية ونشرها على طول الحدود

وفى 20 يونيو أعلن العراق استعداده لقبول وقف إطلاق النار على أساس العودة إلى ما كان قبل الحرب ليرفض روح الله الخميني عرض السلام وأعلن أنه لين يقبل بأقل من إسقاط النظام العراقي واستبداله بجمهورية إسلامية شيعية.

 

1983

تم توقيع صفقة أسلحة بين العراق والاتحاد السوفيتي في موسكو وفى 6فبراير أطلقت إيران المعركة لمدينة العمارة للوصول إلى الطرق السريعة التي تربط شمال العراق بجنوبه لتطويق العراق وفشلت مساعيها.

 

1984

لتحاول إيران مرة أخرى الهجوم على مدينة العمارة الحيوية وقطع الطريق الرابط بين بغداد والبصرة لكن القوات الإيرانية المهاجمة لم تتمكن من الوصول الا لمسافة 15ميل قبل أن توقفها القوات العراقية.

 

الأحواز

بعد فشلها في السيطرة على مدينة العمارة قررت إيران الاتجاه نحو الأحواز العراقية والدخول في حرب برمائية وفى 15فبراير أطلقت إيران هجوما واسعا على الاحواز لكن العراقيون مرروا الأسلاك الكهربائية الحية الى المياه مما أدى إلى مقتل الكثير من الجنود الإيرانيين وبعد فشل الهجوم قررت إيران العودة إلى القتال في التضاريس المفتوحة.

 

حرب الناقلات 1984

بدأت حرب الناقلات عندما هاجم العراق ناقلات النفط الإيرانية لفرض الحصار على إيران لترد إيران بمهاجمة ناقلات النفط العراقية بالقرب من الكويت ودول الخليج.

 

واصلت الدولتان مهاجمة ناقلات النفط والسفن التجارية لبعضها في محاولة لحرمان بعضها من التجارة الدولية حيث كان هدف العراق من حرب الناقلات إحداث تدخل غربي ضد إيران وبالتالي إيقاف الحرب.

 

وبالفعل هددت الولايات المتحدة إيران من عواقب إغلاق مضيق هرمز أمام التجارة الدولية وهذا ما حد من هجمات إيران على السفن التجارية في الخليج العربي.

 

1986 الفاو

شنت إيران هجوم على القوات العراقية وتقدم ما يزيد عن 100,000جندى إيراني من شقين إلى خطوط التماس جنوب العراق لتحتل إيران شبه جزيرة الفاو في اقل من 72 ساعة

1987

أصدر مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم 598 الذي دعا إلى وقت إطلاق النار الذي وافق عليه العراق ورفضته إيران.

1988

بدا العراقيون أكثر ثباتاً في الدفاع عن أرضهم أما الايرانيون فقد كانوا منهمكين في الحرب وفى 17ابريل استعادت العراق شبة جزيرة الفاو واستطاع العراقيون في أيام قليلة استرجاع غالية الأرض التي خسرها خلاص سنوات الحرب.

 

استسلام إيران

وفى الخامس من يوليو 1988 أعلن روح الله الخميني استعداده لقبول قرار مجلس الأمن ووقف إطلاق النار واعتبرت العراق خبر انتهاء الحرب انتصاراً وقوبل في إيران بالصمت حيث قبلت نفس الشروط التي رفضتها في العام 1982

لتنتهي واحدة من أطول الحروب التاريخية وأكثرها دموية.