في ذكرى تأسيسه.. أبرز محطات تكوين الجيش الليبي
أصدر المشير خليفة حفتر، القائد العامّ للجيش الليبي، يوم أمس الاثنين، عددا من القرارات، الخاصة بإعادة تكليف عدد من القادة وأمراء المناطق العسكرية، وذلك بالتزامن مع الذكرى الـ81 لتأسيس الجيش الليبي.
ونصت القرارات على: “تكليف الفريق عبدالله الثني بإدارة سياسية في القوات المسلحة، وتكليف اللواء هاشم بورقعة الكزة آمرا لمنطقة طبرق العسكرية”.
وقرر المشير حفتر إعادة تشكيل غرفة عمليات سرت الكبرى وتكليف اللواء أحمد سالم آمراً لها، كما قرر ترقية اللواء طيار محمد المنفور إلى رتبة فريق وتكليفه برئاسة أركان القوات الجوية.
وتم تكليف اللواء رمضان عطالله البرعصي آمراً لمنطقة البيضاء العسكرية، وترقية اللواء مفتاح شقلوف إلى رتبة فريق وتكليفه برئاسة أركان الحدود.
وكُلف اللواء صالح اعبوده بإدارة التدريب في القوات المسلحة الليبية، كما كُلف العميد عبدالله اعمر الزايدي آمرا لغرفه عمليات الجفرة، والفريق امراجع العمامي برئاسة القوات البرية بدلا من اللواء نور الدين الهمالي، إضافة إلى تكليف الفريق صقر الجروشي، مديراً لإدارة التفتيش العسكري.
نواة الجيش الليبي
يمثل ٩ أغسطس 1940 تاريخاً فارقاً في حياة الشعب الليبي حيث تم تشكيل القوة العربية الليبية أو الجيش المرابط حيث اتفقت القيادة البريطانية بقيادة العقيد”بروملو” والأمير “السنوسي” على الاستعانة بعناصر من المهاجرين الليبيين المقيمين على الأراضى المصرية لتكون نواة الجيش الليبي .
وبدأ الجيش بالتدريب، ثم انضم مع الحلفاء في معارك حلفا والعلمين، واندفع وراء فلول الإيطاليين والألمان المنسحبة حتى دخل برقة، واستمر في اندفاعه حتى حررت طرابلس في يناير 1943.
وفي سنة 1951 أرسلت مجموعة من ضباط جيش التحرير إلى بريطانيا لدورة تدريبية وثقل مهاراته.
وعندما نالت ليبيا استقلالها في 24 ديسمبر 1951 بدأت الحكومة الليبية في تأسيس الجيش، وإرسال البعثات العسكرية للخارج، وأنشأت مدرسة عسكرية سنة 1953 في مدينة الزاوية لتخريج دفعات سريعة من الضباط، لحين عودة المبعوثين من الخارج.
وفي البداية تولى قيادة الجيش الليبي ضابط إنجليزي، ثم أسندت إلى ضابط ليبي برتبة عميد يدعي عمران الجاضرة.
وفي سنة 1954 اختارت الحكومة الليبية المملكة العراقية لتدريب الجيش، حيث تمت الاستعانة بأفضل العناصر من القوات المسلحة العراقية لتأهيل الجيش الليبي.
وترأس أول بعثة عسكرية عراقية العقيد الركن داود سليمان الجنابي، الذي عين رئيسًا للأركان بدلًا من العقيد عمران الجاضرة.
توقف الاستعانة بالضباط العراقيين، بعدما قامت ثورة العراق سنة 1958. وفي عام 1967 بدأت ليبيا تأخذ بنظام التجنيد الإلزامي، حسب سنوات الميلاد بداية من 18 سنة يتم فيها الالتحاق إجباريًا لكل شاب ليخدم في الجيش لمدة 18 شهراً.
بعـد العـدوان الصهيوني عـلى مصـر وسوريا والأردن عام 1967 استلزم الأمـر فـي ليبـيا إلـى إعـادة النظر في إستراتيجـية تسليـح الجيـش الليبي، لذلك رأت الحكومة في ذلك الوقت أن الحاجة ملحة للحصول على أسلحة متطورة خاصة بعد رؤية تفوق العدو الصهيوني التقني والتكنولوجي والقدرة السريعة على الحركة والمناورة.
وعلى الفور سارعت الحكومة الليبية برئاسة عبد الحميد البكوش للاتفاق على صفقة منظومة الدفاع الجوي ودبابات الشفتن من بريطانيا غير أن هذه الصفقة لم تتم وألغيت بالكامل بعد انقلاب القذافي العسكري واستيلائه على السلطة في سبتمبر 1969م.
والشيء المميز في الجيش الليبي آنذاك بالرغم من قلة الإمكانيات والخبرات العلمية العسكرية الضبط والربط العسكـري الـذي أتصـف بـه أفـراده ولاستعداده لتقبل التأهل العسكري والعلمي، فقـد كـان تأهيـل الكوادر العسكرية يجري بصورة علمية وبطريقة مدروسة، كما أن المؤسسة العسكرية الليبية لم تشهد أي شكل من أشكال التحيز القبلي أو الجهوي، بل ضمت عناصر وأفراد من مختلف القبائل والجهات والمناطق والمدن الليبية دون أي حساسية أو تحيز لأي جهة أو طرف من الأطراف.
كما أن الجيش منذ تأسيسه إلى شهر سبتمبر 1969 م لم يتدخل فيما يتعلق بالأوضاع السياسية الداخلية، وظل دوره مقتصرا على حماية الوطن والدفاع عنه.
وفي عام 1970 تغير اسم سلاح الجو إلى سلاح الجو الجمهوري العربي الليبي، وبعد طرد القوات الأمريكية ليبيا في عام 1970، أصبح مطار ويلوس قاعدة جوية، وهو المرفق الأمريكي السابق حوالي 11 كيلومترا شرقي طرابلس، تثبيت LAR سلاح الجو، وتمت إعادة تسمية القاعدة الجوية باسم عقبة بن نافع أو “قاعدة معيتيقة”.
وبعد قيام ثورة الفاتح في الفترة من 1970 تم إجراء عمليات تطوير واسعة لسلاح الجو الليبي، مع عدد كبير من الخبراء من الاتحاد السوفيتي، وبعض الطائرات المقاتلة الفرنسية التي تم شراؤها، وشهد القوات المسلحة العربية الليبية نهضة كبيرة واكتملت كل تخصصاتها.
وزادت أعداد القوات المُسلحة العربية الليبية عبر الزمن إلى حد كبير، وقد نمى كذلك الإنفاق عليها. ففي عام 1995 بلغ إجمالي عدد جنود القوات المسلحة 65 ألفاً، منهم 53,9% يَنتمون للجيش و33,8% لسلاح الجو و12,3% للبحرية.وخلال عام 2000 وصل عدد أفراد القوات المسلحة العربية الليبية إلى ما يُقدر بحوالي 76 ألف، منهم 59,2% يَنتمون للجيش و30,3% لسلاح الجو و10,5% للبحرية.
وسجلت القوات المسلحة العربية الليبية سابقة تاريخية عندما استشهد قائدها الأعلى والعام في أرض المعركة، الزعيم الراحل معمر القذافي ومرافقه الفريق أبوبكر يونس جابر يوم 20 أكتوبر 2011.
وبعد حدوث انشقاقات في الجيش الليبي، تمكن المشير خليفة حفتر ورفاقه في قيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية، من إعادة تأهيل القوات وتسليحها بالعدد والعتاد العسكرية لمواجهة ميليشيات الإخوان والمرتزقة والإرهابيين، الذين تستعين بهم تركيا للسيطرة على الدولة الليبية وثرواتها النفطية.