سرقة لوحات بـ200 مليون دولار من متحف باراجواي.. "لصوص ولكن ظرفاء"
هزت عملية سرقة في المتحف الوطني للفنون الجميلة في أسونسيون في باراجواي العالم، ليس فقط بسبب الأعمال الفنية المفقودة، والتى قُدِّرَت قيمتها بحوالي 200 مليون دولار، ولكن أيضًا بسبب الحيلة المتقنة التى استخدمها اللصوص لتنفيذ سرقتهم، بحسب ما نشره موقع" news.artnet".
لوحات بـ200 مليون دولار من متحف باراجواي
لقد فضلوا اللوحات الأوروبية، حيث تضمنت الغنيمة صورة ذاتية لتينتوريتو، ورأس امرأة لأدولف بيولت، ومنظر طبيعى لجوستاف كوربيه، ولوحة مادونا والطفل لبارتولومى إستيبان موريلو، وصورة غير منسوبة للقديس جيروم من القرن السادس عشر.
تأسس المتحف فى عام 1909، بعد 67 عامًا من إعلان باراجواي رسميًا استقلالها عن الإمبراطورية الإسبانية، ويشغل نفس المبنى الذى يضم الأرشيف الوطني، ويضم 650 عملًا فنيًا تتراوح من اللوحات إلى السيراميك، إلى جانب العملات القديمة والمزيد من مجموعة المدير العام الافتتاحى خوان سيلفانو جودوي.
وكان من المفترض أن يشكل تأسيس المتحف بداية فصل جديد للجمهورية، ولكن قرون من التقلبات السياسية قد تفسر جزئيا سبب عدم تمكن المؤسسة من تركيب أى كاميرات أمنية لالتقاط اللصوص.
ولكن بدلًا من ذلك، اكتشف المسؤولون تحت الأرض نفقًا يبلغ طوله 80 قدمًا تم حفره لربط المتحف بمتجر للأطعمة الصحية يقع على الجانب الآخر من الشارع.
وكشفت التحقيقات أن الرجال الذين فتحوا المتجر استخدموا هويات مزيفة، بل إنهم حفروا جزءًا آخر من النفق المؤدى إلى موقف سيارات أحد الفنادق القريبة، والذى من المرجح أن اللصوص استخدموه للهروب.
ففى عام 2008، تلقى المركز الوطنى لحماية التراث الثقافى فى قسم الإنتربول فى الأرجنتين بلاغًا يفيد بأن لوحة "سان جيرونيمو" المفقودة لفنان مجهول وتقدر قيمتها بنحو 200 ألف دولار معروضة للبيع غير المشروع فى بوساداس، الأرجنتين.
وبعد فترة وجيزة، تمكنت بعثة تقصى الحقائق التابعة للشرطة، برفقة قوات فيدرالية أرجنتينية، من استعادة اللوحة فى حالة جيدة، كجزء من حملة أوسع نطاقًا من جانب السلطات الأرجنتينية لاستعادة الأعمال الفنية المسروقة التى عُثر عليها على أراضيها.
فى فبراير الماضى، كلف المتحف خمسة رسامين معاصرين بإعادة إنشاء الأعمال الفنية المفقودة بينما كان 700 من الحضور يشاهدون ذلك.
وقد عُرضت اللوحات الناتجة فى معرض افتتح فى الثانى والعشرين من مارس، ومن المقرر أن يظل مفتوحًا لفترة من الوقت، ورغم أن القرار لا يوحى بأن المتحف لديه أمل كبير فى عرض الأعمال الفنية، فإنه على الأقل يستفيد من الشهرة غير المتوقعة التى اكتسبها المتحف نتيجة لاستضافة إحدى سرقات القرن فى باراجواي.