مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

قوات الدعم السريع تسيطرعلى مدينة السوكي.. فصل جديد من سقوط ولاية سنار

نشر
الأمصار

تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على مدينة السوكي، التي تقع على الضفة الشرقية للنيل الأزرق، بعد خوضها معارك عنيفة ضد القوات المسلحة والقوات المساندة لها من المستنفرين والمقاومة الشعبية، وذلك في ظل ظروف نزوح كبيرة من المدينة الواقعة في الجهة الجنوبية الشرقية من ولاية سنار.
تعتبر مدينة السوكي هي المنطقة الثانية ذات الأهمية الإستراتيجية التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في ولاية سنار، بعد استيلائها على عاصمة الولاية، مدينة سنجة، في بداية هذا الشهر.
تتعرض القوات المسلحة لانتقادات شديدة بسبب فقدان مدينة السوكي، خاصة في ظل الانتهاكات الكبيرة المنسوبة إلى قوات الدعم السريع، بالإضافة إلى حالة النزوح الواسعة التي تعاني منها مناطق سنار.
وفقًا لتجمع شباب سنار، دخلت قوات الدعم السريع إلى قرى التريرات وإبراهيم جانقوة وكوع النحل وتريرة مدني والخليج، متجهةً عبر قلاديمة، في جنوب شرق سنار.
ذكر التجمع أن نفوذ قوات الدعم السريع لا يزال يتوسع، وهي “تمارس أبشع الانتهاكات بما في ذلك عمليات نهب واسعة شملت جميع سكان القرى المختلفة.”

 

أكدت كل من قوات الدعم السريع وتجمع شباب سنار يوم الخميس أن قوات الدعم السريع قد استحوذت على مدينة السوكي، التي تقع على بعد حوالي 40 كيلومترًا شرق سنار، بينما لم يصدر الجيش السوداني أي بيان رسمي بشأن الوضع في المنطقة.
ذكر المتحدث باسم قوات الدعم السريع في بيان صدر في الليلة الماضية أن قواتهم تمكنت من السيطرة بالكامل على منطقة السوكي في ولاية سنار، وألحقت بالعدو خسائر جسيمة في المعدات والأرواح، كما أسروا العشرات منهم.

بدخول الدعم السريع إلى منطقة السوكي، تكون هذه القوات قد استحوذت على ست محليات من أصل سبع في ولاية سنار.
من جهته، أوضح تجمع شباب سنار – ائتلاف للجان المقاومة – أن ما يُعرف بمليشيات الدعم السريع قد استولت على مدينة السوكي، وألحقت بقوات الجيش خسائر في الأرواح والمعدات، حسبما ورد في بيان صحفي للتجمع.
ووفقًا لمصادر ميدانية تُقاتل مع الجيش، فإن القوات العسكرية قد انسحبت إلى منطقة قريبة من مدينة السوكي، وهي تعمل على استعادة السيطرة عليها.
أفادت مصادر محلية من سودان تربيون بأن اشتباكات وقعت، يوم الخميس، بين الجيش وقوات الدعم السريع في منطقة “قلاديمة” الواقعة شمال السوكي وجنوب شرق مدينة سنار.
لم يصدر عن الجيش السوداني حتى الآن أي بيان رسمي حول إعلان قوات الدعم السريع استيلائها على منطقة السوكي، التي تقع على الضفة الشرقية للنيل الأزرق وشمال غرب مدينة الدندر، وتحتوي هذه المنطقة على مشروع السوكي الزراعي، وهو أحد أبرز المشاريع الزراعية المروية في السودان.
استطاعت قوات الدعم السريع في يونيو الماضي السيطرة على معظم ولاية سنار بعد استحواذها على المنطقة الاستراتيجية جبل موية، ثم دخلت قواتها عاصمة الولاية سنجة وبعض المحليات مثل الدالي والمزموم والدندر وأبو حجار، ليتبقى للجيش فقط مدينة سنار.

الأهمية الاستراتيجية

 

مدينة السوكي هي عاصمة محلية السوكي، إحدى المحليات السبعة في ولاية سنار حيث تقع على الضفة الشرقية للنيل الأزرق وتبلغ مساحة محلية السوكي الكلية 5500 كيلومتر مربع، لكن رغم كبر مساحتها الجغرافية، لا يتجاوز عدد سكان المحلية ككل 30 ألف نسمة. وتتوزع محلية السوكي ما بين 3 وحدات إدارية هي مدينة السوكي واللكندي وكركوج.

وتقع المدينة على بعد 291 كيلومتر إلى الجنوب من الخرطوم، لكنها وبعد التطورات العسكرية الأخيرة في ولاية سنار اكتسبت أهمية استراتيجية لطرفي الحرب حيث تعتبرها القوات المسلحة خط دفاع متقدم من جهة الجنوب الشرقي عن مدينة سنار، فيما تسعى قوات الدعم السريع لاستخدامها كرأس جسر في الهجوم على سنار.

 

من جانب القوات المسلحة، تتواجد ثكناتها الرئيسية في سنار حيث مقر الفرقة 17 مشاة وعلى بعد 27 كيلومتر إلى الشمال الغربي من مدينة السوكي، كما تتمركز قواتها في مقر الفرقة 18 في كوستي على بعد 133 كيلومتر لجهة الغرب وتتواجد بعض وحدات الفرقة 18 مشاة في ربك، كما تتواجد قوات كبيرة للجيش في مدينة المناقل الواقعة على بعد 142 كيلومتر إلى الشمال، وهي آخر أكبر معاقل الجيش في ولاية الجزيرة.

أما قوات الدعم السريع، فتتواجد قواتها بشكل رئيسي في مدينة سنجة على بعد 19 كيلومتر إلى الجنوب من السوكي وفي منطقة جبل موية غرب سنار وعلى امتداد ولاية الجزيرة حتى عاصمتها ود مدني الواقعة على بعد 126 كيلومتر شمال السوكي. كما تتمركز قوات الدعم السريع في منطقة المزموم إلى الجنوب الغربي من سنجة وفي منطقة الدندر شرق محلية السوكي.

وفي حال قررت قوات الدعم السريع التوجه جنوبا إلى مدينة الدمازين وبقية مدن ولاية النيل الأزرق، فسيكون من الضروري أن تعمل على تأمين الخطوط الخلفية لقواتها وقطع أي طرق إمداد للدمازين سواء عن طريق الضفة الشرقية أو الضفة الغربية للنيل الأزرق.

الأنشطة الاقتصادية

يمتهن غالبية سكان محلية السوكي الزراعة، حيث يعملون في زراعة قصب السكر والبقوليات والدخن، كما يوجد بالمنطقة مشروع السوكي الزراعي والذي يعتمد على الري بالطلمبات من النيل الأزرق وتزرع في المحاصيل النقدية مثل الفول السوداني والقطن بجانب الذرة التي تعتبر الغذاء الرئيسي لسكان المنطقة. وهناك عدد غير قليل من السكان يعمل في صيد السمك من النيل الأزرق بجانب بعض الصناعات اليدوية والخفيفة، فيما يوجد في المدينة مصنع مخصص لإنتاج (الفلنكات) الخشبية لخطوط السكك الحديدية.