إعصار غايمي يجتاح شرق آسيا.. دمار وخسائر فادحة
شهدت منطقة شرق آسيا مؤخراً أحداثاً جوية عنيفة، حيث اجتاح الإعصار غايمي المنطقة، تاركاً وراءه دماراً وخسائر فادحة في الفلبين وتايوان والصين
ضرب الإعصار غايمي، وهو أحد الأعاصير المدارية القوية، المنطقة في الأسابيع الأخيرة، مما تسبب في فيضانات ورياح عاتية وأضرار واسعة النطاق في البنية التحتية والممتلكات. وتفاوتت شدة التأثيرات من دولة إلى أخرى، إلا أن جميع الدول المتضررة تعمل جاهدة لتقييم الأضرار ومساعدة المتضررين.
الفلبين:
كانت الفلبين من أوائل الدول التي تعرضت لضربات الإعصار غايمي.
تسبب الإعصار في سقوط أمطار غزيرة ورياح عاتية، مما أدى إلى حدوث فيضانات وانهيارات أرضية في العديد من المناطق.
لقي 30 شخصا مصرعهم وأصيب ما لا يقل عن 279 آخرين في حوادث بسبب إعصار غايمي الذي ضرب الفلبين وتايوان.
وقالت الشرطة الفلبينية إن 21 شخصا قتلوا في العاصمة مانيلا والمقاطعات المحيطة بها جراء فيضانات وانزلاقات تربة وصعق بالتيار الكهربائي وسقوط شجرة خلال الأمطار الغزيرة، التي انهالت على جزيرة لوزون الأكثر تعدادا بالسكان في البلاد.
رجال إنقاذ ينقلون السكان على متن قارب في طريق غمرته مياه الفيضانات في الفلبين (رويترز)
غرق سفينتين
بدوره، قال وزير النقل الفلبيني خايمي باوتيستا إن "ناقلة تحمل 1.4 مليون لتر من النفط انقلبت في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس قبالة ساحل مدينة ليماي، مما تسبب في تسرب نفطي وفقدان أحد أفراد الطاقم".
وأضاف أنه تم إنقاذ 16 من أفراد الطاقم البالغ عددهم 17، ولا يزال البحث عن المفقود جاريا.
وذكر في إفادة صحفية عن الوضع "هناك بالفعل تسرب نفطي. وفي الوقت الحالي لا نستطيع إرسال معداتنا بسبب الرياح القوية والأمواج العالية".
وقال الناطق باسم حرس الحدود الفلبيني الأميرال المساعد أرماندو باليلو خلال مؤتمر صحفي "رصدنا بقعة نفطية تمتد على 3.7 كيلومترات، ونحن في سباق مع الزمن، وسنبذل قصارى جهدنا لاحتواء تسرب المحروقات ومنعه".
وفي تايوان، قالت إدارة الإطفاء اليوم الخميس إن "سفينة شحن ترفع علم تنزانيا وعلى متنها 9 مواطنين من ميانمار غرقت قبالة ساحل مدينة كاوهسيونج الساحلية الجنوبية أثناء الإعصار". وأضافت أنه لم يتسن التواصل مع أفراد الطاقم، وأن السلطات تنتظر تحسن أحوال الطقس لاستئناف البحث
وقد أسفر الإعصار عن وفاة العشرات وإصابة المئات، وتشريد الآلاف من السكان. كما تسبب في أضرار جسيمة للمحاصيل والبنية التحتية، مما أثر سلباً على الاقتصاد المحلي.
لم تسلم تايوان من آثار الإعصار غايمي، حيث ضرب الإعصار الجزيرة بقوة، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة وتعطيل حركة النقل.
كما تسبب الإعصار في أضرار جسيمة للمباني والمزارع، وتسبب في خسائر فادحة في القطاع الزراعي.
الصين:
وصل الإعصار غايمي إلى جنوب شرق الصين بعد أن اجتاح تايوان والفلبين، مما تسبب في أمطار غزيرة ورياح عاتية في العديد من المناطق.
أدّى الإعصار غايمي إلى إجلاء نحو 300 ألف شخص وتعليق حركة وسائل النقل في شرق وجنوب الصين حيث تسبب الجمعة في اضطرابات كبيرة، وفقا لوسائل إعلام رسمية.
وأدى هذا الإعصار إلى سقوط خمسة قتلى في جزيرة تايوان المجاورة.
أعنف إعصار ضرب أراضي الجزيرة
ويعد غايمي أعنف إعصار ضرب أراضي الجزيرة منذ ثماني سنوات، مع رياح بلغت سرعتها 190 كلم/ساعة.
وحوّل الإعصار الخميس مجاري مياه في مدينة كاوشيونغ، ثاني كبرى المدن التايوانية بعد تايبيه، إلى أنهار حقيقية.
كما أدى الإعصار غايمي إلى تفاقم تساقط الأمطار الموسمية في الفلبين مسفرا عن فيضانات وانزلاقات تربة تسبّبت بمقتل 20 شخصًا.
ووصل الإعصار إلى اليابسة في البر الرئيسي للصين مساء الخميس، حيث تراجعت شدته، لكن ما زالت الأمطار تنهمر غزيرة على أجزاء واسعة من جنوب وشرق البلاد.
وفي مقاطعة فوجيان (شرق)، المواجهة لتايوان، أُجلي أكثر من 290 ألف شخص خوفا من الفيضانات، وفقا لوكالة أنباء الصين الجديدة.
كذلك عُلّق نشاط وسائل النقل والمدارس والأسواق والخدمات العامة في بعض بلدات المقاطعة.
وفي مقاطعة شيجيانغ المجاورة، بالقرب من شنغهاي، أزال سكان وصلت المياه إلى ركبهم دراجات وأشجار مُقتلعة من شوارع غمرتها الفيضانات، وفقًا لصور بثها التلفزيون الصيني الرسمي "سي سي تي في".
وأصدرت بلدية مدينة ونتشو الكبيرة في المقاطعة التي تضم تسعة ملايين نسمة، إنذارا باللون الأحمر من العواصف، وهو الأعلى مستوى، وأجلت أكثر من 7 آلاف شخص، حسبما أفاد التلفزيون.
وقالت وسائل إعلام رسمية إنه من المتوقع أيضًا أن يتسبب الإعصار بهطول أمطار غزيرة على إقليمي جيانغشي وهينان في وسط البلاد.
ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات حتى الآن.
وفي مقاطعة قوانغدونغ (جنوب)مركز القوة الصناعية الصينية والتي يبلغ عدد سكانها حوالي 127 مليون نسمة، تعطلت بعض خطوط السكك الحديد.
وتعد الصين أكبر منتج لانبعاثات غازات الدفيئة في العالم، والتزمت خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهو أحد عوامل الاحترار المناخي، اعتبارا من العام 2030 والوصول إلى مستوى صفر انبعاثات بحلول العام 2060.