ردود فعل غاضبة على اغتيال «إسماعيل هنية» وإسرائيل تُؤكد استعدادها للذهاب إلى حرب شاملة
تتوالى ردود الأفعال «الغاضبة» على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس «إسماعيل هنية» في غارة إسرائيلية على مقر إقامته، في العاصمة الإيرانية «طهران»، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد «مسعود بزشكيان»، ويدرس «الحرس الثوري الإيراني» أبعاد حادثة مقتل «هنية» وإعلان عن نتائج التحقيق لاحقًا.
طهران تحتفظ بحق الدفاع عن النفس
أكد المندوب الإيراني بالأمم المتحدة «أمير سعيد إيرواني»، أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس «إسماعيل هنية» يعد انتهاكًا للسيادة الإيرانية، مُؤكدًا أن «طهران تحتفظ بحق الدفاع عن النفس»، حسبما أفادت وسائل إعلام إيرانية، في أنباء عاجلة، اليوم الخميس.
وفي كلمة بجلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي أكد المندوب الإيراني بالأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني أن «إسرائيل اغتالت هنية بدعم استخباراتي أمريكي».
وطالب مجلس الأمن «بإدانة السلوك الإسرائيلي بعد اغتيال هنية، والنظر في فرض عقوبات على إسرائيل»، مُشددًا على أن «طهران تحتفظ بحقها في الدفاع عن النفس والرد على اغتيال هنية عندما ترى ذلك ضروريًا».
بيان الحركة الوطنية الشعبية في ليبيا
كما أدانت «الحركة الوطنية الشعبية في ليبيا» في بيان، اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس «إسماعيل هنية» في العاصمة الإيرانية «طهران»، حسبما أفادت وسائل إعلام ليبية، اليوم الخميس.
وقال المتحدث باسم الحركة ناصر سعيد: «تدين الحركة الوطنية الشعبية الليبية استهداف العدو الصهيوني للقيادات والشخصيات الوطنية الفلسطينية والعربية، وإذ تذكر بأن ذلك يأتي ضمن سياسات واستراتيجيات العدو والدول الغربية الداعمة له على مر التاريخ المعاصر بالمخالفة لكل المواثيق والقوانين الدولية المتعلقة بالحروب، تؤكد أن جريمة اغتيال الشهيد إسماعيل هنية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة وأنها فقط تعكس حالة العجز والخسران التي يعيشها الكيان الصهيوني طيلة عشرة أشهر من عدوانه الوحشي على قطاع غزة».
مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة يُعلّق على اغتيال هنية
وأكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك أن اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية يمثل ردها على ما تُسمى «خطة بايدن».
وقال الضحاك خلال جلسة لمجلس الأمن اليوم حول الوضع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية: «الاحتلال الإسرائيلي اقترف قبل أيام جريمة بشعة جديدة تمثلت بعدوانه الغادر على بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل ما أسفر عن استشهاد 12 طفلاً وإصابة عدد من المدنيين السوريين».
وأضاف: «سوريا تؤكد مسؤولية الاحتلال الإسرائيلي عن الجريمة النكراء التي شهدتها بلدة مجدل شمس والتي وظفها الاحتلال لمواصلة اعتداءاته على دول المنطقة».
وتابع: «حفظ السلم والأمن الدوليين يستوجب عدول الإدارات الأمريكية عن سياساتها الهدامة وتوقفها عن منع مجلس الأمن من النهوض بولايته وفقا للميثاق».
وشدد على أن «اغتيال الكيان الصهيوني لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية إسماعيل هنية يعبر عن عقلية الكيان ويمثل رده على ما تسمى "خطة بايدن" التي تم تضمينها في قرار مجلس الأمن 2735"»
كما أكد أن «سوريا تحذر من أن استمرار استهتار الكيان الإسرائيلي بالقوانين الدولية وعدم انصياعه لقرارات الأمم المتحدة ولدعوات الدول الأعضاء لوقف مجازره قد يقود إلى إشعال المنطقة برمتها وتهديد السلم والأمن الإقليميين والدوليين».
وأكمل: «بالتزامن مع الاعتداءات الإسرائيلية الهيستيرية على دول المنطقة، تتواصل معاناة أهلنا في قطاع غزة جراء إمعان الكيان الإسرائيلي في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية لمدة عشرة أشهر، إن مجرمي الحرب الإسرائيليين ما كانوا ليمعنوا في ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية لولا الدعم الأمريكي اللامحدود والنفاق وازدواجية المعايير التي تمارسها بعض الدول الغربية التي انخرطت في حرب “إسرائيل” على الشعب الفلسطيني، وصمتت عن المطالبة بمساءلة مجرمي الحرب الإسرائيليين عن جرائمهم، لا بل فتحت لهم أبوابها وقابلتهم بالتصفيق والهتاف».
الجزائر تدعو لإنهاء الاحتلال الصهيوني من الأراضي الفلسطينية واللبنانية
ودعا مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن يوم الأربعاء، لإنهاء «الاحتلال الصهيوني» بشكل كامل من الأراضي الفلسطينية واللبنانية.
وقال بن جامع على هامش الجلسة الطارئة التي دعت إليها الجزائر والصين وروسيا حول الأوضاع في الشرق الأوسط وتداعيات اغتيال إسماعيل هنية: «المنطقة في لحظة خطر شديد وعلى حافة الكارثة"، مؤكدا أن "الهجوم الصهيوني اعتداء سافر وخبيث على أسس العلاقات الدبلوماسية وقدسية سيادة الدول».
وأشار المندوب الجزائري إلى أن «ما يقوم به الاحتلال الصهيوني عدوان صارخ وليس دفاعا مشروعا عن النفس»، مضيفا «لقد تبنت إسرائيل سياسة سفك الدماء والأرض المحروقة مخلفة الدمار في أعقابها».
وتابع: «القصف الوحشي على غزة والاستهداف المتعمد للمدنيين في بيروت والاحتلال الخانق للأراضي السورية واللبنانية ليست مجرد أعمال غير قانونية إنها رجس أخلاقي يلطخ ضمير الإنسانية»، مضيفا «لا يمكن للمجتمع الدولي الصمت إزاء هذا القدر من إراقة الدماء وازدراء القانون الدولي».
وعن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بغارة إسرائيلية على مقر إقامته في طهران، قال بن جامع: «اغتيال إسرائيل لإسماعيل هنية في طهران عمل إرهابي».
وخلص بن جامع بالقول: «الجزائر تدعو إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في غزة ورفع الحصار اللاإنساني والامتثال لجميع قرارات مجلس الأمن والتصرف بحزم لإنهاء العنف وبناء سلام دائم في المنطقة».
مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة يُدين اغتيال هنية
وفي السياق ذاته، أدان نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي خلال جلسة مجلس الأمن الدولي بشدة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.
وأكد بوليانسكي أن «اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، يشكل ضربة للمفاوضات بين الحركة وإسرائيل بشأن الأسرى والمحتجزين في غزة».
تل أبيب تُؤكد أنها مُستعدة للذهاب إلى حرب شاملة
في غضون ذلك، قالت قناة «12» العبرية، إن تل أبيب بعثت برسائل عبر قنوات دبلوماسية إلى لبنان وإيران تؤكد أنها مستعدة للذهاب إلى حرب شاملة إذا رد الجانب الآخر بطريقة تلحق أضرارا جسيمة بإسرائيل.
وعلى خلفية الاستعداد للرد الإيراني، ذكرت القناة أن تعليمات صدرت للسفارات الإسرائيلية في الخارج برفع مستوى التأهب لمواجهة التهديدات المختلفة، حيث طلب من السفراء والممثلين الدبلوماسيين الإسرائيليين خفض ظهورهم وعدم الذهاب إلى الأماكن المزدحمة.
وأشارت أيضا إلى أن جهاز الأمن العام (الشاباك) أصدر تعليمات أمنية غير عادية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزراء حكومته على خلفية الاستعدادات لرد إيراني على اغتيال القيادي في حركة حماس إسماعيل هنية في طهران.
وتفيد التعليمات المقدمة لنتنياهو والوزراء بأن أي مشاركة في حدث جماهيري تتطلب مساحة محمية وقريبة.
وفي الوقت نفسه، أصدر رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار أمرا مباشرا يقضي بأن كل جولة يقوم بها رئيس الوزراء والوزراء تتطلب موافقته الشخصية.
هذا، وتقدر المؤسسة الأمنية أن الرد على الاغتيالات سيأتي في الأيام المقبلة.
وأكدت المؤسسة الأمنية في تل أبيب أنها تستعد لمجموعة متنوعة من السيناريوهات بما في ذلك إطلاق الصواريخ والقذائف، وهجوم بطائرات بدون طيار، وحتى محاولات اختراق الحدود الشمالية، مبينة أن القيادة الشمالية مستعدة جيدا لكل هذه الاحتمالات.
ووفق المصدر ذاته أجرى مسؤولون كبار في النظام الدفاعي يوم الأربعاء مناقشات وتقييمات للوضع فيما يتعلق بالدفاع الواسع الذي يمكن لإسرائيل توفيره إلى جانب تحالف الدفاع الجوي الإقليمي والمظلة الدفاعية الأمريكية مثلما حدث في ليلة الصواريخ الإيرانية في أبريل.
«حماس» تكشف تفاصيل اغتيال «إسماعيل هنية» في طهران
وفي وقت سابق، ذكرت وسائل إعلام تابعة لحركة «حماس» نقلاً عن مصادر إيرانية قولها إن «اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية تم بصاروخ مُوجّه نحو جسده مباشرة»، حسبما أفادت وسائل إعلام فلسطينية، في أنباء عاجلة، الأربعاء.