احتجاجات عارمة تجتاح ببنجلاديش ورئيسة الوزراء تغادر البلاد
أعلنت رئيسة وزراء بنجلاديش، شيخة حسينة واجد ، استقالتها من منصبها، صباح اليوم، وتأتي تلك الأستقالة على خلفية تظاهرات حاشدة في بنجلاديش طالبت برحيل رئيسة الوزراء .
والجدير بالذكر أن وسقط عشرات القتلى خلال التظاهرات الحاشدة التي تطالب برحيل حسينة منذ أيام، حيث تداولت وسائل الإعلام صورًا وفيديوهات تظهر استخدام قوات الشرطة للقوة الغاشمة في تعاملها مع المحتجين.
وبلغت الحصيلة الإجمالية للمواجهات خلال التظاهرات المناهضة للحكومة في بنغلادش 300 قتيل على الأقل، بعد مقتل 94 شخصا الأحد، وهي الحصيلة اليومية الأعلى خلال أسابيع من الاحتجاجات، وفق تعداد لـ"فرانس برس" يستند إلى تقارير من الشرطة ومسؤولين وأطباء في المستشفيات.
وأعلنت حكومة بنجلاديش، بحسب رويترز، حظر التجول في دكا والمدن الكبرى الأخرى في البلاد من الساعة 18.00 بالتوقيت المحلي حتى إشعار آخر. كما تم إعلان أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء عطلات رسمية في جميع أنحاء البلاد.
يشار إلى أن احتجاجات طلابية اندلعت في بنجلاديش، بسبب استئناف عمل نظام الحصص للقبول في الخدمة المدنية مما يعقد قدرة عدد كبير من خريجي الجامعات على الحصول على وظيفة.
اندلعت الاحتجاجات المستمرة بعد حملة قمع مميتة في يوليو، والتي أودت بحياة أكثر من 200 شخص. وتتميز الاضطرابات الحالية بأعمال عنف محلية وتوترات متزايدة في جميع أنحاء بنجلاديش. وواجهت الحكومة، بقيادة الشيخة حسينة، انتقادات بسبب تعاملها مع الوضع، حيث أدى استخدام قوات الأمن إلى سقوط المزيد من الضحايا.
ومن جانبه، أشار قائد الجيش، في كلمة بالتلفزيون الرسمي، إلى أنه سيجري مداولات مع رئيس البلاد لتشكيل "حكومة انتقالية"، داعياً المتظاهرين إلى وقف أعمال العنف، وحثهم على "الثقة في جيش البلاد".
وأكد قائد الجيش في كلمته، أنه "لا حاجة لفرض حظر تجول أو تدابير استثنائية أخرى"، وذلك بينما لا يزال حظر التجول الذي كانت فرضته الحكومة، الأحد، لا يزال سارياً.
كانت تقارير إعلامية أكدت أن رئيسة وزراء بنجللاديش، استقالت من منصبها، الاثنين، في أعقاب الاضطرابات الدامية التي تشهدها البلاد منذ أسابيع، فيما ذكرت صحف محلية، أن الرئيسة المستقيلة توجهت إلى الهند بمروحية عسكرية.
تحذيرات من نجل رئيسة الوزراء
وفي ذات الوقت دعا نجل الشيخة حسينة، اليوم الإثنين، قوات الأمن إلى منع أي انقلاب على حكمها.
وقال سجيب واجد جوي المقيم في الولايات المتحدة، في منشور على "فيسبوك": "واجبكم هو الحفاظ على سلامة شعبنا وبلدنا والحفاظ على الدستور".
وأضاف: "هذا يعني عدم السماح لأي حكومة غير منتخبة بالوصول إلى السلطة لدقيقة واحدة. هذا واجبكم".
وحذر جوي، وهو مستشار حسينة في مجال تكنولوجيا الاتصالات، من أن التقدم الذي أحرزته بنغلادش سيكون في خطر إذا ما اُرغمت على التنحي.
وقال: "كل ما حققناه في مجال التنمية والتقدم سيختفي. لن تتمكن بنغلادش من النهوض مجددا".
ويأتي تحذيره في وقت يستعد قائد الجيش وقر زمان لـ"مخاطبة الأمة"، حسبما صرح متحدث عسكري لـ"فرانس برس"، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
من هي الشيخة حسينة
الشيخة حسينة واجد من(مواليد 28 سبتمبر 1947) هي سياسية بنغلاديشية ورئيسة وزراء بنغلاديش العاشرة من يونيو 1996 إلى يوليو 2001 ومرة أخرى منذ يناير 2009.
وهي ابنة الشيخ مجيب الرحمن الأب المؤسس وأول رئيس لبنغلاديش. بعد أن خدمت لأكثر من 20 عاما فهي رئيسة الوزراء الأطول خدمة في تاريخ بنغلاديش. اعتبارا من 23 يوليو 2024 أصبحت رئيسة الحكومة الأطول خدمة في العالم.
نظام حسين محمد إرشاد
مع انتهاء النظام الاستبدادي لحسين محمد إرشاد خسرت حسينة زعيمة رابطة عوامي انتخابات عام 1991 أمام خالدة ضياء التي تعاونت معها ضد إرشاد، بصفتها زعيمة للمعارضة اتهمت حسينة حزب ضياء الوطني البنجلاديشي بعدم الأمانة الانتخابية وقاطعت البرلمان وهو ما أعقبه مظاهرات عنيفة واضطرابات سياسية، واستقالت ضياء لتولي حكومة تصريف الأعمال ثم أصبحت حسينة رئيسة للوزراء بعد انتخابات يونيو 1996.
وبينما بدأت البلاد تشهد نموا اقتصاديا وانخفاضا في معدلات الفقر إلا أنها ظلت تعاني من الاضطرابات السياسية خلال فترة ولايتها الأولى والتي انتهت في يوليو 2001 بعد هزيمة انتخابية أمام ضياء، كانت هذه أول فترة ولاية كاملة مدتها خمس سنوات لرئيس وزراء بنجلاديش منذ أن أصبحت دولة مستقلة.
الأزمة السياسية 2006-2008
خلال الأزمة السياسية 2006-2008 تم اعتقال حسينة بتهمة الابتزاز، وبعد إطلاق سراحها من السجن فازت في انتخابات عام 2008.
وفي عام 2014 أعيد انتخابها لولاية ثالثة في انتخابات قاطعها الحزب الوطني البنغلاديشي وانتقدها المراقبون الدوليون. في عام 2017 بعد دخول ما يقرب من مليون من الروهينغيا إلى البلاد هربا من الإبادة الجماعية في ميانمار تلقت حسينة الثناء لمنحهم اللجوء والمساعدة،
فازت بولايتها الرابعة بعد انتخابات 2018 التي شابتها أعمال عنف وانتقدت على نطاق واسع باعتبارها مزورة.
في عهدها كرئيسة للوزراء شهدت بنجلاديش تراجعا ديمقراطيا. وقد وثقت هيومن رايتس ووتش حالات الاختفاء القسري والقتل خارج نطاق القضاء على نطاق واسع في ظل حكومتها.
تمت معاقبة العديد من السياسيين والصحفيين بشكل منهجي وقضائي بسبب تحدي آرائها. في عام 2021 أعطت منظمة مراسلون بلا حدود تقييما سلبيا لسياسة حسينة الإعلامية للحد من حرية الصحافة في بنغلاديش منذ عام 2014.
وكانت حسينة من بين أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم في مجلة تايم في عام 2018 ومن بين أقوى 100 امرأة في العالم من قبل مجلة فوربس في عام 2015، 2018، و2022.